عودة فرق القتل الطائفية… طهران تتعهد بمواجهة داعش… واوباما لن يرسل قوات برية
العراق: السيستاني يدعو لـ«حرب مقدسة»... ومحافظات الجنوب تفتح باب التطوع
June 13, 2014
بغداد – «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: حث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني أتباعه على حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم في مواجهة تقدم المتشددين السنة وذلك في تصعيد خطير للصراع الذي يهدد باندلاع حرب أهلية فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح له أمس ان أمريكا لن ترسل قوات برية الى العراق.
وخلال صلاة الجمعة في مدينة كربلاء تليت رسالة من السيستاني دعا فيها الناس الى الاتحاد لصد تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وسيطر مسلحون يرفعون علم التنظيم على بلدتين عراقيتين اخريين في اجتياح خاطف جنوبا باتجاه العاصمة بغداد اذ يسعون الى إقامة دولة خلافة إسلامية.
وقالت مصادر أمنية إن السعدية وجلولاء سقطتا في أيدي المسلحين السنة بعد أن فرت القوات الحكومية من مواقعها الى جانب عدة قرى حول جبال حمرين التي يختبىء بها المتشددون منذ فترة طويلة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي نقلا عن رسالة السيستاني «المطلوب ان يحث الاب ابنه ان تحث الام ابنها ان تحث الزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعا عن حرمات هذا البلد ومواطنيه.
«ومن هنا فان على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط مع القوات الامنية لتحقيق هذا الغرض المقدس.»
وأضاف بينما عبر المصلون عن تأييدهم لما يقوله إن من يلقون حتفهم خلال قتال «متشددي الدولة الإسلامية» سيكونون شهداء.
وأكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم المتطرفين السنة لكنه سيبحث خيارات مختلفة اخرى «في الايام القادمة».
وقال اوباما من البيت الابيض «لن نرسل قوات اميركية مقاتلة الى العراق»، مضيفا: «لكنني طلبت من فريقي (…) اعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الامن العراقية».
وحذر اوباما من انه يجب عدم انتظار عمل اميركي «بين ليلة وضحاها» وان عملية القرار والتخطيط لتحرك ما، ايا كان، تتطلب «اياما عدة».
وقال ايضا «نريد ان نتأكد من ان لدينا فهما جيدا للوضع. نريد التأكد من اننا جمعنا المعلومات اللازمة لكي تكون تحركاتنا، اذا قررت التدخل بطريقة او باخرى، محددة الاهداف ودقيقة وفعالة».
واضاف اوباما «بدون جهود سياسية سيكون الفشل مصير اي عمل عسكري»، داعيا مرة اخرى الى حوار حقيقي بين المسؤولين المعتدلين السنة والشيعة.
وقال «للاسف، المسؤولون العراقيون عاجزون عن تجاوز ريبتهم وخلافاتهم وهذا ما جعل الحكومة والقوات الامنية ضعيفة».
وفي غضون ذلك تعهدت ايران الجمعة دعم حكومة نوري المالكي في مواجهة قوات «الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام»(داعش)، وكرر الرئيس الايراني حسن روحاني تعهده محاربة «الارهاب» في العراق.
واتصل روحاني هاتفيا بحليفه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤكدا ان حكومته لن تدخر جهدا «للتصدي للمجازر والجرائم الارهابية» في العراق.
وأعلنت الحكومة العراقية خطة امنية للدفاع عن بغداد، فيما لا يبعد جهاديو الدولة الاسلامية سوى اقل من 100 كلم عن العاصمة.
واشاد روحاني ايضا بدعوة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني العراقيين، الذين يشكل الشيعة اكثر من 60% منهم، الى حمل السلاح ضد الجهاديين.
من جهته، أكد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في اتصال هاتفي الجمعة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية، ان هجوم داعش «خطر يتجاوز الحدود» العراقية.
وكانت أهم التطورات في العراق قد توزعت على الجوانب السياسية والأمنية, فسياسيا، وبعد فشل مجلس النواب في اصدار قانون حالة الطوارئ، أعلن ائتلاف دولة القانون التابع لرئيس الحكومة نوري المالكي ان الحكومة سوف تتجه الى المحكمة الاتحادية للحصول على بعض الصلاحيات، محملا الكتل السياسية التي لم تحضر جلسة البرلمان الطارئة مسؤولية الاخفاق بعقد الجلسة.
