بيروت- حصلت إحدى السفينتين اللتين يتم التحضير لانطلاقهما من لبنان بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، على اذن من السلطات بالابحار في اتجاه قبرص، بسبب عدم وجود أي خط بحري بين لبنان وإسرائيل أو الأراضي الفلسطينية، بحسب ما أفاد المنظمون وكالة فرانس برس الاثنين.
وقال ثائر غندور من منظمة (صحافيون لا حدود) غير الحكومية المنظمة للرحلة مع حركة (فلسطين الحرة)، إن وزير النقل غازي العريضي أعطى موافقته المبدئية لسفينة (جوليا) للانطلاق إلى قبرص شرط أن تكون السفينة ملتزمة بالمعايير القانونية.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن العمل جار في مرفأ طرابلس في شمال لبنان على التحقق من هذه المعايير في الباخرة الراسية على أحد الأرصفة.
و(جوليا) هي باخرة شحن صغيرة أطلق عليها اسم (ناجي العلي) على اسم رسام الكاريكاتور الفلسطيني الراحل، وستنقل مساعدات والعابا مخصصة للاطفال وصحافيين لبنانيين واجانب.
وفي هذا الوقت، تنتظر باخرة (مريم) التي ستحمل بالأدوية وستقل خمسين امرأة لبنانية وأجنبية الضوء الأخضر من السلطات للتوجه إلى قبرص.
وفي سياق ذي صلة، شارك حشد من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في مسيرة بحرية قبالة شاطئ غزة، على متن عدد من القوارب الفلسطينية، ترحيبًا بسفينتي (مريم) و(ناجي العلي) اللبنانيتين المتوقع انطلاقتهما باتجاه القطاع قريباً.
وأبحرت القوارب الفلسطينية وهي تحمل العلمين الفلسطيني واللبناني وشعارات ترحيبية بالسفينتين ومن عليها من متضامنين وشخصيات اعتبارية.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل جمال الخضري، في مؤتمر صحافي عقده في نهاية المسيرة، موافقة الحكومة اللبنانية على إبحار السفينتين، متوقعاً وصولهما خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال إن المتضامنين من مختلف الجنسيات لا تخيفهم التهديدات الإسرائيلية، ولن تردعهم في مساعيهم الحثيثة للوصول إلى غزة ونقل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى السكان.
وأشار إلى أن السفينتين تقلان متضامنات وراهبات أمريكيات وشخصيات أمريكية اعتبارية، وتسيرهما مؤسسة (فلسطين الحرة) برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني ياسر قشلق.
ولفت إلى أن سفينة (مريم) تنقل 50 متضامنة بينهن خمس راهبات أمريكيات، إلى جانب أوروبيات ومتضامنات من جنسيات مختلفة، وتحمل السفينتان مساعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية لمعالجة مرضى السرطان، وللأطفال والنساء.
ومن جانبه، قال قشلق في كلمته عبر الهاتف خلال المؤتمر، نأتي للتضامن مع إخواننا في غزة ومن أجل كسر الحصار الظالم المفروض عليه.
وأضاف قشلق: إننا نحمل مساعدات إنسانية وإغاثية ودواء ومعدات طبية لسكان غزة، وخاصة الأطفال والنساء، ونتمنى الوصول إليكم وإيصال المساعدات.
وكانت قد أبلغت إسرائيل الامم المتحدة السبت انها ستستخدم كافة الوسائل لمنع وصول سفن تقل ناشطين لبنانيين إلى قطاع غزة.
وقال ثائر غندور: التهديدات الإسرائيلية لا تخصنا، نحن سنكمل حتى بلوغ الهدف وهدفنا نابع من التزام انساني ثابت، مضيفا: مهما فعلت إسرائيل سيكون في عهدة المجتمع الدولي.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الخميس لبنان من انه سيكون مسؤولا عن أي سفينة تبحر من مرافئه باتجاه قطاع غزة.
واستشهد تسعة اتراك في 31 ايار/ مايو عندما هاجمت فرق كوماندوس إسرائيلية قافلة بحرية محملة بالمساعدات متجهة إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه الدولة العبرية حصارا منذ العام 2006.
ووافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية على خطة لتخفيف الحصار على قطاع غزة بعد أسابيع من الضغوط الدولية، مشيرة إلى انها ستحرر نظام دخول البضائع المدنية إلى غزة وتوسع دخول المواد المستخدمة في مشاريع مدنية تخضع لاشراف دولي.