أكد الأستاذ أسامة حمدان عضو المكتب السياسي وممثل حركة المقاومة الإسلامية في لبنان أن الإبقاء على الجندي الصهيوني جلعاد شاليط لمدة أربع سنوات قيد الأسر رغم محاولات الاحتلال للوصول إليه إما خطفاً وإما اغتيالاً، أعتقد أن أهم سر يمكن أن نسند إليه قدرة المقاومة في المحافظة على هذا الأسير حتى الآن بعد الارتباط بالله سبحانه وتعالى و أن هذه المهمة هي مهمة في سبيل الله وفي طاعته هو حقيقة أن بناء المجاهدين أو بناء قدرة المجاهدين إنما جاء مربوطاً بالقضية الكبرى وهي طاعة الله سبحانه وتعالى.
وأضاف حمدان أن هذا الجندي أسر وهو يقاتلنا ونجح مجاهدونا في أسره وهو يحتمي بدبابته في داخلها، لكن بكفاءة وجرأة وشجاعة من المجاهدين وجبناً من العدو ثانياً، المسألة الثانية هذا الجندي لم يؤسر ترفاً ولا رغبة في مجرد الاحتفاظ به وإنما جاء أسره لأجل قضية نبيلة على مستوى الوطن الفلسطيني، وهي قضية إخراج الأسرى الذين يدعي العدو أنه لن يخرجهم ويحاكم مجاهدينا بعشرات السنين من الأحكام والمؤبدات ويحاولوا كسر إرادتهم وما زالوا يقطنون في سجونهم وأعتقد أنهم يسطرون صفحات عز ومجد وبطولة قل نظريها، لذلك هذا الجندي لن ينرى النور ما لم يرَ أسرانا النور.
فيما يلي نص الحوار الذي أجراه موقع القسام مع الأستاذ أسامة حمدان بعد مرور أربع سنوات على أسر المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام الجندي الصهيوني جلعاد شاليط ........
أستاذ أسامة برأيك ما هو سبب نجاح المقاومة بالاحتفاظ بالجندي الصهيوني جلعاد شاليط لمدة أربع سنوات؟
بمناسبة مرور أربع سنوات على أسر الجندي الصهيوني شاليط لا شك أنه من الضروري أن نوجه التحية لإخواننا في المقاومة لا سيما في كتائب القسام، أولاً في نجاحهم بتنفيذ هذه العملية ومن ثم نجاحهم بفضل الله سبحانه وتعالى في الإبقاء على هذا الجندي قيد الأسر رغم محاولات الاحتلال للوصول إليه إما خطفاً ، وإما اغتيالاً، و أن أهم سر يمكن أن نسند إليه قدرة المقاومة في المحافظة على هذا الأسير حتى الآن بعد الارتباط بالله سبحانه وتعالى و أن هذه المهمة هي مهمة في سبيل الله وفي طاعته هو حقيقة أن بناء المجاهدين أو بناء قدرة المجاهدين إنما جاء مربوطاً بالقضية الكبرى وهي طاعة الله سبحانه وتعالى وبالتالي تصبح معاني الانضباط والسرية والكتمان والمحافظة على الأسرار وحسن الأداء وحسن ضبط الأمور، هذه المعاني لا تتعلق بمفاهيم عسكرية فقط وإنما تتعلق بمفاهيم إيمانية أيضاً يتقرب المجاهد بها إلى الله سبحانه وتعالى وبالتالي نجح المجاهدون في المحافظة على هذا الجندي لأنهم التزموا كل القواعد والأصول في هذا العمل وانضبطوا خلالها وهذه هي قواعد النجاح.
