قصيدة مهداة الى شاعر فلسطين الحاج لطفي الياسيني / للشاعر محمد عبد الجواد قاسم
-------------------------------------------------------------------------
بحـرٌ من الكلماتِ الخُضْرِ يسقينا *** فما ارتـوينا ولم نظمأْ به حينا
أسمى من السحرِ في الآذانِ مَوْجَتُهُ *** كأنَّهـا من سمـاءِ السَّمْعِ تأتينا
كأنَّهـا من جنـانِ الخلـدِ تُتْحِفُنَا *** خمرا وفاكهةً، حـورا وَنَسْرِينا
عروبةُ الشعرِ أنـت الآن سَيِّدُهَا *** نَأْوِي إليـك وأنـت الأمُ تُأْوِينا
ستـون عامًا وما كَـلَّتْ منابِعُكُمْ *** عن العطـاءِ ولم تَفْتُـرْ أمانينا
من فيضِ جَنَّتِكُمْ فَاضَتْ قَرَائِحُنَا *** بالشعرِ والنثرِ وَازْدَانَتْ أغانينا
يا شاعرَ القدس هـاتِ الشعرَ نَرْسُمُهُ *** حزْنًا عميقًا وشوقًا ليس يكفينا
وما كتبـتَ ليـافا كي نُعَـانِقَهُ *** وَنُشْعِلَ الوجدَ في قلبِ المحبينا
حُزْنًا على وَطَـنٍ شَكْـواهُ تَقْتُلُنَا *** وَعِشْقُنَا أرضه ما زال يُحيينا
عكا وحيفـا ورام الله قصائدكم *** وكلُّ شبـرٍ أسيرٍ من أراضينا
يا شاعرَ الصبرِ هات الشعـرَ نَسْكُبُهُ *** سِجْنَ البريءِ ودمعًا في مآقينا
هـذا كفاحك والأقفال في يَدِنَا *** كم عـاشَ يُفْرِحُنَا والظلمُ يُبكينا
كم دام يُؤْنِسُنَا والحبـسُ ثالِثُنَا *** كم ظـلَّ يَذْكُـرُنَا والكلُّ ناسينا
واذكر قُطُوفًا من الأسمارِ تَأْخُذُنَا *** إلى الوراءِ ليـومٍ من تصابينا
عسى نفـارقُ أشبـاحًا تُلازِمُنَا *** حيث الحياةُ شمـوعٌ مِلْءُ أيدينا
يا شاعرَ الزهدِ إن الشوقَ مُنْصَرِفٌ *** إلى سطـورٍ من اللذاتِ تحمينا
وعـظٌ أليـقٌ بكاءُ العينِ سابِقُهُ *** يُرَقِّـقُ القلبَ تطهيرا وتحصينا
وَيَحْمِلُ النفسَ للرحمنِ حافِظِهَا *** فلا نَـزِلُّ ولا الشيطانُ يُغوينا
كأنما(الحسنُ البصريُّ) يُرْشِدُنُا *** أو(ابنُ أدهمَ) من كَفّـيْهِ يُروينا
يا ناهلَ الزهرِ طُـفْ وانشرْ بلا وَهَنٍ *** على جبينِ الورى عطرَ الرياحينا
وَتَـوِّجِ الكـونَ أشـعـارًا مُعَبَّقَةً *** من وحيِّ زَنْبَقَـةٍ يَسْرِي فيُنشينا
صِـفِ الكفاحَ الذي كابَدَتَه عُمُرًا *** وطُـفْ بنا عينَ جالـوتٍ وحطينا
والله ما حَضَرَتْ في النفسِ خاطِرَةٌ *** إلا وَشِعْـرُكَ سَامٍ شاخصٌ فينا
وكلما اخْتَالَ أو أَغْرَى قريحَتَنَا *** إلا وقد عَجَـزَتْ وصفًا معانينا
فَيَا نسيـمًا به تَجْرِي زَوَارِقُنَا *** ويا شهـابًا إذا حَـلَّـتْ ليالينا
ويا ربيـعًا نَهَلْـنا من بَكَارَتِهِ *** قِطْفًـا بديعًا ودفئًا منك يُـدنينا
لسنا نُوفِّيكَ حينَ المدحِ تَكْرِمَةً *** (وقدرك المعتلي عن ذاك يُغنينا)
-----------------------------------------------------------
شعر/ محمد عبد الجواد السيد قاسم
هاتف 020107967199