البيشمركة تحرر الإيزيديين من قبضة داعش في سنجار القوات الكردية تنجح في إنهاء حصار جبل سنجار بعد أن شنت أكبر هجوم عسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية بمساندة طائرات التحالف الدولي. العرب
[نُشر في 19/12/2014]
الأقلية الإيزيدية عانت كثيرا تحت إمرة داعش
فيشخابور (العراق) - اعلن مسؤول كردي ان قوات البشمركة تمكنت، يوم الخميس، مدعومة بضربات جوية مكثفة من التحالف الدولي، من فك حصار تنظيم "الدولة الاسلامية" لجبل سنجار في شمال العراق، حيث تتواجد مئات العائلات الايزيدية.
وبدأت قوات البيشمركة عمليتها الأربعاء الماضي، وسبقها تمهيد جوي كثيف منذ يوم الاثنين لطيران التحالف بقيادة واشنطن، وقال مستشار مجلس الأمن القومي الكردي مسرور بارزاني في تصريحات للصحافيين في مقر عمليات قرب الحدود العراقية السورية "وصلت قوات البيشمركة الى جبل سنجار، وتم رفع الحصار عن الجبل".
وافاد بيان لمجلس الامن القومي عن مشاركة "ثمانية آلاف عنصر من البيشمركة في العملية التي بدأت الساعة فجر الأربعاء بضربات جوية للتحالف الدولي، تبعها هجوم بري".
واكد المجلس ان العملية "تمثل اكبر هجوم عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والاكثر نجاحا"، مشيرا الى ان عناصر التنظيم المتطرف انسحبوا الى مناطق سيطرتهم، مثل تلعفر والموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في يونيو الماضي.
وكانت القوات الكردية اعلنت انها استعادت الاربعاء ثماني قرى في العمليات التي ادت الى مقتل 80 عنصرا من التنظيم. وشنت القوات هجومها من محوري زمار قرب سد الموصل، وربيعة عند الحدود السورية.
كما قتل سبعة عناصر من البيشمركة في تفجير انتحاري يوم الاربعاء في قرية قسريج، بحسب ما افاد عناصر من هذه القوات.
وكان التنظيم المتطرف شن في أغسطس الماضي هجوما على منطقة سنجار التي تشكل موطن الاقلية الايزيدية التي تقول الامم المتحدة انها تعرضت الى عملية "ابادة" شملت قتل المئات من ابنائها وسبي النساء والفتيات.
ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء الى الجبل، حيث بقيت عالقة هناك. وتمكن مقاتلون اكراد، غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل واجلاء الآلاف من المحتجزين. الا ان التنظيم عاود في الاسابيع الاخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البيشمركة ومتطوعون ايزيديون.
وقال قائد قوات البيشمركة في جبل سنجار محمد كوجار ان القوات الكردية وصلت الى الجبل وامنت طريقا تتيح للمحتجزين المغادرة، مضيفا: "غدا ستنزل غالبية الناس عن الجبل".
الا ان القيادي الايزيدي سعيد حسن سعيد قال في اتصال هاتفي انه "على قمة الجبل، ويمكنني رؤية كل المناطق من حيث اتواجد. لا تدور اشتباكات حاليا، ولا يمكنني رؤية اي انتشار لقوات البيشمركة"، مشيرا الى وجود 1200 عائلة ايزيدية على الجبل تعاني نقص الغذاء والتموين.
وكانت معاناة الايزيديين احدى الاسباب المعلنة لتشكيل واشنطن تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم بدءا من اغسطس الماضي.
وقال الجيش الاميركي يوم الاربعاء ان التحالف شن 61 غارة ضد التنظيم منذ الاثنين في العراق، غالبيتها لدعم العملية في شمال البلاد، ما يشكل زيادة مضطردة عن الاسابيع الماضية.
ويمكن لاعادة قوات البيشمركة السيطرة على كامل منطقة سنجار، التضييق على مدينة الموصل، حيث اتخذ التنظيم خلال الاسابيع الماضية سلسلة اجراءات شملت قطع شبكات الهاتف الخليوي وبناء تحصينات في محيطها تحسبا لاي هجوم محتمل، والحد من حرية سكانها في مغادرتها. وللمدينة اهمية رمزية كبيرة ضمن اراضي "الخلافة" التي اعلن التنظيم اقامتها على مناطق سيطرته في العراق وسوريا نهاية يونيو. وبث التنظيم مطلع يوليو، شريطا مصورا هو الاول لزعيمه ابوبكر البغدادي، يؤم الصلاة في مسجد بالموصل بعد ايام من تنصيبه "خليفة". كما يمكن لاستعادة سنجار التضييق على خطوط امداد التنظيم بين العراق لاسيما الموصل، ومناطق سيطرته في شمال سوريا وشرقها.