في الوقت التي عجزت فيه كل أجهزة الأمن الصهيونية في معرفة معلومة واحدة عن شاليط، برأيك على ماذا يدل ذلك ؟
أنا أعتقد أن الأجهزة الأمنية الصهيونية لا تزال تسعى للوصول إلى أي معلومة وأنها لو نجحت هذه الأجهزة في الوصول إلى أي طرف خيط يقودها لجلعاد شاليط لن تتوانى عن القيام بأي إجراء ، ودعني أشير هنا أنه من إيجابيات ونجاح المقاومة بالاحتفاظ به ما رأيناه خلال العدوان على غزة من قرار صهيوني بتصفية أي جندي صهيوني يقع في الأسر وهذا لم يعد سراً ولم يعد كلاماً تقوله المقاومة أو يقوله المجاهدون من أبناء كتائب القسام الذين نجحوا في أسر جنود صهاينة ومن ثم قاموا بقتل جنودهم واستشهاد المجاهدين، وإنما هذا ما قاله جنود صهاينة مؤخراً للصحافة الصهيونية عندما قالوا لقد تم تنبيههم أنه في حال أسرهم فسيتم قتلهم هم والآسرين، هذا التطور في استهداف الجندي الصهيوني من قبل رفاقه لم يكن ليحصل بفضل الله سبحانه وتعالى لولا أن من الله على إخواننا بهذا الانجاز وأنا أعتقد أن هذا الانجاز النوعي لم يعد إنجازاً بحد ذاته وإنما تبعته تطورات عكست نفسها حتى في الأداء العسكري الصهيوني.
هل ما زالت حماس متمسكة بمطالبها مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني؟
أولاً: الكل يعرف أن هذا الجندي أسر وهو يقاتلنا ونجح مجاهدونا في أسره وهو يحتمي بدبابته في داخلها، لكن بكفاءة وجرأة وشجاعة من المجاهدين وجبناً من العدو .
ثانياً: المسألة الثانية هذا الجندي لم يؤسر ترفاً ولا رغبة في مجرد الاحتفاظ به وإنما جاء أسره لأجل قضية نبيلة على مستوى الوطن الفلسطيني، وهي قضية إخراج الأسرى الذين يدعي العدو أنه لن يخرجهم ويحاكم مجاهدينا بعشرات السنين من الأحكام والمؤبدات ويحاولوا كسر إرادتهم وما زالوا يقطنون في سجونهم وأعتقد أنهم يسطرون صفحات عز ومجد وبطولة قل نظيرها ، لذلك هذا الجندي لن يرى النور ما لم يرَ أسرانا النور.
وأنا أعتقد أن هذا العدو لن ينفعه في النهاية إلاّ أن يرضخ بإذن الله تعالى لشروط المقاومة وإرادتها ومطالبها كي نرى أسرانا أحراراً إن شاء الله.
لا يزال العدو متعنتا في صفقة التبادل ً، ما موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس من ذلك؟
العدو دائماً كان يستخدم منطق التعنت ومع الأسف في التجربة الفلسطينية هناك فريق في ساحتنا الفلسطينية مجرد أن يلمح نوع من الرفض لا أقول التعنت الرفض البسيط من العدو يرضخ ويقدم التنازلات، ظن العدو انه يستطيع أن يكرر ذات التجربة مع المقاومين والمجاهدين من أبناء حماس ولا سيما كتائب القسام، أعتقد أنه بات اليوم يدرك تماماً أن المعادلة مختلفة وأن هؤلاء البشر لا يمكن أن يدفعهم تعنت العدو إلى التراجع عن أهدافهم والتراجع عن مطالبهم.
نحن سنستعين بالله سبحانه وتعالى أولاً وهو الذي يدبر الأمر كل الأمر ثم بعد ذلك سنواصل إصرارنا على هذه الشروط ولن نفاوض ولن نتنازل.
