عرض كتاب” اعترافات قاتل اقتصادي : الاغتيال الاقتصادي للأمم “
عرض كتاب
” اعترافات قاتل اقتصادي :
الاغتيال الاقتصادي للأمم “
-تأليف : جون بيركنز
اعترافات قاتل اقتصادي : تنصيب المستبدّين حكَّاما على الشعوب تحقيقاً للأهداف الأمريكية
اعترافات قاتل اقتصادي كتاب لـ “جون بيركنز” العميل السابق لوكالة الأمن القومي الاميركية، يقدّم فيه شهادة من الداخل عن الدور الذي تلعبه البنوك والشركات العالمية لسرقة دول العالم الثالث وإغراقها بالديون ومن ثم وضعها تحت إشراف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بينما تسرق الشركات المتعددة الجنسيات، مثل هاليبرتون وبيكتل مواردها بحجة التنمية.
يقول القاتل الاقتصادي الدولي، جون بيركنز ، عن ماضية في أعلى هرم المؤسسات الدولية الإقتصادية مثل البنك الدولي : ” كان عملي هو إجبار الدول ورؤساء الدول والحكومات ورؤساء الحكومات على الرضوخ والقبول باتفاقيات قروض مجحفة ،لا يمكن معها لتلك الدول، إلا ربما بشق الأنفس ، سدادها والتخلص من ربقة الديون التي اثقلها بها ” .هكذا يتحدث هذا الرجل عن ماضيه الدبلوماسي الإقتصادي السياسي ” المحترم جداً ” كموظف في أعلى قمم المؤسسات الإقتصادية التي يطلق عليها الغرب الغني اسم المؤسسات الإقتصادية العالمية .
يقول بيركنز أن القتلة الاقتصاديين هم قتلة محترفون، يقبضون أعلى الأجور، ليبتزوا رؤساء الدول في شتَّى أنحاء العالم، ويسرقوا مليارات الدولارات منها.وكانت مهمّته تتركّز على تطبيق السياسات التي تخدم مصالح تحالف أميركي، يضمّ الحكومات ، والشركات في الوقت نفسه العمل على تسكين أعراض وآثار الفقر إجراءات ظاهرية خادعة. جون بيركينز كبير الاقتصاديين السابق في شركة “جاس” للاستشارات الاستراتيجية، بدأ كتابة هذا الكتاب منذ عشرين عاماً وتوقف أربع مرات، ويقول بانه تعرض للعديد من محاولات الرشوة والتهديد من اجل التوقف عن كتابة الكتاب.
في كتابه الخطير ، والمهمّ جداً ، الذي انتشر في العالم منذ خمس سنوات ولايزال ، وتمـّت ترجمته إلى العربية ، وهو ممنوع في بعض الدول الخليجية ، والعربية ، وصف الخبير السابق في هيئة اقتصادية تابعة للمخابرات الأمريكية _ وهي شركة مين للهندسة والكهرباء ، والإنشاءات ، المتعاونة مع شركة بكتل التي تضمّ كبار المسؤولين في شركات نفطيّة ، وإنشائيّة ، وعسكريّة ، وفي الإدارة والكونغرس الأمريكيين _ وصف “جون بيركنز” في كتابـه :
كيف جنّدته ألـ (سي آي إيه ) سـرّاً ، فعمل معها مُتَستّـراً بشركة استشاريّة دوليّة ، فـزار أندونيسيا ، وكولومبيا ، وبنما ، والإكوادور ، والمملكة العربية السعودية ، وإيران ، وسواها من الدول التي تمتلك أهمية في الإستراتيجية الأميركية.الكاتـب يقول إنـّه قـد ترك وظيفته بعد تفجيرات 11 أيلول 2001، ونذر نفسه لفضح هؤلاء القتلة الإقتصاديين العالميين.
وقد نشرته شركة طباعة (بيريت كولر)، وأمـّا الإهـداء فقد أهـداه إلى كلِّ من الرئيس الأسبق للإكوادور خايمي رولدوس ، والرئيس الأسبق لباناما عمر تورِّيخوس، بعد أن ذكـر أنـَّه قـد دُبر لكلِّ منهما حادث سقوط طائرة مفتعل ، فأعدمـا بسبب مقاومتها الشرسـة لأطماع وحوش الرأسمالية العالميـّة، ذلك “لأنَّهما وقفا في وجه الشركات والمصارف والحكومات التي تهدف إلى إقامة إمبراطوريَّة عالميَّة عن طريق نهب ثروات بلدانهم الطبيعية. والذي ذهب هو بنفسه اليهما وحاول ابتزازهما ولكنهما رفضا، فتعرضا للاغتيال بإسقاط طائراتيهما الرئاسيتين”.
