'عين العرب' تربك أردوغان وتعري مواقفه الانتهازية تزايد خشية الأطراف الإقليمية من تواطؤ تركي مع 'داعش'، وسقوط أكثر من 400 قتيل في كوباني منذ منتصف سبتمبر الماضي. العرب
[نُشر في 08/10/2014، العدد: 9701، ص(1)]
أردوغان يدعو لشن عملية برية ضد داعش
أنقرة - حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن مدينة “عين العرب” الكردية السورية (كوباني بالكردية)، على وشك السقوط في أيدي تنظيم “داعش”، ودعا إلى ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم مقاتلي هذا التنظيم الذين أعلنوا في وقت سابق “دولة الخلافة الإسلامية” بين نهري دجلة والفرات.
وقال أردوغان في كلمة أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب بجنوب تركيا، نقلها التلفزيون التركي أمس الثلاثاء، إن “الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون على شن عملية برية”.
وبحسب الرئيس التركي الذي يبدو كأنه تفطن للتو إلى خطر تنظيم “داعش”، فإن الغارات الجوية التي تستهدف إرهابيي داعش “ليست كافية وحدها”، لافتا إلى أنه “مرت أشهر دون تحقيق أي نتيجة… كوباني على وشك السقوط”.
وتتعرض مدينة “عين العرب” منذ ثلاثة أسابيع لهجمات متتالية من مُسلحي تنظيم “داعش” الذي نجح أول أمس في دخول هذه المدينة من جهتها الشرقية، قبل أن تمتد المعارك إلى الجنوب والغرب.
ودارت أمس الثلاثاء حرب شوارع بين المقاتلين الأكراد وعناصر تنظيم “داعش” في عدة أحياء من مدينة “عين العرب”، حيث أسفرت المعارك منذ 16 سبتمبر الماضي، عن مقتل أكثر من 400 شخص، منهم 219 مُسلحا من تنظيم “داعش”.
ويرى مراقبون أن صيحة الفزع التي أطلقها أردوغان عراب جماعة الإخوان التي تدعم حلمه العثماني، ليست سوى ذر الرماد في العيون، وللظهور في صورة الرافض لإرهاب “داعش”، خاصة في هذا التوقيت الذي كثفت فيه أميركا من تحركاتها لحشد أكبر عدد من المساهمين في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب.
كما تكشف هذه التصريحات ازدواجية خطابه السياسي، بعد أن أدرك بأن واشنطن قد تذهب بعيدا في إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة، وأن الفرصة حانت لإنهاء الملف الكردي على حساب سوريا والعراق.
وتتجلى هذه الانتهازية في محاولة استمالة أكراد بلاده، وتحريضهم على أكراد سوريا، خاصة “وحدات حماية الشعب الكردي” التي لا تُخفي دعمها للنظام السوري، وذلك في مسعى لدق إسفين بين أكراد المنطقة حتى لا يجد أكراد تركيا مستقبلا الدعم اللازم من أكراد سوريا والعراق.
ولا يتردد المتابعون لتطور الموقف التركي من هذا الملف في القول إن أردوغان تناقضت تصريحاته التي يسعى من ورائها إلى تبرير إقامة المنطقة العازلة التي يريدها داخل الأراضي السورية، وليس في وارد التدخل البري لنجدة مدينة “عين العرب” كما يحاول الإيحاء بذلك.
ويستند هذا الرأي إلى أن مُسلحي “داعش” لم يكترثوا بإجازة البرلمان التركي دخول جيش أردوغان إلى سوريا، لأنهم متأكدون من أنه لن يتدخل، ولو كانوا يخشون فعلا من تدخل تركيا ضدهم لما هاجموا “عين العرب”.
وتذهب بعض الأوساط السياسية التركية المعارضة إلى أكثر من ذلك، لتشير إلى وجود تواطؤ بين أردوغان و”داعش”، بمعنى أنه حتى لو تم تدخل الجيش التركي في سوريا، فإن ذلك سيكون بالتنسيق مع “داعش”، باعتبار أن لتركيا كما لـ”داعش” عدوا مشتركا هو وحدات حماية الشعب الكردي المتحالفة مع نظام الأسد.
إقرأ أيضا: الأكراد ينتفضون في وجه تركيا لتقاعسها عن محاربة المتطرفين