المانحون تعهدوا بـ5.4 مليار دولار لاعمار غزة.. من بينها مليار من قطرOctober 12, 2014
القاهرة ـ “القدس العربي”: قال وزير خارجية النروج بورغ بريندي في ختام المؤتمر الدولي لاعادة اعمار غزة الذي عقد في القاهرة الاحد ان المانحين تعهدوا بتقديم مساعدات “قيمتها قرابة 5.4 مليار دولار” للفلسطينيين. واضاف ان “نصف هذه المساعدات ستخصص لاعادة اعمار غزة” مشددا على ان المانحين “الزموا انفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن من اجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين”. واكد ان رئاسة المؤتمر، التي تولتها النروج بالاشتراك مع مصر، “تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وان يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة”.
وعلى الفور رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة اعادة اعمار غزة بنتائج المؤتمر. وقال محمد مصطفى “انها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني”. وأعلن وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، تعهد قطر بتقديم مليار دولار أمريكي. وأعلنت السعودية، عبر مدير الصندوق السعودي للتنمية، حسن محمد، عن مساهمة الرياض بنحو 500 مليون دولار. فيما قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن بلاده تتعهد بتقديم 212 مليون دولار، داعيا جميع الدول إلى الإسهام في جهود إعادة الإعمار. وأعلنت تركيا عن اعتزامها تقديم 200 مليون دولار، وهو المبلغ الذي أعلنت أيضا عنه كل من اليابان والكويت والإمارات. وقال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن بلاده ستقدم 50 مليون يورو (حوالي 63 مليون دولار)، للمساهمة في إعادة إعمار غزة. فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن باريس ستقدم 30 مليون يورو (نحو 37.8 مليون دولار ) في شكل مشاريع لإعادة الإعمار حتى عام 2017. وتعهدت وزيرة خارجية إيطاليا، فريدريكا موغيريني، بتقديم 18.7 مليون يورو (حوالي 22.7 مليون دولار)، وتخصيص 30 مليون يورو (نحو 37.8 مليون دولار) من أجل الهدف ذاته في وقت لاحق (لم تحدده). كما أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده ستقدم 25 مليون دولار، وأعلنت وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم عن 10 ملايين دولار من أجل إعمار غزة. وقال وزير التنمية الدولية البريطاني، ديزموند سواين، إن لندن ستقدم 32 مليون دولار.
وشارك في المؤتمر، وفود من 50 دولة، بينها 30 وزير خارجية ومؤسسات إقليمية ودولية، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
من جهتها قالت منظمة ” أوكسفام انترناشيونال” إن الجزء الأكبر من الأموال التي يتعهد بها المشاركون في مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار غزة بالقاهرة سيظل في حسابات مصرفية لعدة عقود قبل أن يصل إلى الناس ما لم يجر رفع القيود الإسرائيلية المفروضة منذ فترة طويلة على الواردات.
وأضافت أوكسفام أنه في ظل القيود الحالية وأسعار الواردات، فإن الأمر قد يستغرق أكثر من 50 عاما لبناء 89 ألف منزل جديد و226 مدرسة جديدة، ومرافق صحية والبنية التحتية للمصانع والمياه والصرف الصحي التي يحتاجها الناس في غزة.
وقالت كاثرين إيسويان المديرة الإقليمية لأوكسفام “ما لم يعزز المانحون الضغط لإنهاء الحصار، فإن الأطفال الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الصراع الأخير سيكونون في عمر الأجداد عندما يجري إعادة بناء منازلهم ومدارسهم”.
وشدد التقرير أن وكالات الإغاثة تقدم المساعدة الطارئة الضرورية لسكان قطاع غزة، ولكن إعادة الإعمار والتنمية على المدى الطويل تتطلب الكثير من المال.
وأضاف ” هذه التعهدات ستكون بلا معنى ما لم يضمن أيضا المانحون تسليم المساعدات بالفعل. فصل الشتاء قادم والناس بدون المنازل لا يستطيعون الانتظار”.
وذكر التقرير أنه في ظل الحصار المستمر، تفرض الحكومة الاسرائيلية قيودا شديدة على البضائع القادمة من وإلى غزة، بما في ذلك المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
في النصف الأول من عام 2014، سمح لأكثر من 1000 شاحنة محملة بمواد البناء بالدخول إلى غزة شهريا، نسبة ضئيلة من مئات الآلاف من حمولات الشاحنات المطلوبة لإعادة لبناء بسبب الدمار وسنوات من القيود على التنمية.
وفي الشهر الذي أعقب وقف إطلاق النار، دخلت 500 شاحنة من مواد البناء إلى غزة، وقبل فرض الحصار في عام 2007، كان يدخل غزة نحو 7400 شاحنة شهريا.
وأشار التقرير إلى أن المقترحات الحالية لتخفيف القيود قليلا بدلا من رفعها، من المحتمل أن تكون قطرة في محيط مقارنة مع الحجم الهائل من الحاجة بعد 51 يوما من الدمار غير المسبوق.
وأضاف أن الالتزامات السابقة بالسماح بدخول مواد البناء إلى غزة لم تنجح أن تتحقق بالكامل.
وقال ” “قبل خمس سنوات تجمع المانحون في مصر، تماما كما يفعلون الآن، للتعهد بمليارات الدولارات لإعادة اعمار غزة بعد حرب عام 2009. وبعد خمس سنوات لاحقة، لا يزال أكثر من نصف المنازل المدمرة كما هي بسبب القيود. في الوقت الراهن، الحاجة أكبر والرهانات أعلى من أي وقت مضى”.
ونمت منظمة أوكسفام منذ بداياتها كمؤسسة خيرية صغيرة سنة 1942، تحت اسم “لجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة”، لتصبح اليوم إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية.