الدمج في المدارس.. هل حقق الهدف؟
يعتبر دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع إحدى الخطوات المتقدمة التي أصبحت برامج التأهيل المختلفة تنظر إليها كهدف أساس لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حديثًا.
مفهوم الدمج هو تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس التعليم العام حتى يتم منحهم حقهم في ببيئة طبيعية يتلقون فيها التعليم مع أقرانهم الأسوياء ويتخلصون من عزلتهم. والدمج هو اتجاه حديث يهدف إلى إلغاء العزل الذي تفرضه عليهم المعاهد. إن وجود طفل ذي احتياجات خاصة ضمن مدرسة للأطفال الأسوياء هو أمر إيجابي للطرفين، عدا ما يعود على المجتمع بأسره من قيمة مضافة يمثلها إمكانات وإبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة.
أنواع الدمج
أولًا - الصفوف العادية الملحقة بالمدرسة العادية:
تعتبر الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية شكلًا من أشكال الدمج الأكاديمي، ويطلق عليها اسم الدمج المكاني، حيث يلتحق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في نفس البناء المدرسي، ولكن في صفوف خاصة بهم أو وحدات صفية خاصة بهم في نفس الموقع المدرسي ويتلقى الطلبة غير العاديين في الصفوف الخاصة ولبعض الوقت برامج تعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة في غرفة المصادر، كما يتلقون برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية، ويتم ترتيب البرامج التعليمية وفق جدول زمني معد لهذه الغاية، بحيث يتم الانتقال بسهولة من الصف العادي إلى الصف الخاص، وبالعكس، ويهدف هذا النوع من الدمج إلى زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الأطفال غير العاديين والأطفال العاديين في نفس المدرسة..
ومن الممكن أن يكون الدمج المكاني غير فعال في إجراء التواصل بين الأطفال، خاصة إذا لم تجر تحضيرات مسبقة وإشراف مناسب لإحداث تفاعل ما بين الأطفال العاديين وغير العاديين.
ثانيًا ــ الدمج الأكاديمي:
يقصد بالدمج الأكاديمي التحاق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت، حيث يتلقى هؤلاء الطلبة برامج تعليمية مشتركة ويشترط في مثل هذا النوع من الدمج توفر الظروف والعوامل التي تساعد على إنجاح هذا النوع من الدمج، ومنها تقبل الطلبة العاديين للطلبة غير العاديين في الصف العادي، وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع المدرس العادي في الصف العادي وذلك بهدف توفير الطرق التي تعمل على إيصال المادة العلمية إلى الطلبة غير العاديين، إذا تطلب الأمر كذلك، وكذلك توفير الإجراءات التي تعمل على إنجاح هذا الاتجاه والمتمثلة في التغلب على الصعوبات التي تواجه الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية، والمتمثلة في الاتجاهات الاجتماعية، وإجراء الامتحانات وتصحيحها.
ثالثًا ــ الدمج الاجتماعي:
يقصد به دمج الأفراد غير العاديين مع الأفراد العاديين في مجال السكن والعمل ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج الوظيفي، وكذلك الدمج في البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة بالمجتمع، ويهدف هذا النوع من الدمج إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية بين الأفراد العاديين وغير العاديين.
الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يميل إلى التقليد والمحاكاة فوجوده ضمن مدرسة عادية للدمج يجعله يتعلم السلوكيات والمهارات عن طريق تقليده للأطفال ويحسن طرق تفاعلهم داخل المجتمع.
أما الأطفال العاديون فتتغير اتجاهاتهم ونظرتهم للطفل المعاق حين يكون هناك خلط في المفاهيم الدونية كالجنون وغيره.
إن كونهم ذوي احتياجات خاصة لا يعني أنهم مختلفون عن الأسوياء في الحقوق.
وكونهم ذوي احتياجات خاصة لا يعني أن تهضم حقوقهم فهم مساوون للعاديين في الحقوق. من حقهم أن يتعلموا مع أقرانهم في بيئة عادية ليست معزولة يمارسون حقهم فيها بالتعلم والتعليم.
الدمج في مدارسنا
واجه الدمج في بدايته بعض الصعوبات كونه برنامجًا جديدًا والمجتمع لا يتقبل كل جديد في الغالب. مع الوقت أصبحت الصورة أفضل، حيث يتوجب أن تكون لدينا نظرة إيجابية ولا نركز على السلبيات إلا بغرض معالجتها فقط.
الدمج هول أول خطوة ناجحة لينال ذوو الاحتياجات الخاصة حقوقهم داخل المجتمع، وما ينقص برامج الدمج هو الفريق الكامل الذي يتمثل في (أخصائي تواصل – وأخصائي نفسي – ومرشد – ومعلم – معلم تدريبات إعاقة – ومعلم تدريبات سلوكية) وحتى يستطيع الطالب ذو الاحتياجات الخاصة التكيف في بيئته الجديدة لابد أن تكون المدرسة بكاملها فاعلاً في تحقيق ذلك الإنجاز.
تعليمهم
وضعت وزارة التربية والتعليم مناهج لبرامج الدمج يشمل المهارات الأكاديمية الأساسية (قراءة – علوم – رياضيات – تربية أسرية) إضافة إلى بعض المواد المهارية مثل التربية الفنية التي لا تظهر فيها الفروق بشكل بارز، ويأتي دور معلم التربية الخاصة ليتعامل مع الطالب ككل، نفسيًا وتربويًا وأكاديميًا واجتماعيًا حتى يستطيع أن يصل به إلى أعلى مستوى يعزز القدرات.صعوبتها قلة البرامج ومحدوديتها أدت إلى صعوبة توفير وسائل مواصلات حكومية مثالية تناسبهم، إضافة إلى عدم وجود عاملات خاصات لمرافقة الطالبات داخل دورات المياه أو الخدمات الأخرى.
رسالة من طفل:أنا ذو احتياجات خاصة أعطوني فرصة لأعيش وأتعلم دون قيود أو حواجز أو عقبات، لا أريد منكم تمييزي بأي شيء، أريد حق المساواة مع أبنائكم، عاملوني كطفل محتاج لدعمكم، نادوني باسمي وليس بصفتي.
أخيرًا:نوجه نداء إلى المجتمع عامة والوالدين خاصة الذين لديهم طفل ذو احتياجات خاصة فإنه من الممكن علاجه وتأهيله بما يتناسب مع ظروفه فالله سبحانه وتعالى خلقنا باختلاف وتباين
قال الله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(آل عمران: 6).