اردنيون يحملون السلاح وعلم "داعش"
---------------------------------
رقيب نيوز ـ حسان سليم ابو محفوظ
بدأت ظاهرة توزيع ونشر تسجيلات فيديو يرتفع فيها علم" دولة الخلافة الاسلامية" لداعش في مختلف المحافظات الاردنية، الامر الذي يثير حفيظة المراقبين عن غياب الدولة والاجهزة الامنية عن ملاحقة ومراقبة ومتابعة هذه التحركات لمؤيدي "داعش" على الارض الاردنية.
ثلاثة فيديوهات يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، تظهر اردنيين يحملون الاسلحة الرشاشة، وعلم ما اصطلح عليه "دولة الخلافة الاسلامية" احدها كان امام سيارة شرطة ودورية امنية، ولم تحرك هذه الدورية ساكنا بمنعهم بل كانوا يمطرون السماء بالرصاص ابتهاجا بخروج صديق لهم من السجن.
علم "دولة الخلافة" موجود على الاراضي الاردنية وله اتباع يرفعونه في وضح النهار وامام الكاميرات والجمهور، الامر الذي يعتبره بعض المراقبين انه نتاج لثورة الربيع العربي الذي كسر قاعدة الخوف وزيادة حضور انصار "داعش" على الساحة الاردنية وفي معظم المحافظات.
فيديوهات لاردنيين يحملون السلاح ويرفعون علم داعش يغزو مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، ويتم تصوير هذه المقاطع من خلال اشخاص من اتباع التيار، الامر الذي يشير الى وجود جهاز اعلامي للتيار على الساحة الاردنية ولكنه غير مراقب.
تقديرات المراقبين لحجم وحضور "الداعشيين الاردنيين" تتراوح بين 5 الى 7 الاف مؤيد، غير ان التيار السلفي الجهادي الذي يتزعمه ابو محمد المقدسي وابو قتاده يريان بان من يناصرون الفكر السلفي الجهادي الدعوي من اتباعهم هم الكثرة وان من يناصر"داعش" هم فئة الشباب المغرر بهم، الذين يعتبرون وقود الحرب في العراق وسورية، ويفتقرون الى الموجه الشرعي في افعالهم وتصرفاتهم.
ويحذر خبير الجماعات الاسلامية مروان شحادة "من ان ظاهرة الداعشيين ومؤيدي ما اصطلح عليه دولة الخلافة الاسلامية في تنام وازدياد".
ولمواجهة فكر الشباب المؤمن بهذه الافكار التكفيرية واعمال القتل والتنكيل التي تمارسها "داعش" في العراق وسورية، ولمواجهة خطر حصرها وعدم وصولها للساحة الاردنية يرى شحادة في حديثه لـ"العرب اليوم" انه لا بد من مقاربتين متوازيتين الامنية والدعوية لتوجيه الشباب، بدل الانخراط في الايمان بافكار"داعش" ونقل تجربة القتل والدم الى الساحة الاردنية.
ويؤكد شحادة ان السلطات الاردنية تمارس المقاربة الامنية الناعمة، مع اصحاب الفكر المنتمي لـ"داعش"، من خلال الاعتقال والسجن والمحاكمات، بينما تفتر المقاربة للذهاب الى دعوات المناصحة والمراجعات الفكرية من خلال جلوس كبار علماء الفقة والدين مع هؤلاء الشباب لتوضيح حقيقة الاسلام والموقف الشرعي ازاء الافكار التي يؤمنون بها.
مواقع التواصل الاجتماعي تحفل بتداول فيديوهات، احدها يشير الى اعتقال عدة اشخاص في سيارة عسكرية، ويقوم احد الاشخاص بصب الماء على المعتقلين، الامر الذي اعتبره بعضهم انه يعطي صورة مغايرة للاجهزة الامنية الاردنية، بالتعامل مع المعتقلين، محذرين من خطورة تداول حالات العنف ضد اعضاء هذا التيار وانعكاسه على حالة الغضب عند انصاره، لجهة حدوث ردات فعل غير متوقعة منهم تجاه الدولة ومصالحها.
لمواجهة حالة التخوف الرسمية من ازدياد ظاهرة الـ "داعشيين" في الاردن قامت الاجهزة الامنية الاسبوع الماضي بحملة دهم واعتقالات بين صفوف ابناء ومؤيدي التيار ممن كان لهم حضور لافت بحمل علم "داعش" او الدعوة لتجنيد الشباب الاردني في صفوف "داعش".
وحسب المصادر فان الأجهزة الأمنية دهمت ليلة الخميس الماضي عددا من المنازل في مخيم حطين بمحافظة الزرقاء وقامت بالقاء القبض على 7 أشخاص من أنصار تنظيم الدولة الاسلامية والمعروف بـ "داعش".
حملة الاعتقالات هذه شملت اشخاصا اخرين في مختلف محافظات المملكة، تحسبا من ازدياد ظاهرة المنتمين والداعين للانتماء لهذا الفكر التكفيري.
تركيز الدولة واجهزتها الامنية حاليا، يتمحور حول مخيم اربد ومنطقة حنينا ومحيط المخيم بسبب كثرة اتباع احد منظري وقادة تيار السلفية الجهادية المدعو ابو محمد الطحاوي، الذي ما زال معتقلا منذ شباط عام 2013، حتى الان.
ويعيد خبير الجماعات الاسلامية مروان شحادة سبب تنامي اتباع ومؤدي "داعش"، لخلفية الانقسام بين تياري السلفية الجهادية، حيث يشير الى ان التيار انقسم فالاول يقوده ابو محمد المقدسي وهو التيار الاكثر رشدا وعقلانية ويوجد له تاصيل شرعي في مختلف القضايا المطروحة، بينما التيار الثاني وهو اتباع ما اصطلح على تسميته دولة الخلافة الاسلامية.
ويعتبر شحادة ان هناك فرقا كبيرا بين التيارين، فالاول يحكم العقل والرشد والنص الشرعي، وينظر للحلال والحرام، بينما يملك تيار"الدولة الاسلامية" قرارات تنفيذية على الارض في مختلف شؤون الحياة لانه يملك الارض والمال والسلاح والمقاتلين.