عن أي ( تحرير ) و ( مقاومة ) يتحدث هؤلاء العملاء والمرتزقة الطائفيون شبكة ذي قـار د. عبد الكاظم العبودي
ما يجري في محافظات ديالى ومحافظة نينوى والأنبار وبابل وكركوك وغيرها من مدن العراق في هذه الساعات العصيبة يثير العجب والإستنكار الوطني والدولي هذه الأيام.
يجري الخلط الفاضح في استهلاك المصطلحات والمسميات بشكل مقصود عن الأمور التي يعتز بها شعبنا عندما يتحدث قادة العصابات والمليشيات الطائفية الإجرامية بوقاحة عن قضايا ترتبط بـ " التحرير" و"المقاومة".
لنُذَّكر هنا ، ولو بعجالة، بعضاً من فضائحهم ومخازيهم ، فهم منذ لحظة التخطيط وغزو واحتلال العراق التي تضمنتها خطة "المحافظين الجدد" المُسماة " تحرير العراق"، والعملاء المحليون في العراق يجترون ببلاهة لا تخفى على أحد كلمة " التحرير" للعراق، وبعدها ظلوا يعيدون كلمة " السقوط" افتخاراً، وعزة بكل الإثم المخزي لهم " بالإشادة إلى احتلال الأمريكيون لبغداد عاصمة العراق التاريخية، وهم يتنافحون حتى الساعة، و بلا غيرة أو شرف حين يطلقون التصريحات عن مهمة إسقاط النظام الوطني والدولة العراقية، وهم العارفون قبل غيرهم، انه لولا الأمريكيون وتحالفهم الدولي الظالم، لما وطأت أقدام هؤلاء العملاء شبرا واحدا من ارض العراق الطاهرة في عهد دولته الوطنية القائمة آنذاك.
وهم الذين اعتبروا تاريخ التاسع من نيسان/ أفريل " 2003 يوما لـ " التحرير" ولا زالوا يكررون خزيهم من خلال احتفالات العار بتلك الذكرى السوداء، من دون خجل وبلا رقيب منذ اثني عشر عاما، وهم الذين نهبوا العراق، ويحكمون في آن واحد ، كحكومة وكيانات سياسية لا تحمل دولتهم أي معيار لاستقلال وطني؛ بل ظلوا وكلاء أراذل منفذون لما يريده المحتل الأمريكي والنظام الإيراني الطامع.
لا احد يفهم منهم عن أي "تحرير " يتحدثون ؟؟ سواءاً بالأمس واليوم ، وما هي مقاصدهم من هذا التشويه الإعلامي للحقائق المتواجدة على الأرض العراقية المحتلة الآن أمريكياً وإيرانيا؟.
والأدهى من ذلك فإن قادة العصابات الإجرامية والمليشيات في العراق، التي خدمت مخططات تنفيذ الغزو وخدمة قوات الاحتلال الأمريكي ينسبون لأنفسهم وبوقاحة فجَّة الانتساب إلى شرف " المقاومة" التي أبداها شعبنا ببسالة منقطعة النظير ضد هم وضد أسيادهم، وهل سينساهم شعبنا وهم الذين قاتلوا أحرار المقاومة الوطنية ومناضليها بغدر وخسة وتآمر مخزي، وهم الذين اشغلوا شعب العراق كله بإشعال حربهم الطائفية القذرة منذ سنوات طويلة، إشغالا منهم لمكونات الشعب العراقي وامتحانه بكوارث طائفية وسياسية جديدة كي يسهل للمحتلين الأمريكيين فرصة البقاء أو الانسحاب من العراق بأقل الخسائر الممكنة، ولكي يسمحون لقوى الاحتلال الإيراني المتربصة بالعراق شروراً، والتسرب إلى كل مفاصل الحكم والدولة العراقية الجديدة التي ركَّبَها خبراء الاحتلال الأمريكي وأعوانهم عبر دستور مشبوه اعتمد التقسيم الطائفي لتفكيك شعب وارض العراق.
يقيناً، لا شرف للعمل الوطني العراقي المقاوم ضد الاحتلال سينسب إلى أمثال هؤلاء ، وهم الذين طعنوا الجيش العراقي في خاصرته عند انسحابه من الكويت، وكرروا غدرهم في صفحات الغدر والخيانة الوطنية في أكثر من موقع وحادث منذ ربيع 1991 والى اليوم، وكانوا المبادرين في تنفيذ أعمال الإرهاب واستهداف المدنيين والقتل على الهوية الطائفية والتعاون مع الخارج ضد العراق وشعبه.
