قرن على الحرب العالمية الأولى / وليد الزبيدي
09 /01 /2015 م 08:44 مساء تحل الذكرى المئوية لاندلاع الحرب العالمية الأولى في العام 1914، وبدون شك قد جرت مراجعات كثيرة بعد انتهاء الحرب عام 1918، وتركز مراجعات المفكرين والخبراء وبعد ذلك لسياسيين على أمرين رئيسيين،هما: الأول: يحاول الإجابة على سؤال واحد، يقول، هل كانت أسباب اندلاع الحرب تستدعي كل هذه الخسائر التي تحملتها البشرية. وهل كان بالإمكان تحاشي هذه الحرب.
الثاني: هل يتعلم البشر من الحروب وحجم الدمار الذي تخلفه من قتلى وجرحى ومعاقين وخسائر مادية وتخريب لنفوس البشر، وما تتركه الحروب من عاهات ظاهرة ومخفية آنية ومستقبلية.
تركت الحرب العالمية الأولى خسائر تقدر ب 16 مليون قتيل و20 مليون مصاب، وتكبدت الدول المتحاربة خسائر هائلة في اقتصادياتها، وفي الوقت ذاته، وبعد صمت المدافع جلس الكثيرون في ندوات نقاشية وحوارات للبحث في نتائج الحرب، في ضوء ما تحملته البشرية، كما خصصت الجامعات العريقة وغيرها من المراكز الكثير من الدراسات والبحوث لدراسة مختلف جوانب وزوايا تلك الحرب.
البعض بحث في زوايات تطرح فرضية تحاشي وقوع الحرب والإفادة من الأموال الطائلة في ميدان التعليم والصحة، وما حجم الطفرة التي سيشهدها العالم في هذين القطاعين الحيويين.
دراسات أخرى، تناولت اعداد القتلى الذين لو عملوا في ميدان الصناعة والزراعة في دولهم، فما هو حجم التقدم الذي سيشهده القطاعان، خاصة أن البشرية تفاءلت خيرا بالقرن العشرين الذي جاء بعد انطلاقة واسعة للثورة الصناعية، ومدى امكانية توظيف الصناعة الجديدة في تطوير القطاع الزراعي وما ينتج عن كل ذلك من فوائد للبشرية.
دراسات كثيرة بحثت في العاهات التي تركتها الحرب عند المعاقين من جراء الحرب واليتامى والأرامل والمشردين، والذين فقدوا مصادر رزقهم وتهدمت منازلهم بسبب الحرب، ووجد الدارسون نتائج كارثية تتضمنها الحياة المثقلة بنتائج الحرب.
جميع جوانب الحياة في المجتمعات خضعت للدراسات المعمقة، وتوصل الكثير من الدارسين والباحثين إلى رؤية تقول، إن هذا الكم الهائل من كوارث الحرب ستمنع أجيالا من الذين عاشوا هذه المأساة الحقيقية من الدفع لحرب أو تأييدها بأي شكل من الأشكال، وقال البعض إن أجيالا أخرى من تلك التي ستشاهد صور الحرب وما تركته من آثار حزينة ومن دمار وقتل، سيمتنعون عن خوض الحرب، خاصة أن تلك الحرب قد حظيت بالتصوير الفديوي وحصل توثيقه من قبل الكثير من الجيوش والمؤسسات.
ما اعتقد الكثيرون أنه سيمنع وقوع حرب قريبة، لم يكن دقيقا، ولم تنفع القصص والمشاهد الكارثية في منع الحرب العالمية الثانية بعد عشرين عاما من انتهاء الحرب الأولى.
فهل يبحث المفكرون في سرّ اندلاع حروب القتل والدماء والدمار؟ ولماذا لا تتوقف البشر عند الدروس المستقاة منها؟