ومن ناحية أخرى فقد وجه أحمد الجلبي أحد قادة الشيعة البارزين انتقادا لاداء الحكومة في الملف الأمني وقال «ان الانسحابات التي حصلت في الموصل وغيرها لا تقع على عاتق الضباط فقط بل هي نتيجة سياسات خاطئة وقيادة فاشلة».
أما أمنيا، فقالت مصادر امنية وشهود عيان ان قوة كبيرة من الفرقة الذهبية (سوات) دخلت الى سامراء واستقرت في محيط مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام.
واوضحت المصادر ان «قوات سوات دخلت الى المدينة وهي تطلق وابلا من النيران في الهواء لضمان سلامتها»، لا فتا الى ان «القوة تتمركز الان في محيط مرقدي الامامين العسكريين وسط المدينة».
وتؤكد مصادر امنية والاهالي في المناطق المحيطة بسامراء ان «الجماعات المسلحة تتمركز في ناحية سليمان بيك شرقا والشرقاط وبيجي والصينية شمالا، وتكريت والعلم والمجمع السكني في قضاء الدور والضلوعية ويثرب، والاخيرتان لا تبعدان عن العاصمة بغداد اكثر من 90 كم».
وذكرت مصادر رسمية حكومية ان اشتباكات وقعت بين القوات الأمنية الحكومية وعناصر تنظيم داعش في أطراف مدينة سامراء. كما أعلنت مصادر حكومية لقناة العراقية شبه الرسمية أن طيران الجيش يقوم بتوجيه ضربات الى مراكز تجمع تنظيم داعش وباقي التنظيمات المسلحة في عدة مناطق منها مدن في صلاح الدين مثل تكريت وبلد والاسحاقي وقاعدة سبايكر الجوية، والكرمة في الأنبار وبعض المناطق الحدودية مع سوريا. وأعلنت قوات البيشمركه أنها استعادت ناحية الرياض في كركوك بعد معارك مع تنظيم داعش ومسلحين آخرين معه.
وضمن التعبئة الحكومية، أعلنت سبع محافظات عراقية دعمها للحكومة والقوات المسلحة، وفتح باب التطوع.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع استمر لاكثر من خمس ساعات، انه «في الوقت الذي يمر به العراق بشكل عام ومحافظاتنا الغربية بشكل خاص باحداث امنية وتهديدات ارهابية خطيرة تعلن المحافظات السبع المجتمعة في كربلاء دعمها ووقوفها التام مع الحكومة والقوات الامنية من الجيش والشرطة واستعدادها للمشاركة في المواجهة المشرفة للقضاء على زمر الإرهاب».
وضمن مساعي الحكومة لمواجهة المتغيرات، أفادت مصادر رسمية بأن قوات النخبة العراقية المدربة على قتال الشوارع انطلقت من بغداد إلى مدينة الموصل لتحريرها من سيطرة الجماعات المسلحة، بدعم جوي ولوجستي مركز. وقالت مصادر في وزارة الدفاع، إن «قوات من النخبة ارسلت إلى مدينة الموصل لتحريرها من سيطرة المسلحين».
وفي هذا الاطار وضمن حالة التعبئة الحكومية، افاد مصدر امني، بصدور أوامر للفرقة 14 في الجيش العراقي وبكافة قطاعاتها الموجودة في البصرة، للتوجه الى حزام بغداد، لافتاَ الى ان «الشرطة الاتحادية ستتولى مهام الفرقة في البصرة وتقوم بحماية المراكز الحيوية فيها».
ومع تطور الأحداث الأمنية عاودت الميليشيات المسلحة بالظهور مجددا لتبدأ مسلسل التهديد والأغتيال وعلى طريقة 2006 – 2007 شمالي بابل وبدأت قبل خمسة ايام بقتل عائلة من أربعة رجال وأمرأة في ناحية الأسكندرية وبطريقة وحشية، اعقبها إلقاء منشورات تتوعد عشائر شمالي بابل من الجبور والجنابيين بالرحيل، لتتصاعد وتيرة التهديدات سخونة بصورة طردية مع تدهور الأوضاع الأمنية.
وبهذا الصدد أكد شهود عيان أنه «تم حرق منزل أحد المواطنين في حي المثنى التابع لناحية الأسكندرية شمالي بابل، فيما استيقظ سكان المنطقة على مشهد منشورات ألقيت على منازل مواطنين في نفس المنطقة تخيرهم بين الرحيل أو القتل، ما أثار مخاوف المواطنين من عودة مسلسل القتل الطائفي في المنطقة».