التاريخ القديم
-------------
: مملكة سبأ
[*]
مملكة حمير
[*]
مسيحيو نجران
حسب الضئيل المكتشف من نصوص خط المسند، فإن أقدم ذكر لنجران يعود للقرن الثامن ق.م وكان على نجران ملك يدعى عذرائيل حينها. تعرضت لحملة عسكرية قاسية من مملكة سبأ في تلك الفترة خلفت خمسة وأربعين ألف قتيل وثلاث وستين ألف أسير والاستيلاء على واحد وثلاثين ألف رأس من الماشية وإحراق كافة مدن وقرى نجران بالكامل [4] النص الثاني الذي يشير إلى نجران، ورد خلال حياة الملك السبئي كربئيل وتر الأول وذكر أن قبيلة بنجران تدعى مهأمر وأنها "صارحته العداء" فقتل منهم خمسة آلاف نسمة وأخذ إثني عشر ألف طفل رهينة منهم مقابل الولاء وفرض عليهم جزية سنوية يؤدونها للإله السبئي إل مقه [5] كل هذه النصوص أُكتشفت في معبد الإله المقه في صرواح قرب مأرب. كانت نجران مركزاً مهما في طريق البخور فقد كانت كل القوافل السبئية سواء تلك المتجهة نحو الشام ومصر أو تلك المتوجهة نحو العراق تتوقف في نجران مما زاد من ثراء وازدهار المنطقة وتجارها [6] وقد وصفها بطليموس بأنها (لاتينية:Metropolis متروبوليس ) وكلمة "متروبوليس" قد تعني المزدحم والكبير وهي دلالة على نشاط المدينة التجاري وأهميتها في تلك العصور القديمة [7] كانت من ضمن "الفيدرالية" ـ إن صح التعبير ـ السبئية وتحكم ذاتياً وتتبع مأرب سياسياً واقتصادياً وعسكرياً عن طريق ضرائب سنوية تدفعها "قبيلة مهأمر" لمركز الدولة في مأرب منذ القرن السادس ق.م على الأقل [8] فمنذ ذلك الحين، أقر السبئيون لهم حكماَ ذاتيا ولم يجدوا حرجاً من وصف قبيلة مهأمر هذه المسيطرة على نجران لأنفسهم بالملوك [9]
ورد ذكر نجران مرة أخرى في النصف الثاني من القرن الأول ق.م وجاء فيها عن تمرد ضد الملك السبئي الذي ينتمي لقبيلة بكيل إيلي شرح يحضب ، ورد في النص أن قائداً عسكرياً من حاشد يدعى "نوف" شن حملة لإخضاع التمرد أقدم خلالها على قتل 924 شخص وأسر 662 وأستباح 68 مدينة وأحرق ستين ألف حقل ودفن 97 بئراً وقدموا ألف طفل رهينة مقابل ولائهم وتعهد بعدم الخروج على ملوك سبأ [10] ذكر الجغرافي اليوناني سترابو نجران وأنها أول مدينة سبئية تسقط أمام الرومان خلال حملة أيليوس غالوس المخفقة على العربية السعيدة في العام 25 ق.م [11] ليس من الواضح مالذي حدث بعدها إلا أن الرومان انسحبوا قبل الوصول لـ"ماريبا" أو مأرب ولجأ سترابو لتبرير إخفاق صديقه غالوس كثيراً [12] ورد ذكر قبيلة يام ضمن الأعراب المحالفين لمملكة حضرموت بدايات القرن الثالث بعد الميلاد وهو أقدم نص بخط المسند يشير إلى قبيلة يام والنص الوحيد المكتشف حتى اللحظة [13]
ضمت نجران لمملكة حِميَّر عقب انتصار الحميريين في الحرب الأهلية بقيادة شمَّر يهرعش [14] جاء ذكر نجران في نقش النمارة الذي دونه ملك مملكة الحيرة، ووصفها ملك المناذرة بـ"مدينة شمر" [14] لم يذكر قبيلة يام ولا يُعرف على وجه الدقة متى استوطنت تلك القبيلة المنطقة ولكنه ذكر مذحج ومعد ضمن القبائل قرب نجران. ورد نص حِميّري عن توجيه قوات من كندة ومذحج انطلقت من نجران للاستيلاء على القطيف والإحساء وتخليص نجد من قبضة المناذرة بعد غزوة الملك المنذري صاحب نقش النمارة وهزيمة تنوخ وختم النص بانتصار القوات واجلائها المناذرة عن القطيف التي وصفها صاحب النص بأنها أرض فارسية [15] ونص حِميّري آخر لقوات من نجران توجهت نحو مملكة الأنباط وانتهت المعارك بانتصار الحميريين [16]
اعتنق أهل نجران المسيحية في القرن الرابع للميلاد [17] إذ أرسل الإمبراطور قنسطانطيوس الثاني بعثت بقيادة ثيوفيلوس الهندي تمكنت من تنصير المنطقة[18] ذكرها في نص تركه اليهودي "يوسف أسأر" أو ذو النواس الحِميَّري وجاء فيه أنه شن حملة عسكرية بمعاونة أعراب من مملكة كندة ومذحج وأقيال همدان تركت إحدى عشر ألف قتيل من المسيحيين في نجران وحدها في العام 525 - 527 ميلادية [19] كانت نجران أحد المراكز المسيحية المهمة في المنطقة بل كان بها أبرشية كبيرة حسب كتابات البيزنطيين والسريان ولكن لا أثر مكتشف لها حتى الآن وقد سوى ذو نواس الحِميّري الكنائس بالأرض خلال حملاته [19] لا يُعرف الكثير عن تاريخ نجران القديم سوى الوارد في هذه الكتابات القديمة [20] أعادت مملكة أكسوم بناء الكنائس في نجران وبنت ثلاث كنائس جديدة [21]
يوسف أسأر أو ذو النواس الحِميَّري
القديس
حارثة ، أسقف نجران، تزعم مصادر سريانية أنه قُتل من قبل يوسف أسأر