ضمد جراحك وانهض أيها البطل / للاستاذة الشاعرة Ziza Daher
-----------------------------------------------
ضمد جراحك وانهض أيها البطل ...
فلست أول من في حبها قتلوا...
وارهف حسامك في وجه الدعاة ...
فهم باعوا قضيتك الكبرى وما خجلوا ....
واسرج حصانك هذي الخيل قادمة ...
ويوم حطين باﻷمجاد يشتعل ...
قم وانهض وكن كااﻹعصار..
فقتﻻنا غطت عار العرب..
إضرب هامة اﻷنذال والكفر ...
أعد لنا بعض ما نصبوا ...
فقد سخرت منا الحياة ..
وماتت فينا السبل ...
دماك شﻻل ومجد زاخر أمﻻ ..
يفيض... ينزف ...
يخضر منه السفح والجبل ...
وجرحك النازف المخضب ملحمة ..
حدا بها الدهر واستغنى بها اﻷزل ....
يا فارس المجد يا من شمخت بكم السنن ...
هذا جيش أبرهة ممثل بكل متأسلم كاذب وفاجر...
يهاجم الييت... والفرسان... والفيل ..
وهذه خيل هوﻻكو مغرورة ملعونة ..
تدوس .... وترفس ....
وصدر العرب تنتعل ..
وهذه حمﻻت الحقد زاحفة ...
الى بﻻد الشام قد اعلنت العهر ..
واﻷقصى فيك مذبوح وينام في اﻷزل..
لم يبقى سوانا يا وطني ..
نرد الطعنة والغدر . .
لم يبقى فيك يا عرب
سوى رجال لحضن الموت قد هبوا...
وإليك مشوا وأرض النار قد عبروا...
يا من بعت الشرف في سوق اللئام ..
أﻻ بئس من اشترى ويا عار من باع
ألم يؤلمك نحيب اﻷزمنة وصرخة الجياع ..
فخيول الغدر داست بحقدها كل القيم والمثل
وبمحمد زورا تغنت وانتسبت ...
وإبليس كان ربيبها اﻷعظم ...
وبإسم الدين والتغيير قد قتلوا واغتصبوا ...
وذا ريكاردو على أشﻻئنا ثمل ....
وذاك غورو بخيﻻ وغطرسة ...
بالنصر في مقدسي المصلوب يحتفل...
وسرير المهد مسروق ..وابن الله ينتظر..
يصرخ يهين ... يلعن ...
وعلى أشﻻء موتانا يدوس ويهتف ...
يقول ... قم يا صﻻح الدين نحن هنا ...
عدنا فعد وابعث اﻷمجاد يا رجل ...
والعرب ليل وما هو غانية ....
وغنوة وحياة كلها غزل...
وتحت قدمي أستر اليهودية قد ركعوا ...
وباعو فيك واشتروا يا وطن...
ودعوة الجهاد يا قدس المذبوح قد قذفت ...
ونحر اﻷعناق في بﻻدنا قد أحلوا...
وشربوا دمائنا نخبا ولذة ..
كرمى لعيون بني صهيون والغرب ...
ودعوى الجهاد آه يا قدس..
أصبح ميدانها السهرات الحمر والقبل ..
وفي دمشق آه يا غرة العرب...
فيك استباحوا الحل والحرم...
قد غزاها التتر والحقد ....
وباسم الدين أعلنوا الجهاد والعهر...
وعلى جراحنا وأنين موتانا...
نامت نخوة العرب وما سألوا ...
كلهم باعوك بإسم الدين يا بلدي ...
ومن كل حدب أتت جيوش الكفر والعهر ...
وقوانين الغاب قد سنو وحل في بﻻدي الجهل ...
وبدل الحروف ..سادت لغة السيوف والنحر
وبقي القدس مغتصب ... جريح يتألم ...
وفي سجنه اﻷبدي ينام ويصحو ...
وما من ناصر يذود عنه سوى..
رجال عاهدوا الله وصدقوا ...
وبإسم الدين والحرية آه يا بوابة التاريخ...
قد نحروا اﻷعناق وألصدور قد أكلوا ...
وعلى البﻻط القطري..
قد نام عزم العرب وانتحرت القيم والشرف..
ومصر ... واحر قلباه ...
أين أنت من هاتك العرض والقيم ...
أين أصبحت يا أرض الكنانة من هجمة الشر والغضب...
ما الفرق بين هجمة المغول والتتر ...
سوى تأسلم قد زيف فيك الخﻻفة ..
واغتصب الحق باسم الدين والقيم .
أين من صنعوا مجد العروبة فيك ....
أين من بذلوا...
كافور المتأسلم حول فيك الحكم محكمة ...
فأنت زنزانة والشعب معتقل ...
يخون يبسط كفيه لسادته ...
يرجوا يصلي لهم زلفى باسم الدين ويبتهل ...
يميط عن وجهه بردا الحياة عمدا ...
يقول .... يفعل ما شاؤوا ... وينفعل ...
والشعب في الكهف غاف ﻻ يؤرقه موت ....
وإن جن ليل الموت .... أو أمل ..
ومن ظلمة القهر أتى فاتح من جندك..
وبيديه وقلبه حطم القيد وانتفض ..
وبقبضة مارد عزل النمرود وانتصر..
وسارق التاريخ والقيم قد باع مصر ..
في أزقة اللهوي والدين ...
ما كان فرعون فرعونا لو اشتعلت فينا اﻹرادة والشيم ....
أو ثارت بنا المثل .... !
عفوا يا عرب يا مجد زائف في السنن .....
فإني واﻵﻻم تعصرني ...
آمنت حتى عراني الكفر والبخل...
آمنت بالذود عن أرضي ...
فهل شعروا بموقفي أم تراها سدت السبل ...
آمنت بالموت حتى مت منفردا ...
وهم يحيون .... عاش الصامد البطل ...
ماذا .... صمودا ... نعم أرض الصمود هنا أرضي ...
من شاء فالباب مفتوحا ولﻷجيال أن تمضي ...
فضمد الجرح أيها البطل وانتفض ...
فلست أول من في حبها قتل .... فالمجد أنت ....
وأنت المجد منتصبا .... وفيض جرحك ...
حلم اﻷرض واﻷمل ....
واليوم عرسك ...ﻻ ذكراك يا بطﻻ ...