معركة 'حامية' بين القوات العراقية وداعش في الرمادي تنظيم الدولة ينفّذ عمليات قتل جماعية في الأنبار بحق العشائر السنية التي حملت السلاح ضده، وتحاول الحكومة العراقية استمالتها لقتال التنظيم. العرب
[نُشر في 22/11/2014]
الشرطة العراقية تصدّ أكبر هجوم لداعش على الرمادي
بغداد - أعلن قائد شرطة محافظة الانبار اللواء الركن كاظم الفهداوي السبت ان القوات الأمنية العراقية صدت اكبر هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش سابقا) على مدينة الرمادي، فيما اكد شهود عيان ان التنظيم سيطر على مناطق وسط المدينة.
ونقل موقع "السومورية نيوز" عن الفهداوي قوله إن القوات الامنية وبمساندة مقاتلي العشائر صدت، منذ مساء الجمعة وحتى فجر السبت، اكبر هجوم لتنظيم داعش على الرمادي، بعد حدوث خرق في منطقة السجارية شرق المدينة.
وأضاف الفهداوي أن قوة من الفرقتين الثامنة والعاشرة في الجيش العراقي بمساندة الشرطة ومقاتلي العشائر يحاصرون عناصر داعش الان في منطقة السجارية، مشيرا الى أن طيران الجيش والتحالف الدولي لم ينفذا أي طلعة جوية منذ الهجوم على الرمادي.
وتابع الفهداوي ان القوات الأمنية في اشد الحاجة الى الجهد الجوي لمنع تقدم تنظيم داعش.
من جانبهم، اكد شهود عيان أن تنظيم داعش سيطر على شارع المستودع وشارع 20 ومنطقة الحوز وسط الرمادي، مشيرين الى ان اشتباكات مسلحة اندلعت بين القوات الامنية وعناصر التنظيم بعد سيطرة الأخير على تلك المناطق.
يأتي ذلك في وقت يتزايد قلق الدول الغربية المنضوية ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة واشنطن، من تزايد أعداد مواطنيها الذين انضموا الى "الدولة الاسلامية"، في حين دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى "تعاون دولي" ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من بلاده.
وبعيد منتصف ليل الجمعة، بدأ عناصر التنظيم هجوما مباغتا من اربعة محاور على الرمادي (100 كلم غرب بغداد) التي يسيطر على احياء في جنوبها ووسطها منذ مطلع العام 2014.
وقال ضابط شرطة برتبة ملازم اول لوكالة فرانس برس ان التنظيم "شن هجوما مسلحا مفاجئا من اربعة محاور في شمال وشرق وغرب وجنوب الرمادي، تخلله تفجير سيارتين مفخختين في منطقة الحوز (جنوب) وجزيرة البوعلي الجاسم (شمال)، استهدفتا القوات الامنية في الموقعين".
وتزامنا مع الاشتباكات في محيط المدينة، تعرضت احياؤها الى هجمات بقذائف الهاون، استهدف بعضها مجلس المحافظة ومركزا للشرطة في وسط الرمادي، بحسب المصدر.
واوضح النقيب في الشرطة قصي الدليمي ان المدينة تتعرض لقصف بقذائف الهاون "بشكل متكرر منذ منتصف ليل الجمعة. وفي وقت لاحق، افاد رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي والشيخ رافع عبد الكريم، احد شيوخ عشيرة البوفهد، عن تمكن القوات العراقية والعشائر من استعادة السيطرة على المضيق.
تزايد أعداد المواطنين الأجانب الذين ينضمون الى التنظيم
ومع حلول المساء، كانت اصوات اطلاق النار لا تزال تسمع في محيط الرمادي، ما يرجح تواصل الاشتباكات التي ادت الى مقتل ستة اشخاص على الاقل، بينهم مدير شرطة المضيق العقيد مجيد الفهداوي.
من جانبها، اعلنت القيادة الوسطى الاميركية (سنتكوم) ان التحالف شن غارتين قرب الرمادي في الساعات الـ72 الماضية.
وكانت واشنطن اعلنت في العاشر من اكتوبر ارسال نحو 50 جنديا اميركيا الى قاعدة الاسد الجوية في الأنبار، تمهيدا للشروع في عمليات تدريب القوات العراقية وابناء العشائر على قتال التنظيم في المحافظة ذات الاهمية الاستراتيجية لكونها الأكبر في العراق، وتتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية.
ويسيطر التنظيم مطلع هذا العام على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) واجزاء من الرمادي. وقام خلال الاسابيع الماضية بتوسيع مناطق سيطرته على رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي.
كما نفذ التنظيم عمليات قتل جماعية في الانبار بحق العشائر السنية التي حملت السلاح ضده، وتحاول الحكومة العراقية استمالتها لقتال التنظيم.
والسبت، افاد شهود ومسؤولون محليون عن اعدام التنظيم رميا بالرصاص، شخصين في ناحية الزاب غرب كركوك "بتهمة العمالة" للقوات العراقية.
وفي اربيل كبرى مدن اقليم كردستان، التقى رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الجمعة رئيس الاقليم مسعود بارزاني.
يأتي ذلك غداة لقاء داود اوغلو في بغداد نظيره العراقي حيدر العبادي الذي نقل عنه استعداد تركيا للتعاون وتقديم مساعدة عسكرية ضد "الارهاب".
وتقاتل قوات البشمركة الكردية التنظيم في شمال العراق، كما عبر عناصر منها الى شمال سوريا عبر تركيا للمشاركة في الدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يهاجمها التنظيم منذ اكثر من شهرين. ودعا الرئيس السوري بشار الاسد مساء الخميس الى "تعاون دولي حقيقي وصادق" للتصدي للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية . وخلال الساعات الماضية، قتل 21 عنصرا من قوات النظام السوري في محيط حقل شاعر الغازي والنفطي في محافظة حمص (وسط) في معارك مع "الدولة الاسلامية"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.