الآلاف شيعوا الشهيد زياد ابو عين في جنازة عسكرية غير مسبوقة منذ رحيل عرفات
غضب في الشارع الفلسطيني لغياب الرد على جريمة اغتياله
December 11, 2014
لندن ـ رام الله «القدس العربي» ـ من فادي ابو سعدى: في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة لم تشهدها رام الله منذ جنازة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعلى وقع الطبول وموسيقى القرب والأعيرة النارية في الهواء، انطلقت من مقر الرئاسة الفلسطينية، شيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد الوزير زياد أبو عين ملفوفا بالعلم الفلسطيني إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في جبل الطويل في مدينة البيرة جنوب الضفة الغربية، بعد صلاة الجنازة عليه في مقر الرئاسة.
وتقدم المشيّعين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله وأسرة الشهيد والقيادة الفلسطينية وممثلو الفصائل الفلسطينية، بمن فيهم حركة حماس. ويفترض ان تجتمع القيادة اليوم لاتخاذ قرار بشأن رد فعلها على قتل إسرائيل للوزير أبو عين بعدمتا فشلت في ذلك في اجتماعاتها أول من أمس، وسط غضب شعبي من غياب هذا القرار. وانعكس الغضب في التعليقات على الفيسبوك من عدد من الصحافيين والكتاب والمحللين السياسيين.
وعقب التشييع اندلعت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، لا سيما رام الله والبيرة والخليل المختلفة مع قوات الاحتلال عند مواقع التماس، أصيب خلالها شاب فلسطيني بالرصاص الحي، وعشرات آخرون بحالات اختناق بالغاز والقنابل المسيلة للدموع.
وتواصلت ردود الفعل المدينة للجريمة الإسرائيلية لا سيما العربية منها. فعلى غرار الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وجامعة الدول العربية، طالبت بـ»إجراء تحقيق فوري لملاحقة كل الذين حرضوا ونفذوا عملية اغتيال الشهيد أبو عين»، لافتة إلى «ضرورة ملاحقة ومحاكمة الجنود الذين نفذوا عملية القتل ومحرضيهم من قيادات جيش الإحتلال الصهيوني والحكومة والسياسيين». وأعلن الأمين العام المساعد، محمد صبيح «عزم الجامعة العربية إدراج ملف اغتيال أبو عين مع الملف الذي يعد لتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية حول مجمل الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني من قتل وعدوان وحصار وقضية تهويد القدس وقضايا اللاجئين والاستيطان».
واعتبر مجلس النواب الأردني في بيان له، استشهاد أبو عين «إرهاب دولة لا يمكن السكوت أو تجاهله، مثلما يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان».
أما رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، فقد وصف استشهاد أبو عين «جريمة إسرائيلية وحشية». ودعا مجلس الأمن الدولي ودول العالم ومنظمات حقوق الإنسان إلى «اتخاذ موقف حازم إزاء إسرائيل».
وكانت نتائج تشريح جثمان الشهيد أبو عين، قد أثبتت أن وفاته كما قال الدكتور صابر العالول «هي وفاة إصابية المنشأ نتيجة الضرب الذي سبب نزيفاً في الشريان التاجي، ما يعني أن الوفاة غير طبيعية»، فيما أكد وزير الصحة جواد عواد أن الطبيب الإسرائيلي حين كوغل الذي شارك في التشريح رفض التوقيع على التقرير.
ولكن كوغل رئيس معهد الطب العدلي في إسرائيل قال في وقت لاحق إن تشريح الجثة أظهر أنه مات متأثرا بانسداد وريد جراء ضائقة نجمت على ما يبدو من ليّ عنقه على يد جندي. واشار كوغل في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس أن التشريح أظهر أيضا وجود بعض آثار كدمات خفيفة في يد وفم الشهيد. كما قال إن الشهيد عانى في الماضي من مشاكل في القلب وتصلب شرايين وكان عرضة لخطر الإصابة بقلبه. لكن كوغل أوضح أن هناك معطيات أخرى تحتاج لفحوصات مخبرية كالكدمات في الفم واللثة واللسان والبلعوم التي لم يستبعد أن تكون قد نجمت عن محاولات إسعافه.