ويتجلى سجل خزيهم في صورته المتكاملة حينما توضح للعيان للعالم بعد افتضاح أدوارهم الإجرامية في إشعال الحرب الطائفية القذرة الجارية فصولها في العراق اليوم، تنفذها علناً عصابات فيلق بدر والعصائب وفلول جيش المهدي وحزب الله في العراق والصحوات القديمة والجديدة وغيرها من المسميات الطائفية التي تحتشد في ما يسمى " الحشد الشعبي" و " الحرس الوطني" .
لنتذكر أيضا أن تلك العصابات الإجرامية العابثة بمصير شعب العراق هي التي ساومت قوات الاحتلال الأمريكي بصفقاتها المشبوهة عند أيام شروع انسحاب قوات الغزو الأمريكي من العراق، وهي مهزومة بفضل ضربات المقاومة العراقية الباسلة، حينها استعدت تلك المليشيات وقادتها للمقايضة على تسليم السلطة لها في حكومات المضبعة الخضراء مقابل تسهيل انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي بسلام، ليتسنى لأمثال إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وأمثالهم من بعض قادة الكُرد تقاسم السلطة الجديدة وامتيازاتها والتأسيس لحكم الطوائف والإثنيات على حساب كيان العراق الوطني الموحد.
هل من عراقي غيور على تحرير وطنه سينسى أدوارهم القذرة عندما تهالكت قطعان ما يسمى جيش المهدي وذهبت زاحفة متهافتة وبمذلة لا مثيل لها متوجهة إلى مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش الانكشاري الجديد وحتى إلى ثكنات الجيش الأمريكي وقواعده لبيع كل ما نهبته من الأسلحة والمعدات العسكرية من معسكرات الجيش العراقي الوطني السابق لتبيعه هذه المليشيات العميلة بأبخس الأثمان إلى العدو الأمريكي المحتل، نعم لقد بيعت الأسلحة العراقية وبالقطعة المُسَّعَرة بالدولار لقوات الاحتلال الأمريكي، حتى وصل الأمر بأمراء الحرب الطائفية في العراق أن تاجروا بالسلاح وجمعه من السوق المحلية قصد جمع السلاح وشراءه نيابة وبالوكالة عن سلطات الاحتلال الأمريكي، بأن قامت بشراء ما تمت سرقته ونهبه من جهة وبيعه للمحتلين الأمريكيين ولوكلائهم المحليين لمحاصرة كفاح المقاومة الوطنية العراقية الباسلة ولحرمان الشعب العراقي من حق المقاومة المشروع للاحتلال بالكفاح المسلح.
مقابل ذلك التسليم الإجرامي لسلاح الشعب العراقي للأمريكيين ولحكومة نوري المالكي غنم عملاء الاحتلال القدامى والجدد فرص الاندماج والتعيين وبرتب زائفة في جيش الحكومة المالكية العميلة وقوات شرطتها الاتحادية والمحلية والفرقة القذرة "سوات" وسائر تشكيلات القوات المسلحة التي أشرف على تنظيمها وتدريبها المحتلون الأمريكيون، وبرعاية وتعاون وتدخل وتنسيق إيراني مباشر؛ مما مكَّنَ " أمراء الحرب الطائفية الجدد" في العراق من فرصة التسلل إلى المؤسسات العسكرية الجديدة والى كيانات العملية السياسية والإشراف على نشاط عصابات الجريمة المنظمة والانغماس في صفقات النهب والمقاولات والتهريب للنفط والسيطرة على المال والبنوك والإعلام وحتى القضاء،وإدارة عمليات الإرهاب الأسود ضد شعبنا، وهكذا ظلوا يحرزون بذات الوقت فرصة المحافظة على خطوط ارتباطاتهم المليشياوية المتواجدة في كل مكان من العراق في شكل تنظيمات عسكرية وشبه سياسية، سرية منها وأخرى علنية، ولكنها ظلت في الحقيقة لا تتعدى كونها امتدادات لتشكيلات لمليشيات وعصابات تشكلت في إيران والخارج دخلت العراق برفقة القوات الأمريكية المحتلة .
لقد مكنتها قوات الاحتلال الأمريكي من ممارسة احتراف الجريمة المنظمة واحتكار سلطة مؤسسات الدولة والتجارة والابتزاز السياسي عند الضرورة، واليها أوكلت تنفيذ الأدوار القذرة من خلال المجازر والإرهاب المطلوب منها أمريكيا وإيرانيا.
