مكالمة لم تتم مع الحبيب ...
شعر : عطاالله محمد أبو زياد
=================
ناديتُ ناديتُ ما استثنيتُ حرف ندا +++و ما أتى من مهاوي اليأس رجعُ صدى
ما لي أنادي على من ليـس يسمعـني+++ فالريحُ عاصفةٌ تذرو النـداءَ سـدى
ما كــان أشقى امـرء اً يحيـا بـلا أمـــلٍ+++ ويخدعُ النـفسَ بالأوهـام مجتهـدا
يعتادُ آلامــَـه مهما لــه اعتصـــرت+++ ولا يرجّــي بتيه العشـق دربَ هُــــدى
كم ليلة عصفت فيها الظّنــونُ وقــد +++أشفى بغمرةِ مـــا يلقى شفـيرَ ردى
والبعـدُ مـــا زاده إلاّ بــــها ولهـاً+++ والشوقُ في القلب لم يطفئْه طولُ مدى
” ما أجملَ اسمَك في سمعي وإن كُتبـت+++ حروفه أثملَ العينــين والكبــدا
كـم كنــت أكتبـُه فـــوق الرّمـال إذا+++خرجـتُ عصراً إلى الصحــراء منفـــردا
أحنـو مكبــّاً على رمــــل الكثيـب كمــا+++ أكـــبّ طفــلٌ يعاني خطُّـــه أوَ دا
أمـــــحوه ثمّ أعـــــيدُ الخـــطّ ثانـــــيةً +++ ولا أمــــــلّ علـى تكــراره أبـــــدا
أخشـى على اسـمكِ أن تزري بروـنـقه+++ رداء ةُ الــخطّ إمّا كنــتُ مــتّـــئدا
تكــاد ترشفـُه عيناي مــــن ظمـــأٍ +++كــأنّ مــــرآه يجـلو منهـــما الرّمـــدا “
نـام الخلـيّــون حولي مــــلءَ أعينــهم +++ وبـتّ أجترّ ذكرى الأمــس منفــدا
عيـلَ اصطباري وأحلامي الحسانُ ذوت+++ولاهبُ الشّوق بي ما انفكّ مـتّقدا
بذلت من أجلــها روحي وما ملـكت +++كفـّـي , ولم أ دّخر شيئاً يليـقُ فــــدا
درتُ المغاربَ تتلـو هـا مــشارقــها +++علّــي أصادف حظّـــاً عاثــــراّ شــــردا
مـــا أبـت إلاّ بغصّــاتٍ تعــذّبـني +++ لم تُبــق في عضــدي صـــبر اً ولا جَلَدا
و لا أذوقُ الكـــــرى إلاّ كمخـتلسٍ +++ يُهيـجُه الطـّـيفُ إمّــا في الخيـالِ بــدا
يعودني في أقاصي الأرض من شغـفٍ +++ ملــوّحاً كبد اً ملتاعــــةً و يــــــدا
مناجـياً مقلـــةً ممّـــا بهــا هَمَــلت +++ هـــلاّ رقـــدتِ قليــلاً مثلَ مـَن رقــدا
كفـاكِ ! لم تبق مــن دمعٍ ولا أر قٍ +++ أم تشتكـينَ الجوى و السّهد والرّمدا
وليـس أجمــلَ م بيــتٍ أردّده +++ ” طـال انتظاري وصبري في الهوى نفـــدا”
أحيــا على الوعــد أياّمــي وأقطعـُـها+++ ” منـذا يذكّر محبـوبي بـمـا وعـــدا”
*
كم مـرّة قد أتيــتُ الـحــيّ ملتمــساً +++ عونـــاً فلـم ألــق ممّن أبتغي أحدا
وهـل أرجّي سوى الرحمن ليسعفني +++ فغيَره لا أرى فـــي الورى سنــدا
يحنو بجمعِ شتيتِ الشملِ بعد نوىً +++ليرشفَ الظامىءُ المحمومُ قطرَ ندى
و يطلـقُ البلـبلُ الألحــانَ منتشياً +++ ويَعْمـُــرُ البِشْــرُ قلبـاً قد عــلاه صـــدا
وهل أحـبُّّ علــى من ضاعَ خاتمُهُ +++ مــن أن يراه بُعيـد اليـأسِ قــد وُجــدا
إن كان يومـــيَ قد و لّى بلا أمــلٍ +++ سيخـلقُ اللـهُ مــا لا تعلمــون غدا !!
=====================