العرب الاميون ، هم العرب البادئة ( نسبة الى أم ) .
العرب العدنانيون هم العرب الاميون الذين يسكنون في منطقة ( العدنة ) والقحطانيون هم العرب الاميون الذين يسكنون في منطقة ( القحط ) وبالتالي فان قحطان ليس جد العرب بل ان هذه مقولة صادرة عن اليهود في عهد ( رحبعام ) فانهم نسبوا الى يعرباً ( الذي هو يربعام ) عدة اكذوبات سياسية واجتماعية ودينية ، شانهم دائما ، فقالوا ان يربعام ( يعرباً ) الذي سكن في ارض المشرق لا يحق له الملك لانه من ابناء قحطان اي انه ليس من ابناء ( عدنان - ادوني السيد ) فهو اذا عبد مملوك لا يحق له السيادة . وهذا لا يبعد كثيرا عن التفريق الذي اخترعه اليهود للتفريق بين الكنعاني ( كناني من كنانة او مصر والسودان وارتريا والحبشة ) وبين ( ادوني - العدناني السيد ) من هنا فان القحطاني ايضا هو ابن الجارية بالنسبة لهم تم اختراعه في عهد يربعام ( يعربا).
فالعداء الذي ناصبوه لكل الشعوب الكنعانية ( القنعانية ) و القحطانية في بداية عهدهم هو نفسه العداء الذي ناصبوه لقسم من اخوتهم بعد ذلك ، بالاختيار المطلق لفرع من الفروع لتكون له السيادة دون سواه ، ونسبوه الى اله لم يكن سوى اداة سياسية لتنفيذ سياستهم في ذلك الزمن . فكان تعيين الحاكم من المحكوم يتم من قبل احبارهم الذين بالتالي ينسبون الى الههم انه اختار هذا السبط من بين الابناء.
لذلك نرى ان حضرموت و عمان ويعرب وعاد وجرهم وسبا وحمير وكهلان ، وهي القبائل التي ذكرتها التوراة باسم الشعوب العمونيين ( واصلها الشعوب العمانية ) اما الشعوب الكنعانية ( كنانيين من كنانة ) فهم اولئك المتحدرون من مصر والسودان وارتريا أو من القانعين في ارضهم لا يرتحلون عنها . ولا بد لنا من ان نذكر أن القنزيون الذين ورد ذكرهم في التوراة هم ( قنص - وهي قبيلة متفرعة من معد ).
لذلك نقول ان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال ( ليست العربية منكم باب أو ام انما هي اللسان ) كان يرد على اولئك الذين ينسبون العربية الى اسماعيل او الى يعرب بينما هي اللسان الذي نطق به ابراهيم و اسماعيل و كل سكان البوادي من قبائل ( عربية - أرامية ) منتشرة في الجزيرة العربية وسوريا ومصر والسودان وصولا الى عمق افريقيا وغربها ، كما انها منتشرة في ايران و وسط اسيا( قبائل البختياري والارمن التي اصلها أرباً بالتنوين والابدال ) وصولا الى كل القارات بالتالي عبر الاطلسي منذ اقدم العصور. ان كل هذه القبائل و الشعوب كانت تجمعها اللغة و اللسان والتاريخ المشترك لادم ونوح وابراهيم .
ان هذه القبائل الامية كانت كما اسلفنا ترحل من قلب الجزيرة العربية ( من أم القرى و من سرة الارض ومركزها - وادي مكة ) وتنتشر شعوبا منها العدنانية التي تسعى وراء المرعى ومنها القحطانية التي تهرب من شدة الجفاف ،من الجنوب من شواطيء( اليمن - وحضر موت وعمان ) الى شاطيء البحر المتوسط ومن حورا ( قرية في اليمن ) الى حوران ( قرية في سوريا) .
لقد اطلق على ( اور كلدان) لقب كلدان ( و اصلها عروق الكدن ) تفريقا لها عن ( حور الكنعانية- الكنانية التي تقع في بحر الجليل ( من جل مرتفع ) قرب قانا ( قرية في اليمن ).
أما اور كلدان التي انطلق منها ابراهيم و اهله فهي في و سط الجزيرة العربية الى جهة الجنوب و الشرق و تسمى الى يومنا هذا ( العروق ) او ( العروق المعترضة ) أو بتسميتها القديمة ( عروق الكدن ) ، لاحظ كيف تحور اسمها الى ( اور كالدان ).
أما بما يختص بقبيلة قريش فان المؤرخين يجهلون نسب قريش واصولها وتاريخها بالتحديد ، لكنهم يقولون ان قصيا جمع شملها وشتاتها ووطنها في مكة حيث تولت امور الكعبة ( وهنا ندرك ان السبب الذي جعل قصيا ياتى بقريش الى مكة هو كعبة الله المشرفة ) في القرن الرابع الميلادي حسب المؤرخين ، واصبح مركز قريش مرموقا على الصعيدين الديني والسياسي والتجاري ، و لقب قبيلة قريش يعني أهل القرية بلهجة الشنشنة المعروفة في لهجات العرب .
ينتسب الى هذه القبيلة بني هاشم او الهاشميون ابناء هاشم الجد الاعلى للنبي ( عليه الصلاة والسلام ) -ويمكن ان نطلق عليهم اسم (بني هـ-شم ) او ( اشم ) وهم الذين جبروا قريشا فاصبح لقبهم الجبوريين .
