صدمة في الولايات المتحدة بعد ذبح 'داعش' رهينة أميركية مراقبون يشيرون إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على تغيير استراتيجيتها في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” خاصة أن أوباما أصبح في موقف محرج. العرب
[نُشر في 17/11/2014، العدد: 9741، ص(5)]
التنظيم تبنى عبر تسجيل نشره في مواقع التواصل الاجتماعي إعدام كاسيغ
واشنطن - تسبب إعدام تنظيم “الدولة الإسلامية” لأحد الرهائن الأميركيين المحتجزين لديه منذ عام تقريبا في صدمة بالولايات المتحدة حيث سارعت على إثرها الاستخبارات بالتحقيق في صحة التسجيل الذي بث على مواقع التواصل الاجتماعي ليعيد إلى الأذهان المشهد الذي عاشته بريطانيا مطلع الشهر الماضي.
أعلن تنظيم أبو بكر البغدادي المتشدد عن إعدام الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ في تسجيل فيديو نشره صباح، أمس الأحد، على حساب يحمل اسم “الدولة الإسلامية” يزعم من خلاله قطع رأس الرهينة الأميركي المحتجز لديه، وفق وكالات الأنباء.
وفور تداول المقطع عبر شبكات التواصل الاجتماعي الذي حذف بعد ساعتين فقط من بثه على موقع “يوتيوب” أي في حدود الساعة 11 بتوقيت غرينتش، سارع مجلس الأمن القومي الأميركي إلى التحقق من صحة التسجيل الذي وصفته أوساط سياسية أميركية بـ”الصادم”.
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم المجلس في بيان “لدينا معلومات تفيد بظهور فيديو يتحدث عن اغتيال المواطن الأميركي بيتر كاسيغ على يد تنظيم “داعش” ويعكف موظفو الاستخبارات حاليا للتأكد بأسرع ما يمكن من مدى صحته”. وأعربت المسؤولة الأميركية عن مخاوفها حول صحة ذلك الشريط، والذي لم يتأكد من مصداقيته من مصدر مستقل، حيث قال “إذا تأكد ذلك، فإننا نشعر بالفزع إزاء القتل الوحشي لعامل إغاثة أميركي بريء، ونعرب عن خالص تعازينا لأسرته وأصدقائه”.
ولم يبد البيت الأبيض تعليقا حول مقتل الرهينة الأميركية، لكن مصادر أميركية قالت أن المسؤولين أبدوا امتعاضهم الشديد من عملية القتل الوحشية التي تعرض لها كاسيغ والتي قام بها على الأرجح من يعرف بـ”الجهادي جون” في مدينة دابق السورية، وفق التسجيل.
وكان موقع “ميل أون لاين” ذكر، أمس، أن “ذباح” الرهائن الغربيين قد أصيب في قصف جوي للتحالف وقد يكون لذلك علاقة للحملة التي أطلقتها الاستخبارات البريطانية قبل نحو شهر للبحث عنه أو قتله.
وندد المجتمع الدولي بهذه العملية، حيث عبر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي كان متواجدا في مدينة بيرزين الأسترالية للمشاركة في قمة العشرين عن فزعه بسبب مقتل كاسيغ بطريقة مهينة.
وكتب كاميرون على حسابه على “تويتر” “أصابني الفزع بسبب قتل عبد الرحمن كاسيغ بدم بارد، تظهر داعش مرة ثانية انحطاطها، قلبى مع عائلته”.
من جانبه، ندد مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي بإعلان تنظيم “داعش” قتل الرهينة الأميركي الذي خطف فى سوريا و18 جنديا سوريا على الأقل حيث اعتبره عملا وحشيا.
وقال فالس في بيان “أدين بأكبر قدر من الحزم هذا العمل الوحشى الجديد”، مؤكدا على أن مثل هذه الأفعال لن تثني بلاده للتصدي لـ”داعش” المسيطرة على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة ستعمل على تغيير استراتيجيتها في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” خصوصا وأن الرئيس أوباما في موقف محرج ومن المتوقع أنه سيتعرض إلى موجة انتقادات جامحة من قبل الحزب الجمهوري جراء أخطائه السياسية التي يتبعها في محاربة التنظيم.
وفي حال ثبوت صحة التسجيل فيكون كاسيغ البالغ من العمر 26 عاما هو الرهينة الخامسة التي يقدم التنظيم “المتوحش” على إعدامها بقطع الرأس في غضون خمسة أشهر تقريبا.
وكان الجندي السابق في الجيش الأميركي الذي خدم في العراق لمدة ست سنوات من 2006 إلى أواخر العام 2012 قبل أن ينشط في مجال المساعدات الإنسانية قد اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه اسم عبد الرحمن.
وجاء هذا الإعدام في فيلم دعائي مدته 15 دقيقة بث في البداية على حساب في “تويتر” اسمه “الدولة الإسلامية” بمثابة دليل جديد على وحشية هذا التنظيم الذي لا يتردد في اعتماد أسوأ أساليب القتل وفي سبي النساء وإصدار أحكام بالإعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سوريا والعراق. وتوجه المتحدث الذي يعتقد بأنه “الجهادي جون” ذي اللكنة البريطانية إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا “زعمتم أنكم انسحبتم من العراق قبل أربعة أعوام وقلنا لكم حينها إنكم كذابون ولم تنسحبوا، ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين، وها أنتم لم تنسحبوا وإنما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم أكثر مما كانت”. يشار إلى أن تنظيم “داعش” سبق وأن قتل أربعة من الرهائن الغربيين لديه وهو الصحفي الأميركي جيمس فولي في، أغسطس الماضي، وتبعه ستيفن سوتلوف، في سبتمبر الماضي، وبعد ذلك بأسبوعين أقدم على قتل عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز وأعقب ذلك قطع رأس الرهينة آلان هيننغ.