من دفتر الذكريات / للاستاذ الشاعر الكبير طارق عون الله
-------------------
حقًا هو الشوقُ إيمانًا ومعتقدا ... قالتْ بروحِكَ خُذْني لا تكنْ جسدا
وليتَـها عرفتْ ماذا أريدُ وإنْ ... قالتْ عن الرُّوحِ شيئا قد يمرُّ سُدى
إنّي لأعجبُ منها كيفَ تُوقظُني ... لغيـرِ ذلـكَ ما أرجـوهُ مُعْتَمَــدا
للهِ ما هذهِ الرّوحُ التي انطلقتْ ... وشجّعتنـي عليـها أنْ أَمُـدَّ يَــدا
الروحُ جوهرةٌ ليستْ على ثمنٍ ... أرادَهُ البعـضُ في قاموسِـهِ نَكَـدا
وليتَـها عرفتنـي مـا أكابِــدُهُ ... لاستسلمتْ وَأقرَّتْ ما أراهُ غَدا
إنّي أنا الرّوحُ والدُّنيا على قَلَمي ... طَوْدٌ إذا ما تَداعى جَذْرُهُ ارْتَعَدا
لـي معهـدٌ هوَ للعُشّـاقِ مدرسةٌ ... تُعطي وَتُبقي لمنْ شاءَ العُلا مَدَدا
وليسـتْ الروحُ ألفاظًـا وفلسفـةً ... تقـولُ شيئًـا وَتُخفي مـا هُناكَ بَـدا
وليتَها الروحُ ما كانتْ وما خُلِقَتْ ... إن كانت الروحُ مِنْ مِثْلِ الذي وَرَدا
أمـا رَأيـتِ بِرُوحـي كُـلَّ قافيــةٍ ... بَعيـدةِ العُمْـقِ لا أُحْصي لهـا عَدَدا
إنّي على كبرياءِ الرُّوح مِنْ قِدَمٍ ... فَلتخفِـقْ الرُّوحُ لَـمْ أُوْهَـنْ لهـا أبَـدا
يَفْنى السكوتُ لأنَّ القولَ من ذهبٍ ... هذِي هيَ الرُّوح هلْ تلقى لديكِ صدى؟