جماعة الحوثي ترفع لواء المرونة تحسبا لموجة ضغط خليجي ودولي مراقبون يرون في الموقف الخليجي بوادر توجه نحو إجراءات أكثر صرامة تجاه الحوثيين وتصرفاتهم في اليمن بالتنسيق مع المجتمع الدولي. العرب
[نُشر في 03/10/2014، العدد: 9698، ص(3)]
الحوثيون لا يرفضون الانسحاب من صنعاء لكنهم لا ينفذونه
صنعاء - الحوثيون الذين يحتلون عاصمة اليمن ويسيطرون على مقاليد السلطة فيه يتوقعون عاصفة من الضغط الخليجي والدولي، ويستعدون للانحاء أمامها باعتماد أسلوب التسويف وإطلاق الوعود بإعادة الوضع إلى نصابه دون بوادر عملية على تنفيذ الوعود.
رفعت جماعة الحوثي التي تحتل العاصمة اليمنية صنعاء وتسيطر على مقاليد السلطة بالبلاد أمس مجدّدا لواء «المرونة» في محاولة لتفادي الضغط الإقليمي والدولي الذي لاحت بوادر عن تصاعده بعد الموقف الخليجي الصارم تجاه تصرفات الجماعة، بالتزامن مع تنامي حركة مناهضة للجماعة في الشارع اليمني.
وأكد ضيف الله الشامي عضو المكتب السياسي لأنصار الله أمس أنّ جماعته ملتزمة بما تم التوقيع عليه في اتفاق السلم والشراكة مع السلطات اليمنية. وقال الشامي لوكالة الأنباء الألمانية إن الحوثيين سيسلمون جميع المواقع للدولة بشكل منظم ومدروس، موضحا أن اللجان الشعبية لن تنسحب من العاصمة صنعاء إلا في حال استتب الأمن والاستقرار.
وأضاف: "قمنا بتسليم الكثير من المقرات لأصحابها إلى جانب أننا لم ننهب أي مواقع كما ذكر البعض". وجاء ذلك في أعقاب إدانة صدرت عن مجلس التعاون الخليجي للأعمال التي شهدها اليمن مؤخرا تحت قوة السلاح، بما في ذلك عمليات النهب والتسلط على مقدرات الشعب اليمني. وشددوا على ضرورة إعادة كافة المقرات والمؤسسات الرسمية للدولة، وتسليم كافة الأسلحة وكل ما تم نهبه من عتاد عسكري وأموال عامه وخاصه. وجاء ذلك في بيان أصدره وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعهم الطارئ الذي عقدوه الأربعاء في مدينة جدة السعودية.
وسيطرت جماعة الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واجتاحت عددا من مقرات حكومية وأخرى تابعة لأحزاب وحتى لأفراد. ولم ينسحب الحوثيون من العاصمة على الرغم من توقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية التي اتفقت عليها جميع الأطراف السياسية، والتي أقرت تشكيل حكومة كفاءات خلال شهر من توقيع الاتفاقية. وقرأ مراقبون في الموقف الخليجي بوادر توجه نحو إجراءات أكثر صرامة تجاه الحوثيين وتصرفاتهم في اليمن، بالتنسيق مع المجتمع الدولي. وغادر أمس مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر، العاصمة اليمنية صنعاء، متوجها إلى المملكة العربية السعودية، في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة، للأسبوع الثاني على التوالي، وعدم التوصل إلى تسمية رئيس جديد للحكومة. وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال بن عمر «أختتم اليوم زيارتي التي استغرقت ثلاثة أسابيع، والتي لم تكن سهلة، حيث شهدت صنعاء أحداثا دامية «. وتابع «أتوجه إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية (لم يحدد مدتها)، وسأواصل جهودي من أجل دعم اليمن في هذه الظروف الصعبة».