الهيئة تدعو التحالف الدولي الجديد الى الاعتراف بعجز العملية السياسة عن حل الوضع الشاذ في العراق
17 /09 /2014 م 05:03 مساء دعت هيئة علماء المسلمين، دول التحالف التي تخطط لمحاربة ما يسمى (الارهاب) في العراق وسوريا، الى الاعتراف بعجز العملية السياسية الحالية عن حل الوضع الشاذ في العراق ونبذ نظام المحاصة الطائفية والعرقية الذي تسبب بتمزيق هذا البلد وتحويله إلى دولة ضعيفة. وطالبت الهيئة في بيان لها اليوم تلك الدول المتحالفة بفسح المجال امام العراقيين لإعادة بناء دولتهم على أسس صحيحة للمساهمة في ضبط الميزان الإستراتيجي في المنطقة، وتحقيق السلام والأمن المجتمعي في المنطقة والعالم .. موضحة ان هذه الدول ارتكبت أخطاء لا يمكن تفادي ثمنها في كثير من الأحيان وذلك لان العراق ـ الذي يتمتع بموقع حساس للغاية في المنطقة والعالم ـ كان عبر التاريخ يمثل نقطة توازن، وما جرى بعد عام 2003 هو التلاعب بهذا التوازن؛ حيث تداخل على أرضه اللاعبون من كل مكان وحدث فيه خلل كبير بدأ العالم يعاني منه الآن وسيبقى هذا الخلل قائما ما لم تتم إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي كدولة مستقلة ومستقرة تعيد إلى المنطقة والعالم نقطة التوازن، وتخفف من حدة التنافس عليه دوليا.
واشار البيان الى ان الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية الحالية ما زالت تدين بالولاء لإيران التي بات معروفا أن لها مصلحة كبرى في استمرار حالة الفوضى التي يشهدها العراق، وإبقاء حلفاء طهران على سدة الحكم، وفي المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية، فضلاً عن ميليشياتها التي تدعم هذه الأجهزة للعمل ضمن الخطط التي تخدم مشروع ايران القومي ونواياها التوسعية في المنطقة.
وقالت الهيئة إن إصرار المجتمع الدولي على البدء من النتائج، وتجاهل معالجة الأسباب والجذور المسببة للتطورات التي يُظهر قلقه منها؛ لا يحسم الأمر، فالأوضاع الحالية في العراق وسوريا أنشأتها وساهمت في تكوينها عوامل عديدة من أهمها: ظلم ـ يفوق الوصف ـ وقع على الشعبين، ولا سيما في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، ثم النفوذ الإيراني المستفيد الأول من الاحتلال والمتعاون معه طيلة السنوات الماضية، من خلال السياسة التي واصل الإيرانيون اعتمادها في التطهير الطائفي قتلاً واعتقالاً وتعذيباً وإقصاءً، وما لم يعالج هذا الظلم، فلن يتمكن المجتمع الدولي ـ إذا كان صادقاً ـ من معالجة النتائج.
واضاف البيان إن استهداف التنظيم المقصود بالقصف، وأفراده منتشرون بين المدنيين؛ سيؤدي إلى رفع حصيلة الضحايا المدنيين، وهو ما يولد إحساسا لدى (سنة العراق) بأن المجتمع الدولي يستهدفهم بالدرجة الأساس مكوناً وثقافة ومذهباً، وأنه يتخذ من الحرب على التنظيم غطاء لذلك؛ وهذا سيدفع إلى ردة فعل قوية وتعاظم لمشاعر الظلم، وتقوية لنفوذ خيار المقاومة؛ لأن الناس سيندفعون غريزياً للمحافظة على أنفسهم ومذهبهم وثقافتهم، كما سيدفع ذلك بالمزيد من المتطوعين من العالم الإسلامي إلى قصد المنطقة والانخراط في الصراع للأسباب ذاتها، وهذا لن يكون في مصلحة أحد، وسيعقد المشهد، وينهي فرص الحل العادل والدائم، ويبقي المنطقة والعالم في حالة وضع غير مستقر.
وخلصت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها الى القول إذا كان التنظيم المستهدف لا تتجاوز أعداد عناصره الـ(30) ألفا في احسن الاحوال ـ بحسب تقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ـ ولا يمتلك أسلحة حديثة وفتاكة مثل التي يمتلكها خصومه؛ فلا يعقل أن تحشد كل هذه الطاقات لضرب ما يدعى بـ(الإرهاب) في كل من العراق وسوريا .. مشيرة الى ان هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح بشأن الأهداف الحقيقية لهذا التحالف، والمآلات التي سينتهي إليها العراق وسوريا، والمنطقة، بعد هذا الصراع الطويل الذي وضع له عدد من المسؤولين الغربيين والعرب آمادا تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات؟!.
الهيئة نت
ح