بين الموصل والقدس
صحف عبرية
June 13, 2014
إنهار الجيش العراقي هذا الاسبوع مثل برج من الورق عند احتلال ثاني أكبر مدينة في العراق، الموصل، على يد القاعدة والجهاد. انشأ الامريكيون هذا الجيش ودربوه وانفقوا عليه عشرات مليارات الدولارات في العقد الاخير وها هم آلاف من جنوده يهربون بلا قتال تاركين وراءهم نعالهم وثيابهم ومعدات عسكرية امريكية متقدمة، ومطارا، ومستشفيات وسجونا – كل ذلك ليستعمله ارهاب القاعدة.
يوجد المجاهدون الآن على بعد 200 كم عن العاصمة بغداد وهم يطمحون الى الوصول الى هناك ايضا. إن مقاتلي القاعدة سنيون أما الجيش العراقي فكله أو أكثره مؤلف من الشيعة – وهكذا انهار نظام الدمى الشيعي الذي انشأه الامريكيون في العراق وكان مجد اوباما. فقد أمر الجيش الامريكي بالانسحاب لأنه رأى أن الجيش العراقي أصبح مستعدا لحمل العبء.
والآن بعد سيطرة القاعدة على المدن السنية في غرب العراق، أضيفت الى سيطرتها الموصل الشمالية ايضا. وتتصل هذه «الدولة» السلفية بالدولة السلفية في سوريا وستتصل قريبا بالاردن وهكذا تنهار الاوهام الامريكية وتمحى الحدود الوطنية. ولن تفعل امريكا أي شيء ولا يعتقد أحد في الشرق الاوسط أنها ستفعل أي شيء. ونقول بعبارة اخرى إن نظام اوباما الفائز بجائزة نوبل للسلام ولّد دول القاعدة في المنطقة وهذه كارثة انسانية لملايين البائسين.
لماذا يكون هذا مهما لنا؟ لأن اولئك الهاذين الامريكيين أفردوا لنا خطة امنية في يهودا والسامرة كما أفردوا للعراق. ويعتقد جون كيري على اختلاف خبرائه الامنيين أنه تكفي خطة امريكية على الورق لاقرار وضع نظام ودولة هناك. وما هو الدرس من العراق؟ هو أنه في اللحظة التي يخرج فيها الجيش الاسرائيلي من متر واحد في يهودا والسامرة ستدخل عناصر الجهاد بدلا منه كما حدث في قطاع غزة. وتهدد مطار بن غوريون في أسفله ولن تهبط بعد ذلك طائرة هنا وتهدد بعد ذلك تل ابيب والقدس وحيفا وبذلك ينتهي أمر دولة اليهود. فالامريكيون فشلوا في العراق مع عشرات آلاف الجنود المدربين فكيف يتوقعون أن تنجح هنا بضع عصابات مسلحة فلسطينية؟.
أصبحت منطقة يهودا والسامرة مليئة بعشرات آلاف المجاهدين وبحزب التحرير وغيره، ينتظرون الامر بالانقضاض على السلطة الفلسطينية – وهي كيان مصنوع لا يقبلونه ولن يقبلوه أبدا. واسوأ من ذلك أن مساحة عربية مستقلة في يهودا والسامرة تعني زيادة مئات آلاف المجاهدين الذين سيُجلبون من العراق وسوريا ولبنان الى اهدأ منطقة في الشرق الاوسط.
هذا بالضبط معنى «حق العودة» الذي سيهتف العالم به في البداية، فهم لا يأتون الى «اسرائيل» بل الى المنطقة المخلاة. لكنهم سيغيرون التوازن السكاني ولن يُمكنوا من العيش هنا وستكون الموصل هنا.
إن من لم يرَ هذا التهديد الجهادي لوجود دولة اليهود ينكر الواقع السلفي الجديد وينكر ما يحدث الآن في سوريا – نحو من 200 قتيل وخرابا لم يعد من الممكن اصلاحه – وينكر الفوضى في العراق.
ربما كانت التسويات السياسية ذات صلة بالواقع قبل عشرات السنين مع وجود نظم حكم عربية مستقرة لكن الحديث اليوم عن هذه الاتفاقات – وعن اتفاقات سلام – وقد اصبح كل شيء ينهار حولنا.
إن تسوية الدولتين التي تم الحديث عنها قبل الربيع العربي دفنت في الموصل في الحرب العالمية التي أخذت تنتشر بين السنيين والشيعة والتي تبدو اسرائيل بالقياس اليها مثل صخرة صلبة من الاستقرار والأمن.
غي بخور
يديعوت 12/6/2014
صحف عبرية