والغريب المثير للسخرية أن حملت تلك المجموعات المنحدرة عن تلك العصابات مسميات مدنية، وأضحت أحزابا وكيانات سياسية تتمسك بالسلطة ولا تتداولها إلا من خلال أعمال الترهيب والابتزاز السياسي فظهرت منها كتل ومسميات وتحالفات، مثل " كتلة المواطن" لآل الحكيم، وخلفها كانت تقف " مليشيا فيلق بدر" قبل التحاقها مع المجرم هادي العامري في التحالف مع نوري المالكي، و " كتلة الأحرار" وخلفها كانت " مليشيا جيش المهدي" التي عرفت بكل ألاعيبها وتكتيكاتها الطائفية والإجرامية التي لم تعد تنطلي على أحد ، و " كتلة دولة القانون" و " حزب الدعوة " وخلفها أعيد ترتيب وتسليح ما يسمى " عصائب أهل الحق" و " حزب الله في العراق" ومعها تكاملت أفعال عصابات أخرى باسم " الصحوات "، وأخيرها ما سمي بـ " الحشد الشعبي"، وهي في الحقيقة كلها مسميات لعصابات إجرامية تبقى متماثلة ومتصالحة مع نفسها والتنسيق بين قادتها ومع إيران التي تُسَّيرها، وتسمح لها بالتعاون مع بقية المحتلين.
كما أنها لا تختلف في توجهاتها وأدوارها وأفعالها القذرة،من حيث السلوك والمضمون والتركيب والتوجهات وعقائدها الإرهابية، لهذا يحميها النظام السياسي القائم في العراق، الذي أنشأه وحماه الاحتلال الأمريكي، وتسلل في كل تفاصيله حليفه النظام الإيراني، وهم يتقاسمون معاً تنفيذ المهام والأوامر المطلوبة منهم ضد الشعب العراقي ومحاربة قواه الوطنية المقاومة، ولتشويه صورة المقاومة الوطنية العراقية عملت تلك المليشيات من داخل وخارج أجهزة السلطة العراقية على تنفيذ المجازر الطائفية والاغتيالات وجرائم السرقة والاغتصاب والخطف وشن الحرب بكل أشكالها على فصائل العمل الوطني السياسي المعارض للاحتلال ولفصائل المقاومة الوطنية العراقية التي لازالت تحمل سلاحها من اجل استكمال استعادة سيادة العراق وحرية شعب العراق.
بالأمس القريب تذكرت فجأة مليشيات العصائب وفيلق بدر وقبلها شظايا الفلول المنشقة عن جيش المهدي لتنسب لنفسها مسمى قديم جديد عنوانه " المقاومة الإسلامية" في العراق ؟ وتربط تلك " المقاومة " بهذا الكم الغوغائي المحتشد في مليشيات طائفية إجرامية عنوانها اليوم " الحشد الشعبي"، حيث يحاول الطائفيون تعميم مثل هذا المسمى المشبوه على كل العراق، بغرض التضليل الإعلامي وهم يتحدثون وينسبون لأنفسهم زوراً وبهتانا شرف أفعال " المقاومة" للاحتلال الأمريكي سابقا و " للإرهاب" حاليا. وهم بذلك يكذبون على أنفسهم والعالم معاً.
لا نخال أن عراقيا وطنيا واحدا لا يعرف كم هو حجم مثل هذا الكذب والافتراء على الحقائق، وبمثل هذه الأقوال المستهلكة إعلاميا، وتكرارها على مدار الساعة على فضائيات الإفك والتزوير والإرهاب المنظم، والذي يُقصد من وراءه الإساءة إلى عنوان مُشَّرف لشعب العراق وهو المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وجهاد فصائلها المناضلة الساعية من أجل تحرير العراق والقضاء على أمثال تلك المليشيات الطائفية ومنظمات الإرهاب بكل أشكالها ومسمياتها وعناوينها، ولا زال هدف المقاومة الوطنية العراقية التي أذلت قوات الاحتلال الأمريكي وأذاقتهم العلقم المر قائما لاستكمال مهمات التحرير بعد أن نجحت قوى المقاومة مرحلياً على هزيمة الاحتلال وإجباره وعلى إعلان الانسحاب الأمريكي رسميا من العراق؛ لكن المحتلين الأمريكيين نجحوا في فرض معاهدة العار للانسحاب من العراق من خلال حفنة من العملاء والمرتزقة بقبول توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية مشبوهة ومهينة لشعب العراق وتاريخه وحضارته، حينما صادقت حكومة نوري المالكي العميلة عليها وسمحت فيها للأمريكيين العودة إلى أرض العراق كغزاة ومحتلين، ولهم الحصانة وعدم المتابعة للمجرمين والقتلة والغزاة لجرائمهم، والترحاب بهم متى شاء سادة وحكام البيت الأبيض العودة ليكون العراق موقع احتلال في كل وقت تنتشر عليه قواعدهم العسكرية وللبنتاغون حرية تنفيذ مخططاته في المنطقة.
