عدوى "القمر الإسرائيلي" تنتقل بين الأقطار العربية .. والبعض يذهب لـ "عاموس" من أجل الإنتقام
يبدو أن حالة الدهشة التي تسيطر على الجماهير العربية والإتهامات الموجهة لقناة الجزيرة الرياضية، بشأن نقل منافسات المونديال المقام حالياً في جنوب إفريقيا على التليفزيون الإسرائيلي، لن تنتهي قريباً وستستمر حتى بعد نهاية الحدث العالمي حتى الوصول للحقيقة وراء حصول الكيان الصهيوني على حقوق الإذاعة، رغم إمتلاك القناة القطرية لحصرية البث في المنطقة العربية.
وتوجهت أعداد كبيرة من الجماهير العربية بسبب التشويش الذي حدث على إشارة القمر الصناعي المصري "نايل سات"، صوب القمر الصناعي الإسرائيلي "عاموس" الذي ينقل المباريات على القناة الأولى الأرضية باللغة العربية، وذلك على الهواء مباشرة مع استوديوهات تحليلية، وأيضاً ملخصات للمباريات ولقطات مطولة لها، مع إمكانية بث الأهداف في النشرات الإخبارية المختلفة طيلة اليوم.
ولم يكن التشويش فقط هو السبب الوحيد وراء اللجوء إلى القمر الإسرائيلي، بل أيضاً السعر المبالغ فيه للحصول على بطاقات الجزيرة في أقطار الوطن العربي، في مقابل أسعار زهيدة جداً يتحملها الراغب في إلتقاط القمر الإسرائيلي، والذي يبث اللقاءات مجاناً.
عدوى القمر الإسرائيلي بدأت على نطاق محدود في فلسطين التي لم يجد أهلها مفراً رغم العداء السياسي مع إسرائيل من اللجوء لـ "عاموس" لإشباع رغباتهم في الإستمتاع بكرة القدم، ثم إمتدت للأقطار المجاورة مثل الأردن وأخيراً بدأ بعض المصريين حسب مشاهدتنا في الشارع الكروي التفكير في إلتقاط القمر الإسرائيلي الذي يوفر جميع المباريات، وهو ما يمكن غير المشتركين في الجزيرة من متابعة اللقاءات التي لا تبث على القنوات المفتوحة أو التليفزيون المصري.
وتولدت فكرة الإنتقام من الجزيرة عند الكثير ممن توجهوا للقمر الإسرائيلي، ذلك أن الجميع يتساءل عن كيفية حصول هذا الأخير على حق بث المباريات مع حصرية هذه الميزة للقناة القطرية في المنطقة العربية بأكملها، وعليه فإن بعض ممن لجأوا لـ "عاموس" يحاسبون القناة القطرية على مبالغ مالية هائلة دفعتها بعض الدول العربية للحصول على عدد من لقاءات المونديال، فيما تحصل عليها إسرائيل كاملة ومجاناً.
تلك المشاعر الغاضبة من الجزيرة نُقلت بشكل كبير على صدر الصفحات الرياضية العربية، حيث تحدث البعض عن "طعنة" وجهتها القناة القطرية في الظهر للعرب، وتساءل الإعلام الفلسطيني الذي كانت جماهير بلاده أكثر المتضررين من التشويش، عن عدم خروج الجزيرة بأي تعليق حول ما تقوم به إسرائيل، باعتباره غير شرعي.
وعلى الرغم من الأزمة مرشحة للاستمرار لفترة طويلة بعد إنتهاء منافسات الحدث العالمي الكبير حتى الوصول لحقيقة ما حدث، إلا أن الأكيد هو أن الأزمة لا تتعلق بالرياضة فقط، بل بغزو ثقافي عبر خطة محبوكة أجبرت العرب على أن يلهثوا وراء القمر الإسرائيلي بأنفسهم، والتعامل مع الثقافة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي يتضح من ظهور بعض النجوم والفنانين الإسرائيليين في فقرات مطولة مصاحبة للاستوديوهات التحليلية الخاصة بعرض المباريات على التليفزيون الإسرائيلي.
المصدر/كورابيا