كما قـد بـيَّن في كتابه كيف تُركـِّع أمريكا الدول عن طريق إغراقها في الديون مركّبة الفوائد ، وكيف هـي تبتـزّ الدول ذات مصادر الطاقة التي لاتحتاج ديونا ، ممثلاً لذلك ببعـض الدول الخليجية ، وكيف سرقت أمريكا تريليونات الدولارات بهذه الطريقة .
كما تجد في الكتاب وصفه مذهل لإستعمال أمريكا الرشاوى ، و الجنس ، والجريمة ، والتهديدات ، والإنتخابات المزورة ، والتقارير المالية المزورة ، وكلِّ الوسائل القذرة ، لتصل إلى ذلك التركيع ، والإبتزاز .ولا ينسى أن يضرب مثلا لنصب المستبدّين والمجرمين حكَّاما على الشعوب إن كان في ذلك تحقيقُ الأهداف الأمريكية ، مذكـِّرا بقيام الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت عام 1951 بتدميـر مشروع رئيس وزراء إيران الأسبق والمنتخب بإنتخابات نزيهة محمد مصدّق لتأميم نفط إيران ، والقضاء على مصدّق ، ووضع الشاه محمد رضا بهلوي امبراطورا ديكتاتورا دمويـّا على إيران .ولايعدمك المجرم التائب وصفـاً تفصيـليّا لما كان أسلوبه ومؤسساته التي يعمـل معها ، في ارتكاب الجرائم ، ذاكـراً تمرحل أمريكا مع البلد الذي تريد تركيعه :
أولا : إقناع البلد المستهدف بإقامة مشاريع تحت إشراف شركات أمريكية ، وثانيا : إقناعها بالإستدانة من بنوك أمريكية ، أو لها إرتباط بأمريكا ، وثالثا : يقوم الأمريكيون بتأمين تلك الديون للبلد ، ورابعا : دمج إقتصاد البلد المستهدف بالمصالح الأمريكية عندما تتفاقم الديون ، وأخيراً وضع البلاد أمام خيارين : الخضوع الطوعي التام لأمريكا،أو الإخضـاع بالقوة في حالة المقاومة : إما بإثارة المعارضين كما يفعلون بشافيز ،أو الإغتيالات كما هي حالة رئيس الإكوادور ، أو الإنقلاب كما في غواتيمالا ، أو الغزو كما في العراق !
ويعترف أيضا بأنَّ عملهم كان يتضمَّن عمليـات خداع للدول بأعراض ظاهرية لتسكين لآثار الفقر ، ثـم تلعب البنوك ، والشركات العالمية ، بتنسيق فيما بينها ، لنهب ثروات العالم الثالث ، وإغراقها بديون مهولة ، لوضعها تحت إشراف البنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ، الذين يتحكم فيهما الغرب بقيادة أمريكا .ومن عجائب ما ذكره في إعترافاته أنه تم تجنيده للأعمال القذرة الإقتصادية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي ، بالتنسيق مع ألـ سي آي إيه ، في أواخر الستينات عندما كان طالبـاً ، وأنـه تعرض خلال التجنيد لإختبارات قاسية جاءت بنتيجة أنـّه يصلح ليكون ( قاتلا إقتصاديا مميـَّز).
ويصف الكاتب كيف أنَّ الحكومة الأمريكية تسيطر عليها الشركات العملاقة لاسيما شركات النفط ، ومن الأمثلة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كنمارا كان رئيسا لشركة فورد ، ثم رئيسا للبنك الدولي ، وجورج شولتز ، وواينبرغر ، أصحاب الشركات الكبرى الذين تولـَّوا مناصب وزارية في الحكومة الأمريكية ، أما بوش الأب فصار رئيسـا. وديك تشيني من رئيس لشركة هلبيرتون الى وزير للدفاع في ادارة جورج بوش الابن, بل ان بوش الاب قبل ان يصبح رئيسا لامريكا كان رئيسا لشركة زاباتا للنفط.
ولا ينسى دور القاتل الاقتصادي في إقامة وتشجيع, المنظمات غير الحكومية ومنها مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الإنسان والبيئة والايام المسرحية وتعليم الانتخابات وما يعرف بفرق السلام وتشمل اقامة معسكرات للشباب والنساء والطلاب والاكاديميين والاعلاميين التي هى (امكنة ممتازة للتدريب وغسيل الدماغ). كما أشار في الكتاب الى المراكز والمعاهد التي تهتم بالثقافات واللغات المحلية مثل المعهد الصيفي للغات في الاكوادور وهو في الحقيقة- كما يقول- ارسالية انجيلية امريكية كان مكلفا مع المنظمات غير الحكومية (الانجؤز) بهدف معلن احياء اللغات المحلية, وغير معلن بالاتفاق مع شركات النفط لمنع الاهالي من الاعتراض والمقاومة على نقل اراضيهم لهذه الشركات مقابل محميات جديدة يمنحون فيها الطعام والعلاج…
سبق أن تم نشر أفلام للكاتب في المدونة يتحدث عن الموضوع.