صوره في دار ستي
صورة تراثية شعبية من عصر ستي
بقلم ووجدان : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
بقت ستي تزين دارها بشوية منسوجات من شغل ايديها ، وبتصدر ها لبيت طبق قش ،
قطره اتقولوا مترين
بقينا نلتف كل العيله حواليه ، ويوسعنا كلنا ، وخصوصا لمّا ستي تقليلنا قليه ،
وتحطلنا من القليه صاعين
وبقى سيدي يحب القليه مدقوقه بالهاون ومحليه بالسكر ، يسفها سَّف وعينيه..
علينا ترقبنا بحنين
وبقت دار ستي مليانه أثاث ، كله من شغل إيديها ، قش وفخار .. وخوابي
مربوصه لخناقها مونه وقطين
*******************
وبقت صوره لسيدنا الخضر لِخضر وهو يقتل التنين ، اشترتها مَرّه من القدس،
لمّا راحت مع سيدي عَ الأقصى ثالث الحرمين
ايصَلّوا الجمعه هناك ، يتحوجوا للدار قبل ما تنزل الشتويه ، شوية حلاوه عَ بهارات ،
عَ دمايه عَ ثوبين
وسراويل بفت وتوبيت ومداسات ، ولزوم الشغل والجعصه والتشخيصه لمناسبات ...
العمر ونياشين السنين
وصوره لبنت مثل البدر سبحان من أبدع ، عَ صدرها حيّه اسمها فاطمه المغربيه ،
وبقت ستي تحب ها لصوره في كل بُد وحين
واعترف إني من وانا طفل ، لمّا شبيت وشبن ، وصَلّع راسي من هوايا مرتي ، وبعدني لليوم،
وبكره ومش عارف لوين
بعدني أسير لمعرفة هذيك البنت ، الفاطمه المغربيه ، ومعجب بالخيال اللي ابتدع.....
هذاك الرسم وهذيك التفانين
بس ستي بقت تحبها ، جايز لجمالها ، جايز لبرائتها وغموضها وسحرها ، جايز لحلم مليان ..
با لأساطير الشرقيه ايشع من العنين
**********************
وبقى سيدي يعشق هذيك الصوره ، بس سيدي بقى يلبقله ، الصوره حلوه ومليانه تعابير،
بتخلي القلب يشتد ويلين
عيونها ، شعرها المفرود ، ووجهها الباسم ، بس المشكله في الحيّه اللي على صدرها ، ما لقيت
تفسير مثل النظاره يركب عَ الذنين
ومرّه ستي مسكت سيدي بالجرم المشهود ، واقف قدّام صورة فاطمه المغربيه ونازل في ها لصوره غزل عتابا ودلاعين
*******************
وحست ستي بالقهر جوّه قلبها وإنها جابت الدب على كرمها ، ويومها سمحتلي العب بالطابه جوه البيت ، واحشي في الطابه حجرين
ورحت سالخ صورة المغربيه هواه نزّلتها شُقَف ، وقامت ستي عَ الصوره ومزعتها وحرقتها ،
واعطتني من القطين طورتين
أحلي ثمي و يومها حشت جياب خلقتي زبيب وتفآجأت يومها كيف ستي تكافيني عَ التخريب ،
بدل ما ترّقع اصداغي بكفين
بس ما غريب الا الشيطان ، لما كبرت عرفت السبب ، وزال العجب ، ستي حوّا ولازم تسد ...
الباب عَ رياح الخماسين
وخطر حوا مش أي خطر ، خصوصا وسيدي بقى يحب الشبوبيه ، ويعنقر لِعقال ومغرم بالقول
ويغني عتابا وابو الزلف للحلويين
وكل من شاف صبيه تذكر ستي لمّا بقت تعرُم قدّامه مثل الحمامه ، يا ساق الله عَ هذيك الأيام
وخطر حوا على حوا فتاك ولعين
بقى ان صار في السنه عرس ولاّ عرسين يسهروا خمسطعشر ليله سامر وسحجه ...
ودبكه عَ الشبابه يشعلوا ليالي تشارين
وبقى سيدي اللويح ، لآخر حياته ومرّوته معه ، وحلم الشباب الذي كان ظله في قلبه ،
مغرم صبابا وفي القول لسين
*****************
من حق ستي انها تغار من الصوره ، وتهفي أثرها ، ومن حق ستي تتحسس الخطر وتسد ..
لِبواب قدّام الشياطين
ومن حق سيدي يجلدني قتله على اسواتي السوده ، بس قتله قتله ، هو أنا كبير عَ القتل ؟؟
هيأني لزمان حكم المره والنساوين
ومرتي المحظوظه أخذت واحد مرتب عَ الجاهز ، بنقاد لحكم النسوان ، وسيّرتني برحلة زمان هنيه
بلا حس وحلمسه أنقاد باللين
لا أصرخ ولا أضرب ..، راسي يهز موافق ، امبصم ، لا حدا حَوّش ، وريّحت دماغي ،
وقلدت أغلب النواب البرلمانيين
وتعلمت من ستي انها حوا حديد مغلفه بحرير ، وانها ثوره بتحرق ، رغم مظاهر النعومه ،
والليونه والرقه اللي بتنقط منها و الحنين
********************
وبقت ستي تعلق مهفه من القش صنع ايديها ، في نصها مرآه ، تتطمن عَ شبابها الخريفي الذابل كل ما لاحت فرصه وحين
بس لمّا مات سيدي وهِرّمت ، ما عادت تهتم بالمهفه ، وقالت لي : بس تتجوز يا صبي بعطيك اياها ،هديه خليك عليها أمين
مهفة ستي عاشت معي حِلِم ، قبل ما الزلزال يهدم أحلام ستي واحلام سيدي وعن قصد وترصد ،
ضيعنا التاريخ الغالي الثمين
بعد ما نطينا مثل الجنادب عن أحلامنا وآمالنا ، ونسينا تراثنا وعاداتنا للعفن والعثه هدمنا أمجادهم مثل ما تهدمت الطوابين
بعد ما بقينا شجر ممتد جوّه التاريخ ، صرنا مثل الفقع نفط مع أول رعد ، ونذوب مع طلعة الشمس ، ان زرقت من ورا الغيم ، نذل ونهين
نقول : هذي الدنيا ؟؟وضريبة التطور ، ؟ ليش لأ ؟ بس أحلامنا اتظل اتلالي علينا خيمة اتظللنا ،
وتظل بالحدس على مدى السنين
كل ما اتذكرنا أسيادنا وستاتنا نوقف باحترام لهذاك الجيل النابع والباقي في أرض الطهر والقدس ، كل وقت وكل حين
تقرأ بلهجة أهل سنجل
الداعي بالخير صالح صلاح شبانة