سلاح أمريكي لثوار سوريا
صحف عبرية
June 13, 2014
أصبحت الولايات المتحدة تنقل الآن بصورة منهجية شحنات مرسلة من السلاح الى الجناح الاشد اعتدالا بين منظمات المعارضة السورية. واشتملت الشحنات المرسلة الاخيرة على سلاح خفيف وذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات. وما زالت الادارة الامريكية تمتنع عن نقل صواريخ متقدمة مضادة للطائرات الى المتمردين السوريين خشية أن تقع هذه الشحنات في أيدي حركات المعارضة الاكثر تطرفا وتعرض الطيران المدني في الدول المجاورة في المستقبل للخطر.
وقالت مستشارة الامن القومي الامريكية، سوزان رايس، في يوم الجمعة الاخير في لقاء صحافي مع شبكة التلفاز «سي.إن.إن» إن الولايات المتحدة بدأت تنقل «مساعدة غير فتاكة ومساعدة فتاكة» (أي اسلحة ايضا) الى منظمات المتمردين الاشد اعتدالا. وقبل ذلك بأسبوع قال رئيس الولايات المتحدة براك اوباما في خطبة في المعهد العسكري ويست بوينت إنه ينوي أن يزيد في المساعدة لمنظمات المتمردين تلك التي هي «افضل بديل من الارهابيين ومن المستبدين القاسين».
يجري في الادارة الامريكية جدل داخلي منذ ثلاث سنوات يتعلق بمقدار التدخل المطلوب في الحرب الاهلية في سوريا. وبرغم أن اوباما ومستشاريه ما زالوا يدعون بشار الاسد منذ فترة طويلة الى التنحي، منحت الولايات المتحدة المتمردين مساعدة محدودة فقط اقتصرت في الاكثر على اجهزة اتصال ومدد لا وسائل قتالية للخشية من أن تسيطر فصائل متطرفة متأثرة بالقاعدة على الصراع مع الاسد.
أضر عدم نقل السلاح ضررا شديدا باحتمالات المعارضة التي أخذت تضعف سيطرتها على الارض بازاء المساعدة الواسعة التي اعطتها روسيا وايران وحزب الله للرئيس الاسد. وحظي التردد الامريكي بانتقاد شديد من الداخل ولا سيما من شيوخ بارزين في المعسكر الجمهوري وخارجه ومن عدد من الدول الاوروبية ودول الخليج اعتقدت أنه يحتاج الى دعم اكبر للمتمردين. وامتنعت اسرائيل التي يعاديها الطرفان – الاسد وشركاؤه والجناح المتطرف بين المتمردين – بالقدر نفسه تقريبا، امتنعت عن التعبير عن موقف حقيقي من الاختلاف في الرأي. وقد زاد الامريكيون مع شحنات السلاح المرسلة الجديدة النشاط في معسكرات تدريب في الاردن ودول اخرى في المنطقة يجري فيها اعداد لحرب عصابات على اعضاء حركات المعارضة السورية التي هي اكثر اعتدالا.
قال رئيس لواء البحث في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي العميد ايتي بارون في يوم الاثنين الماضي في محاضرة في مؤتمر هرتسليا إن «أمان» تقدر أن نحوا من 120 ألف متمرد يشاركون في النضال لاسقاط النظام في سوريا. ويُعرف 20 بالمئة منهم فقط بأنهم اعضاء في منظمات معتدلة بلا أجندة دينية. و25 بالمئة آخرون اعضاء في حركات اسلام سياسي كالاخوان المسلمين أما الباقون باعضاء في فصائل اسلامية متطرفة يعمل بعضها بوحي من القاعدة.
وقدر بارون ورئيس هيئة الاركان بني غانتس وقادة كبار آخرون في جهاز الامن في الايام الاخيرة أن الحرب في سوريا بعيدة عن الحسم وأنها قد تستمر سنوات. وقد بدأ نظام الاسد مؤخرا هجوما واسعا على المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون جنوب الدولة حول مدينة درعا حيث بدأ التمرد على النظام في بداية 2011. ويواجه الهجوم الى الآن صعوبات كثيرة وينجح المتمردون في صد قوات الاسد في درعا وبلدة نوى على بعد 40 كم عنها. وبرغم أن قوات الاسد اطلقت في زمن قصير عددا كبيرا من الصواريخ على نوى لم ينسحب المتمردون من مواقعهم. ويشارك في المعارك في الجنوب مع النظام مئات من مقاتلي حزب الله ومعهم مستشارون ايضا من حرس الثورة الايراني. وزادت روسيا ايضا في مشاركتها في نشاط الجيش السوري واصبح مستشاروها الآن يشغلون كل المستويات من هيئة القيادة العامة الى الوحدات الميدانية في الميدان ويصاحبون القتال، وما زالت روسيا تمد نظام الاسد بشحنات سلاح مرسلة في كل اسبوع.
عدل وزير الدفاع موشيه يعلون هذا الاسبوع عن الخط الاسرائيلي الرسمي وانتقد علنا نقل السلاح الروسي الى سوريا. وقد عبر في خطبة في مؤتمر هرتسليا عن أسف للدعم الروسي للاسد وأضاف قائلا إن «هذا السلاح يبلغ آخر الامر الى مستعملين آخرين». وذكر وجود سلاح متقدم من صنع روسيا لدى حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.
عاموس هرئيل
هآرتس 12/6/2014
صحف عبرية