سـلام الله يـا قـدس / للاستاذ الشاعر الكبير د. محمود حمد سليمان
-----------------------------------------
نـسـافـرُ فـيـكِ.. ونـلـْعـقُ جـمْـرَ الـبـوادي
نـتـوقُ إلـى الـمُـلـْتـقـى..
فـتـحـاصـرنـا قـبـل هـذا الـرحـيـل الـعـوادي
عـلـيـكِ سـلامٌ مـن الله يـا قـدسُ.. لـكـنْ
كـبـت خـيـلـنـا فـي الـصـحـارى
فـلا مَـن يـُجـيـب ولا مَـن يُـنـادي..
نـوزِّعُ أحـلامـنـا فـي الـمـقـاهـي..
عـلـى الـطـرقـاتِ.. وفوق النوادي
نـثـرثـرُ عـنـد الـشـواطـيء.. نـحـجـز أفـكـارنـا
فـوق جـدران حُـسْـن الـنـوايـا وطـيـب الـمُـرادِ
نـبـوحُ بـأشـواقـنـا الـسـاريـات الـغـوادي
يـردُّ الـصـدى هـائـمـاً فـي دروب الـريـاح:
هـنـا جـرحـكِ الـعـذبُ عـنـوانـنـا.. والإبـاءُ
وأنـتِ هـنـا مـنـبـع الـعـشـق شـاؤوكِ أمْ لـم يـشـاؤوا
فـلـلـشـعـب قـلْ: نـمْ قـريـر الـعـيـون..
فـنـمْ يـا فـؤادي
فـكـلُّ الـبـلاد عـلـيَّ حـرامٌ
إذا لـم تـكـونـي بـلادي..
.........................
هـي الـخـيـل تـكـبـو بـدون فـوارسـهـا..
تـُحـمْـحِـمُ.. تـدمـعُ عـنـد الـلـقـاء..
ونـحـن كـبَـتْ خـيـلـنـا فـي الـصـحـارى
وفـرسـانُ عـبـسٍ وذبـيـانَ
نـامـوا سـُـكـارى بـكـل الـوهـادِ
فـلا عـبـلـةُ ٌ تـلـمـسُ الـسـيـف عـنـد الـنـزالِ ِ ..
ومـريـمٌ تـسـألُ الـيـوم ألـف سـؤال ِ
وفـاطـمـة ٌ لـم تـجـدْ فـارسـاً عـاشـقـاً لـلـجـهـادِ..
ولـيـلـى بـكـتْ تـسـتـغـيـثُ..
و بـاتـتْ يـنـادي عـلـيـهـا الـمـنـادي
وتـاريـخـنـا بـيـع عـنـد الـضـحـى بـالـمـزادِ
قـريـشٌ أضـاعـتْ فـتـاهـا
وفـارسـُـهـا هـامَ فـي كـل وادِ
وحـكـّامُ هـذا الـزمـان.. وقـد غـرقـوا فـي بـنـوكِ
وبـورصـات كـلِّ الأعـادي،
أجـادوا الـسـبـاقَ لِـلـَثــْـم الأيـادي
فلا سـيَّـدُ الـحَـرَمَـيـْـن يـلـوذ بـبـعـض الـحـيـاءِ..
ولا سـيـِّـدُ الـهَرمَـيْـن سـرتْ فـي
عـروقِـهِ بـعـضُ الـدمـاءِ..
ونـحـن نـتـوق إلـى الـمـلـتـقـى..
فـتـحـاصـرنـا قـبْـلَ هـذا الـرحـيـل الـعـوادي
سـلامٌ مـن الله يـا قـدسُ.. لـكـنْ
حـرامٌ عـلـيَّ الـبـلادُ إذا لـمْ تـكـونـي بـلادي
وهـيْـهـاتَ هـيْـهـاتَ تـنـجـو الـسـلاطـيـن
مـن لـعـنـاتِ الـعِـبـادِ.. وغـضـْـبـةِ ربِّ الـعِـبـادِ
----------------------------
(عـكـار . لبـنـان)