المتقولون اليوم بمصطلح " المقاومة الإسلامية" في العراق عادوا موحدين ومتكافلين في تنفيذ كل الممارسات الإجرامية التي تنفذها مليشيات " الحشد الشعبي" وما تبقى من فلول جيش نوري المالكي شبه المنحل، ومعهم "مليشيات الحشد الشعبي" وممثليهم في برلمان المضبعة الخضراء وهي ذات القوى الطائفية التي تسعى للدمج مرة ثانية من خلال تشكيلات ما يسمى " الحرس الوطني" الجديد لاحقاً بعد أن انهارت وتفككت كليا جميع المؤسسات والتشكيلات العسكرية التابعة لوزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني مرة واحدة رغم كل الجهد والأموال الطائلة التي صرفت عليها، ورغم إعدادها وتدريبها وتسليحها على يد الأمريكيين وحلفائهم، ولكنها سقطت في أول اختبار لها، بعد فشلها في تصفية العمل الوطني المقاوم واستمرار انتفاضة المحافظات العراقية، لتأتيها الضربة القاضية خلال ساعات بعد أحداث الموصل تاركة كل معسكراتها وأسلحتها ومعداتها في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وفي مقاطعات واسعة من بعقوبة وكركوك وحتى مناطق من إقليم الحكم الذاتي الكردستاني في شمال العراق.
إن الحديث عن " المقاومة" على لسان قادة المليشيات وحكومة حيدر العبادي يبدو فجاً وسخيفاً، بكل المعايير والمنطق، وهو حديث يُقصد به إعلامياً موجه للاستهلاك المحلي وبالمتاجرة بعنوان " المقاومة" ضد " الإرهاب" وغيرها من المسميات التي يتمنطق بها قادة " الحشد الشعبي" وأمراء حرب الفصائل الطائفية، وهؤلاء جميعاً من الذين يسمون ويصفون أنفسهم على الإعلام المرتزق بأنهم " مقاومين" ، لا يستحون فعلا ، ولا يخجلون من أنفسهم، طالما أنهم مسحوا عن جباههم أية نقطة من الحياء ووضعوا على سيماهم أثارا مفتعلة من دجل السياسة والورع والتقوى باسم الإسلام السياسي الحاكم في العراق.
وهم يمارسون أفعالهم الإجرامية المخلة بكل المعاني الوطنية وحتى الإنسانية والشرف يريدون أن يسيئون إلى معنى المقاومة أيضا بمضمونه الثوري الذي يعرفه شعبنا وهو يقاوم الاحتلال وتبعاته السياسية وإرهابه ومليشياته.
ما هي تلك " المقاومة" التي يتحدثون عنها وهي التي تتم تحت راية وحماية طائرات وقصف وجرائم الجيش الأمريكي وحلفائه، وتتم بتدخلات فيلق القدس الإيراني ومساهمة القوات الإيرانية المتدخلة مباشرة في احتلال أراضي عراقية في محافظة ديالى ومناطق من المقدادية والصدور والحويجة وطوز خرماتو وتتطلع تدريجيا نحو السيطرة على سامراء وتكريت وجبل حمرين والعظيم ومناطق أحزمة العاصمة العراقية بغداد.
لقد وصلت الوقاحة الإيرانية حداً أن اعتبرت حدود إيران الأمنية الآن تمتد إلى 40 كم غرب حدودها الدولية الرسمية؛ وهي لا تنكر أنه بفضل تدخل قواتها العسكرية قد منعت سقوط العاصمة بغداد بيد القوى الثائرة والمناوئة لحكم سلطة المنطقة الخضراء الطائفية بزعامة المالكي وبعده العبادي؛ بل اعترفت مصادرها الإعلامية صراحة بان وصلت طلائعها العسكرية ومليشياتها الطائفية تخوم مناطق من غرب الأنبار وأطراف الموصل ودخلت مناطق جرف الصخر وشمال بابل، وهي تتطلع نحو السيطرة التامة على كل الحدود الإدارية ما بين محافظتي كربلاء وبابل مع الأنبار وصولا الى الحدود السورية والأردنية والسعودية .
