مسرحية الميلاد الغنائية بين القمر والنجم لجوقتي مار بطرس ومار ميخا للكلدان سان دييكو- كاليفورنيا
Dec. 20, 2014
مسرحية الميلاد الغنائية بين القمر والنجم
لجوقتي مار بطرس ومار ميخا للكلدان
سان دييكو- كاليفورنيا
"ذاك النجم الذي يسطع من سماء بابل، سوف يهدينا الى أن نصل"
"الى أورشليم... الى أورشليم... للقاء الملك الجديد!"
- اقتباس :
- حوار مع محادثة غنائية تربط بين واقع الشخصية ولاهوت الفكر لأفراد معينين جاء ذكرهم في الإنجيل المقدس باختصار مميز لم تكن الغاية منه للتقليل من دورهم كمبشرين مختارين فحسب وانما لتثبيت هويتهم ووجودهم اللذان هما جزءا مهما من رسالة الخلاص.
كتب كلمات هذه القصة بالكلدانية سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الاحترام مُلهماً بدور المجوس والرعاة، كل من موقعه، اولئك الذين فهموا ميلاد المخلص الآتي لهم، ملكا جديداً، فذهبوا وسجدوا له وآمنوا به. لقد اختارهم اللـه سبحانه وتعالى في تلك الليلة بالذات ليشاهدوا في سماء بابل ذاك النجم الساطع (من برج الأسد) ليدلهم ويقودهم الى حيث كان بيت الملك داود (من ذرية أبينا أبراهيم) الذي كان الأسد رمزاً وبيرقاً لمملكته التي تحطمت ليليها حكم الرومان الظالم على اليهودية، فرأى اللـه أن يرسل الى العالم أميراً يحكم الدنيا بلا عساكر وبلا معارك، وكثيرا من الشعوب ستقبله وتقبل تعاليمه لأنه سيعلم طرق السلام.
رأى الكاتب ان يصوّر في قصته ما كان يدور في فكر هؤلاء المجوس وهؤلاء الرعاة، فكلهم إناس لهم حياتهم اليومية وعملهم وعوائلهم، كل حسب مستوى عيشه، لهم أفراحهم ومصائبهم، ولكنهم فهموا تلك العلامات الواضحة لهم بوجود مدبر لهذا الكون والفضاء الذي كانوا معجبين بترتيبه، وأطاعوا لتلك الرسالة الموجهة لهم مع النجم للسير نحو الخلاص.
فالمجوس، علماء الفلك، من أرض الكلدانيين، يراقبون الفلك ويفكروا ان كل ما فيه من كواكب لها ترتيب ونظام تسير عليه، فيتحادثون فيما بينهم في القصة كيف ان منهم من يقرأ في حركة النجوم تعاقب زمان تلو الآخر، حلول الصيف والشتاء، حلول الليل والنهار، كل ذلك بنظام ثابت منذ ولادتنا وحتى موتنا. وهناك منهم من يقرأ في حركة النجوم متى سيأتي ملك جديد، ومتى ستكون المعارك، ومتى تقوم مملكة وتسقط أخرى، هذا لأنهم يراقبون العلامات التي هي خلف حركة النجوم.
أما دور الرعاة، فهم في القصة يمثلون مجتمعنا بمختلف طبقاته، منهم من يهتم بأمور الحياة ويعيش بلاياها، ومنهم من يبحث عن الراحة والمرح فقط، ومنهم من يعجبه ان يتفلسف ضد الآخرين، نراهم جميعاً في القصة يسهرون ويحلمون وينامون تحت ضوء القمر.
ان كل هذا النص الأدبي بكلماته الموزونة وتعابيره الواقعية تليق به موسيقى شاعرية منسقة بفن محترف ذو إحساس عميق وتفهّم واسع لفكرة الكاتب التي يريد ان يوصلها، وهنا تحققت هذه المواصفات باجتهاد وجدارة الموسيقار الكلداني المبدع لؤي يوسف الذي قام بتلحين هذه المحادثة الغنائية الرائعة، حيث نالت كفاءته إعجاب الكاتب الدكتور مار سرهد يوسب، علماً ان الفنان وعازف الكمان لؤي يوسف هو قائد جوقات التراتيل لكاتدرائية مار بطرس وكنيسة مار ميخا في سان دييكو، وان أعضاء الجوقتين قاموا بأدوار التمثيل والأداء والغناء لهذه المسرحية التي عرضت مساء يومي الخميس والجمعة 18 و 19 ديسمبر 2014 على مسرح مدرسة ستيل كانيون في منطقة رانجو في الكهون، كما ساعد في التمثيل مع عدد من طلاب التعليم المسيحي والأخويات من الكنيستين.
أما الاخراج والأزياء فقامت به بكل تفان ورحابة صدر الراهبة الشابة فيرونيكا روفائيل من دير فعلة الكرم الأبرشي وهي أيضاًعضوة في جوقة مار بطرس وبمساعدة متطوعين ومتطوعات يقومون بخدمة كنيستهم على الدوام.
نشكر جهود كل العاملين والمتطوعين في هذا العمل الفني الرفيع وكل اللذين ساعدوا في ترتيب امور العرض المسرحي من مسرح وإضاءة وصوت وتصوير وبالأخص الكادر الإعلامي بإدارة الأب نوئيل كوركيس المسؤول عن المركز الكلداني للإعلام في سان دييكو.
جاءت هذه المسرحية ونحن نستعد لإستقبال عيد الميلاد المجيد الذي سيمر علينا في هذه الأيام القريبة، ولكن لا ننسى كذلك اننا في هذه الأيام نمّر في وقت عصيب ومؤلم حيث لا يزال عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين مُشردين ومُجبرين على ترك قراهم ومساكنهم وأعمالهم وأموالهم- لاجئين في العراء ينتظرون رحمةً من طفل المغارة الذي جاء ليخلص العالم من العبودية والخطيئة ويكرز بالمحبة والسلام- ذاك السلام الذي نطلبه للعالم أجمع وبالأخص لكنيستنا الكلدانية المتعذبة في المشرق والمغرب التي ضربتها عصا التأديب الأبوي القاسي والخطير.
لنحضّر قلوبنا وأنفسنا وعوائلنا بكل أيمان ورجاء ومحبة، ونفهم المعنى الحقيقي لمجيئ الطفل يسوع المولود من مريم البتول مخلصاً لنا، كما تحضّر المجوس والرعاة لملاقاته ورأوا نجمه الساطع، وفهموا معناه، فذهبوا وسجدوا له!!! هللويا.
بقلم: وسن جربوع