حزب الله يضع لبنان في دائرة الخطر رد حزب الله على إسرائيل بناء على طلب إيراني واضح من الممكن أن يدخل لبنان، الذي يعاني من فراغ في سدة الرئاسة أنتج أزمة سياسية، في حرب جديدة. العرب
[نُشر في 29/01/2015، العدد: 9812، ص(1)]
عربات إسرائيلية محترقة بنيران صواريخ حزب الله تنبئ باشتعال حريق قد لا يكون الحزب على استعداد لمواجهته.
بيروت – دخل لبنان أمس مرحلة الخطر الذي بات يهدّد تركيبة البلد وكيانه من أساسهما، بعد شنّ “حزب الله” عملية عسكرية استهدفت قافلة إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، وأدّت العملية إلى مقتل جنديين إسرائيليين.
وجاءت العملية ردّا على استهداف إسرائيل في الجولان السوري المحتل قبل أسبوع مجموعة من عناصر الحزب وقيادييه وضابط إيراني كبير في الحرس الثوري.
وقتل جنديان إسرائيليان وأصيب سبعة آخرون في هجوم شنه حزب الله أمس على قافلة عسكرية إسرائيلية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بحسب بيان صادر عن جيش الإحتلال الصهيوني.
وكان حزب الله تبنى في بيان الهجوم على القافلة العسكرية الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا بالقرب من الحدود مع لبنان.
ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى الرد بقوة، وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر “أعتقد أن علينا تغيير المقاربة التي تتبعها إسرائيل حتى اليوم، والرد على إطلاق الصواريخ (…) بطريقة قاسية للغاية وغير متناسبة”.
واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن ما قام به “حزب الله” انطلاقا من لبنان بمثابة ردّ على عملية إسرائيلية كان مسرحها الأراضي السورية. وقالت إن ذلك سيحرج الحكومة اللبنانية إلى حد كبير نظرا إلى أنه يكشف عجزها عن ممارسة سيادتها على أراضيها رغم دعم المجتمع الدولي لها.
وأضافت هذه المصادر أن الدعم الدولي للبنان يتمثّل في القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي عزز القوة الدولية في جنوب لبنان في صيف عام 2006 رافعا عددها إلى نحو 15 ألف عنصر.
وعكس مدى خطورة الوضع في لبنان ردّ فعل رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام الذي سارع إلى تأكيد التمسّك بالقرار 1701 الذي جعل لبنان ينعم بهدوء استمر تسع سنوات.
ورأت المصادر السياسية اللبنانية أنّ “حزب الله”، الذي أراد الانتقام من اغتيال إسرائيل قياديين له كانوا رفقة ضابط إيراني في الجولان، عبر الحدود اللبنانية، أدخل البلد في مرحلة جديدة تحوّل أرض لبنان إلى ساحة صراع بين إيران وإسرائيل.
وأضافت المصادر نفسها أنّ ذلك معناه أن لبنان صار امتدادا لما يدور في سوريا حيث يسعى النظام القائم إلى تصدير أزمته إلى خارج أراضيه بكلّ الوسائل المتاحة مشيرة إلى تساؤلات عدة باتت مطروحة الآن.
وفي مقدّمة هذه التساؤلات ماذا كان يفعل القياديون في “حزب الله” في الجولان مع ضابط إيراني رفيع المستوى؟ ولماذا قرّرت إسرائيل اغتيال هذه المجموعة في هذا التوقيت بالذات، في الأسبوع الماضي؟
وأبدت الأوساط اللبنانية مخاوفها من تصعيد كبير تلجأ إليه إسرائيل وذلك قبل أسابيع قليلة من الانتخابات العامة فيها وذلك في مرحلة تفتح الأبواب أمام كلّ أنواع المزايدات.
ولاحظت أن العملية التي قام بها “حزب الله” بناء على طلب إيراني واضح تأتي في وقت يعاني فيه البلد من فراغ في رئاسة الجمهورية مستمر منذ مايو الماضي.
ورجحت أنّ يزداد الوضع الأمني والسياسي سوءا في لبنان في ظلّ حال الاحتقان السنّي ـ الشيعي والضياع المسيحي. وأبدت هذه الأوساط تخوّفا من أن يؤدي الاحتقان إلى تهديد وضع الحكومة التي تعاني أصلا من التجاذبات الداخلية التي تسبّب فيها تورط حزب الله في الحرب الدائرة داخل سوريا والحال السائدة في مناطق حدودية مع سوريا تدور فيها اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلّحين من المعارضة السورية ينتمون إلى مجموعات متطرّفة. وخلصت إلى أن لبنان الذي يعاني حاليا حالا من الضعف في تركيبته الداخلية لم تكن تنقصه العملية الأخيرة لـ”حزب الله” التي تعني أنّ الحزب، الذي هو فصيل إيراني، زجّ البلد في آتون صراع هو في غنى عنه.