قبل بداية بطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا ، كان من المتوقع أن يسجل المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي عددا وفيرا من الأهداف.
غير أنه مع اقتراب البطولة من كلمة النهاية ، لايزال زميله لاعب خط الوسط ويسلي شنايدر، يؤدي المهمة الخاصة بهز الشباك.
سجل فان بيرسي هدفا وحيد في البطولة الحالية، وكان في شباك المنتخب الكاميروني بالدور الأول للبطولة، علما بأنه شارك ضمن التشكيل الأساسي في المباريات الست التي خاضها في البطولة حتى الآن.
وفي المقابل ، سجل شنايدر خمسة أهداف ليقتسم صدارة قائمة هدافي المسابقة مع الأسباني ديفيد فيا.
وتعرض بيرسي، مهاجم أرسنال، لإصابة في الكاحل الموسم الماضي أبعدته عن الملاعب خمسة أشهر، ولكنه عاد للملاعب قبل أسابيع قليلة على انطلاق المونديال.
سجل فان بيرسي عشرة أهداف الموسم الماضي، كما صنع ثمانية أهداف لزملائه في أرسنال ولكنه لم يسجل سوى هدف وحيد لفريقه في المونديال الحالي الذي وصل فيه مع المنتخب الهولندي إلى المباراة النهائية.
اقتصر دور فان بيرسي في المونديال الحالي على إمداد زملائه بالكرة وصنع الفرص الهجومية أكثر من استغلال هذه الفرص لهز الشباك.
يزعج فان بيرسي مدافعي الفرق المنافسة بوجوده على حدود منطقة الجزاء، أو بالقرب منها، فيتسلم الكرة ثم يمررها بدوره إلى ديرك كاوت، أو آريين روبن أو شنايدر لينجح أي منهما في التسديد على المرمى بحثا عن هدف جديد.
ورغم عدم تسجيله أهدافا في المونديال الحالي ، يحظى فان بيرسي /26 عاما/ بمساندة مديره الفني بيرت فان مارفييك الذي يقول "روبن (فان بيرسي) موهوب بشدة. إنه من أفضل اللاعبين في العالم.. عانى من الإصابة لفترة طويلة والمرء يحتاج دوما إلى إيقاع معين."
وفي مباراة المنتخبين البرازيلي والهولندي بدور الثمانية للمونديال ، كان فان بيرسي مجرد شبح خاضع للرقابة اللصيقة التي فرضها عليه اللاعب البرازيلي داني ألفيش، ولكنه فتح الطريق أمام زميله شنايدر ليسجل هدفين قاد بهما الفريق إلى الفوز 2/1 على نظيره البرازيلي.
كما بذل فان بيرسي جهدا كبيرا في مباراة الدور قبل النهائي الثلاثاء الماضي أمام أوروجواي، ولكنه حظي برقابة لصيقة من لاعبي أورجواي. ورغم ذلك ، تمكن من الافلات من الرقابة مرتين، وصنع فرصتين لزميليه آريين روبن ورافاييل فان دير فارت.
ورغم عدم ظهور النجوم البارزين بمستواهم المعهود في مونديال 2010 وخاصة نجوم الدوري الإنجليزي لشعورهم بالإجهاد، بدا أن الوضع مختلف بالنسبة لفان بيرسي الذي صار أكثر انتعاشا بعد غيابه عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة.
وقال فان بيرسي "أشعر بالانتعاش.. أعلم أن بعض اللاعبين أصيبوا بالإجهاد بسبب السفر والإرهاق.. ما زال هناك الكثير لدى اللاعبين من الناحيتين البدنية والذهنية. قد يصاب المرء بالارهاق عندما تبدأ بطولة مثل كأس العالم بعد المشاركة في 60 أو 70 بالمائة من مباريات فريقه على مدار الموسم. ولكنني لم ألعب كل هذا الكم من المباريات ولذلك فإنني مستعد بدنيا وذهنيا".
أنجبت هولندا عددا من أفضل اللاعبين في العالم على مدار تاريخ اللعبة بداية من يوهان كرويف ويوهان نيسكينز، ومرورا برود خوليت ماركو فان باستن ووصولا إلى شنايدر وفان بيرسي وروبن.
ولكن لم ينجح أي من النجوم السابقين في قيادة الطاحونة الهولندية للفوز بلقب البطولة.
وأصبح فان بيرسي وزملاؤه الآن على وشك إحراز لقب البطولة التي انتظرتها هولندا لعقود طويلة.
وأوضح المدرب فان مارفييك أن هدف فريقه هو الفوز بلقب كأس العالم بعد هزيمة هولندا في نهائي البطولة عامي 1974 و1978 .
وقال فان مارفييك "عندما وقعت العقد مع الاتحاد الهولندي لكرة القدم ، كانت لدي مهمة وهي أن أتوج بلقب العالم. مرت 32 عاما منذ آخر مشاركة للمنتخب الهولندي في المباراة النهائية. هذا البلد الصغير يمكنه أن يفتخر بذلك (بالوصول للنهائي)".
ومن يدري، ربما يصبح فان بيرسي اللاعب الذي ينقذ فريقه في مباراة الغد ويقوده للفوز على المنتخب الأسباني.