( اهم فروع قبيلة قريش ، هاشم - امية - نوفل - وزهرة ومخزوم واسد وجمح وسهم وتميم وعدي )- (9)
عندما نقوم بمقارنة التوراة و التاريخ العربي القديم ناخذ الفقرة التوراتية من سفر التكوين التي تتحدث عن ( انوشي هشم ) او ( اهالي هشم )
تقول التوراة باللفظ العبري الاتي :
ا- ويهي كي-هحل هادم لروب عل-فني هادمه ، وبنوت يلدو لهم
- ب- ويراو بني-هالوهيم ات-بنوت هادم كي طوبوت هنه ويقحو لهم نشيم ، مكول اشر بحرو
ج – ويامر يهوه ، لوا يدون روحي بادم لعولم ، بشجم هوا بشر، ويهيو يميو ماه وعشريم شنه.
د- هنفليم هيو بارص ، بيميم ههم ، وجم احرو-كن اشر يبواو بني هالوهيم ال-بنوت هادم ، ويلدوا لهم : همه هجبوريم اشر معولم ، انشي هشم وترجمتها العربية هي الاتية :
ا- وها هو الذي حصل أدم يربو على افناء (وجه) الاديمة ، و يولد لهم بنات
ب- ويري بني ( هؤلاء ) ان بنات ادم طيبات هناك وياخذوا لهم نساء من كل الذي يختاروا
ج- ويامر (يقول اياه ) لن تدوم الروح بادم الى الابد ، بكونه بشر ( من لحم ) وها هي ايامه مئة و عشرين سنة .
د – (بني نوفل ) كانوا بالارض بتلك الايام وايضا اخرين من الذين وجدوا ، وبني هؤلاء و بنات ادم ولد لهم (ابناء) ، الذين هم (الجبارين) الذين سيبقوا الى الابد بني هاشم . أما ترجمتها التوراتية المعتمدة فهي كالتالي :
( وحدث لما ابتدا الناس يكثرون في الارض وولد لهم بنات ان بني (هـ ء ل هـ ـي م) ابناء الالهة- و تصحيحها هؤلاء ( والمقصود اولاد نوفل - يترجمها التوراتيون ابناء الالهة ) راوا بنات ادم انهن حسناوات فاتخذوا لانفسهم نساء من كل ما اختاروا ،وقال ( لء دون روحي بءدم ل علم ) او ( لا يدوم روحي بعدن ل علن ) ( بشجم هو ) وايامه مئة وعشرون سنة . وكان ( هـ نفليم ) في تلك الايام . وبعد ذلك دخل ابناء ( هـ ءلهيم - يترجمها التوراتيون ابناء الالهة بينما هي تعني ابناء هؤلاء ) هؤلاء على بنات ادم وولدن لهم اولادا هم ( هـ جبوريم ) الذين منذ ذلك الوقت ( انوشي هشم ) ....)- لقد تم ترجمة كلمة (هـءلهيم) على اساس انها تعني الالهة ، ونحن نفسرها بكلمة ( هؤلاء - بالجمع العبري و المقصود ابناء نوفل )
لا بد من لفت النظر الى تقارب هذه الاسماء التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس( بشكل متشابه للاسماء التاريخية عند العرب ) في الفقرة في سفر التكوين مما تجعل اصول قبيلة قريش وبني هاشم تعود ادم و الى نوح عليه السلام ، و هذا ويؤكد انها من العرب البائدة كما يقول المؤرخون ( البادئة) ويتحقق لنا كونهم اميين ( من مصدر ام فهم من الاحفاد الذين يعودون الى نوح مباشرة ) ويذكرنا هذا ايضا بالمراة الاممية ( الامية - بتشديد الميم ) التي تحدث معها المسيح عليه السلام في محاورة تلفت نظر الناس الى وجود خلاف على مكان بيت لله الحرام الذي يحج اليه الناس ، فيتحقق لنا وجود البيت ( الهيكل ) الذي يعتقده بني اسرائيل و البيت الذي تعتقد فيه هذه المراة الاممية ( الامية ) .
ان التسميات التي اطلقها الكتاب المقدس والانجيل والقران على الاماكن والاشخاص انما هي سجل تاريخي جغرافي للامكنة التي تواجد فيها الانبياء ، فالتشابه موجود ولكن علينا ان نكون حذرين فلا يتم الخلط بينها بدون اساس ، فاننا من خلال اللغة العربية بمنظورها التاريخي نستطيع وضع الاحتمال الاخر الذي يحدد معنى الاسم اذا وجد المكان والمبرر ( مثلا نستطيع ان نقول ان لقب مريم ابنة عمران - هو نسب بانها من مدينة عمران في اليمن ، التي قد تكون منسوبة الى والد مريم ايضا (عمران) او الى فرع من فروع البشرية ، ويوسف النجار يمكننا نسبه الى نجران ، كما ان يسوع الناصري ( نازري - نازاريت ) الىقبيلة نزار ، وبالتالي ينسب هؤلاء كلهم الى اليمن ، ان موسى ينسب ايضا الى عمران ويظن العلماء ان ( عمران ) هو اسم ابوه وقد يكون من هذه القرية نفسها التي ظهر بها المسيح ايضا ، واذا قلنا ان عمران هي القرية التي تقع في جبال اليمن والتي هاجر ابو موسى منها الى ( عبر البحر الاحمر ) وهناك اصبح من امة ( عبرانية - اي عبرت البحر لتصل الى مصر ) ، فتعرضت لضغوط فرعون الذي كان يمنع العبرانيات من انجاب الاولاد الذكور خوفا من تكاثر بني اسرائيل - المرتحلون الى مصر .) فان عودة موسى الى المكان عينه الذي انطلق منه ابوه و ذلك قبل عبور بني اسرائيل الى ارتريا و مصر مرة جديدة تصبح مفهومة بشكل دقيق و ذلك يجعلنا ندرك سبب عودته .