كما أعتقد أن إصرار العدو يشير إلى مسألة مهمة يجب أن نتحدث بها بصراحة أن كل محاولاته التأكيد أنه يهتم بجنوده ويرعى مصالحهم وأنه يريد لهم السلامة وما غير ذلك من خيال نسج حول هذا الجيش ومدى اهتمامه بجنوده يسقط أمام قضية جلعاد شاليط ليكتشف العالم أن هذه الحكومة والحكومات الصهيونية إنما تتاجر بجنودها وتحاول تسويقهم كجنود وأبطال ولكن في حقيقة الأمر تتاجر بهم سياسياً ولا يهمها في لحظة من اللحظات أن تتخلى عنهم وأظن أن جلعاد شاليط إذا تكلم الآن سيقول لكل رفقائه في جيش الاحتلال لقد خدعتكم هذه الدعاية الصهيونية لقد خدعتكم هذه الأحزاب الصهيونية لقد خدعتكم هذه الحكومات الصهيونية كان الأجدر بكم أن تظلوا حيث أنتم وأن لا تأتوا إلى فلسطين محتلين.
رسالة توجهها إلى آسري شاليط، وإلى كتائب الشهيد عز الدين القسام بمرور ثلاث سنوات على أسر الجندي شاليط ؟
رسالتي التي أوجهها إلى هؤلاء الأخوة الكرام الأعزاء الأحبة أقول لهم يا إخواننا أنتم اليوم مؤتمنون ليس على شاليط وليس فقط على المقاومة بل أنتم مؤتمنون على حلم الأمة وأملها في أن تتحرر فلسطين وأن يتحرر المسجد الأقصى وأن تتحرر القدس وأن يعود اللاجئون من أبناء شعبنا إلى فلسطين أعزة كرماء وأن تعود الأمة إلى فلسطين أمة عزيزة كريمة هذا ما أنتم مؤتمنون عليه وأدرك أن الدرب طويل وصعب وشاق وأن حجم التضحيات التي قدمت كبيرة ولكن ما زال أمامنا شوط نقطعه إن شاء الله تعالى وصولاً للنصر، وعدتكم في هذا وهذه وصيتي لكم ولكل إخواني ونفسي تقوى الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه والاستناد إليه في كل الأمور، قد يبدو الأمر قد ضاق في لحظة من اللحظات، قد تبدوا الأمور صعبة في محطة من المحطات لكن الذي يلجأ إلى الله ويعتمد عليه يجد السعة كل السعة رغم الضيق، ويجد الفرج رغم الشدة مهما كانت هذه الشدة، كيف لا والله يقول :"إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرى" لذلك وصيتي أولاً ودائماً تقوى الله سبحانه وتعالى.
ثم الوصية الثانية: الأخذ أسباب الحيطة والحذر ليس من دواعي الجبن وإنما من دواعي لنضيع الفرصة على العدو أن ينال منا في غفلة وأن يفرح بنيله هذا، و أن نفشل جهد العدو في النيل منا فهذا أيضاً بإذن الله يشفي صدور المؤمنين.
أما المسألة الثالثة: فتطوير القدرة والقوة والجهد في كل المناحي ذلك أن المعركة لم تنتهي وأن المشوار يحتاج إلى كل جهد يمكن أن نحصله ونحققه وهذا تطبيق قول الله سبحانه وتعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ذلك أن إعداد الاستطاعة بإذن الله سبحانه وتعالى هو عدة بل هو عدة النصر بعد الاتكال عليه.
رسالتكم إلى أهالي الأسرى الذين ينتظرون بفارغ الصبر إتمام صفقة التبادل ؟
أقول لأهالي الأسرى إن إخوانكم في كتائب القسام كانوا عند الوعد وقد وعدوا أن يبذلوا جهدهم وقد أسروا جندياً ولا زالوا عند وعدهم وحافظوا على هذا الجندي كي يتم التبادل فأعينوهم بالدعاء وأعينوهم بالصبر، وأسأل الله سبحانه وتعالى لكل أسرانا لكل أبناءكم فرجاً قريباً يجتمع به شملكم ونواصل بعده بإذن الله معركتنا مع عدونا.