إن المفارقة الصفيقة أنهم يتحدثون ثانية عن " التحرير" عندما يستولون على الأراضي وممتلكات السكان في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وشمال بابل وكربلاء، وفي أي منطقة تَطالها سلطة مليشياتهم الطائفية التي تنفذ مخططات موضوعة سلفا يكون هدفها التطهير الطائفي والمذهبي وحتى القومي والإثني، أين يتم سلب أملاك وأراضي السكان من الطوائف الأخرى ومنع النازحين من العودة الى ديارهم، وتنتهك المليشيات وتنهب علناً بيوت النازحين ويتم حرق وتدمير ونسف كل ما يقع تحت أياديهم في تلك المناطق المعلنة دون خجل انها باتت من " المناطق المحررة" ؟... يا لمفارقة مثل هذا التحرير يا أيها الأوغاد ؟ .
المجرمون المليشياويون يخلقون الفتن الطائفية والإثنية عندما يستعدون الطوائف والاقليات على بعضها البعض لاشعال المزيد من الفتن والحقد الطائفي وباستخدام كل أنواع الأسلحة؛ فمجازر ديالى اليوم وبالأمس مجازر كركوك والضلوعية والحويجة والفلوجة وغيرها من المجازر المتكررة تفصح يومياً عن وضع مخططات طائفية جديدة قيد التنفيذ، خاصة عندما يتم تشكيل مليشيات جديدة وبأسماء منسوبة على أبناء بعض الأقليات، كالشبك وحتى الإيزيديون المرتبطون بحكم نزوح الآلاف منهم بأباطرة ونفوذ تلك المليشيات وقادتها وبموظفي الحكومة الطائفية التي تسعى أجهزتها الى تنفيذ جرائم جديدة في الموصل وغيرها، والانتقام ضد كل من يقف في طريقهم، وهم يستقوون إما بقوات الإحتلال الأمريكي جوياً أو بمساعدة مليشيات الحشد الشعبي وفلول قوات الحكومة الطائفية المنهارة قرب جبل سنجار وفي مناطق ربيعة ، وها هم يندفعون ثأريا للانتقام من أي عربي يلاقونه في القرى المحيطة بالموصل، ووصلت الأمور عن تداول أخبار ( لم يتم التأكد منها بعد بدقة ) عن قصف بعض مناطق الموصل بمواد كيمياوية وسامة لغرض دفع الصراع الطائفي والإثني إلى أقصى حالاته من التوتر.
كلمة أخيرة نقولها لكل هؤلاء: أنه لا حرية ولا تحرير إلا بمقاومة وسلاح أحرار العراق بكل طوائفهم وقومياتهم وأديانهم في مقاومتهم الوطنية التحررية الباسلة، هذه المقاومة التي عاهدت شعبنا على حفظ وحدته الشعبية والترابية، وتحريره واستعادة بناء دولته الوطنية المنشودة، مقاومة وطنية من دون أية توجهات طائفية و جهوية وقومية ضيقة ، مقاومة عراقية صامدة مهما تعقدت مهامها وواجهتها الصعاب من كل صوب، وكما واجهت مقاومتنا قوات الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني وعملائهما ستواجه بشراسة كل إرهاب مشبوه يخدم مخططات وتكريس عودة الاحتلال الأمريكي، العائد اليوم جوا وأرضا وهو يتواجد بصيغ عدة على الأرض العراقية ليتواجد المحتل من جديد على قواعده العسكرية التي تعد له هنا وهناك من ارض العراق، وهي المقاومة التي تواجه التدخل الايراني البغيض المتواجد على الأرض العراقية من خلال ممارسات وجرائم ومجازر مليشياته على الأرض العراقية الجريحة والمبتلاة بهؤلاء العملاء والمرتزقة.
عندما تنتصر مثل هذه المقاومة الوطنية وتتحقق أهدافها الوطنية سيكون الحديث عندئذ عن التحرير الحقيقي للعراق مشروعا ومقبولا.
د. عبد الكاظم العبودي
مكلف بالشؤون الخارجية في المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
الناطق الرسمي ونائب الأمين العام للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق