العراق يدخل بقوة صناعة البتروكيماويات وزير الصناعة العراقي يؤكد أن مجمع نبراس للبتروكيماويات سيجعل العراق أكبر منتج للبتروكيماويات في الشرق الأوسط. العرب
[نُشر في 29/01/2015، العدد: 9812، ص(11)]
العيساوي: طاقة الإنتاج المتوقعة ستبلغ أكثر من 1.8 مليون طن يوميا
بغداد – قال نصير العيساوي وزير الصناعة العراقي أمس إن شركة رويال داتش شل وقعت اتفاقا بقيمة 11 مليار دولار مع العراق لإقامة مجمع للبتروكيماويات في البصرة .
وأوضح في مؤتمر صحفي في بغداد أن مجمع نبراس للبتروكيماويات سيجعل العراق أكبر منتج للبتروكيماويات في الشرق الأوسط. وكشف أن “طاقة الإنتاج المتوقعة ستبلغ أكثر من 1.8 مليون طن يوميا”.
وقال هانز نيكامب نائب رئيس شركة رويال داتش شل والمسؤول عن مشروعات الشركة في العراق “أعتقد أن المشروع مهم بدرجة كبيرة في علاقاتنا مع العراق لبناء وحدة تكسير الإيثان في جنوب العراق”.
وأضاف أن “صناعة البتروكيماويات الناجحة قادرة على خلق عشرات الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل الانشاء والتشغيل للمشروع وكذلك يمكنها تنويع مهارات العاملين”.
وقال متحدث باسم شل وهي من أكبر شركات النفط العاملة في العراق، إن مجلس الوزراء العراقي وافق على المشروع في 13 يناير الجاري، بعد أن سبق لها توقيع مذكرة تفاهم مع الوزارة بشأن المشروع في عام 2012.
وأضاف أن شل تعمل مع وزارة الصناعة والمعادن العراقية وتعمل مع وزارتي النفط والنقل لتطوير نموذج استثمار مشترك لمجمع على طراز عالمي لتكسير البتروكيماويات والمُشتقات في جنوب العراق.
وتدير الشركة حقلا مجنونا وتقود المشروع المشترك لشركة غاز البصرة.
ويشهد العراق نموا جامحا في إنتاج النفط، حيث أعلن وزير النفط عادل عبدالمهدي الأسبوع الماضي أن العراق أنتج 4 ملايين برميل يوميا في شهر ديسمبر الماضي، مسجلا أعلى مستوى له على الإطلاق بفضل زيادة الإنتاج من المرافئ الجنوبية وزيادة الإمدادات من الشمال.
وأضاف أن العراق يخطط لزيادة كبيرة في الصادرات من كركوك بشمال البلاد ومنطقة كردستان التي سترفع مجمل إنتاج البلاد بنحو 600 ألف برميل يوميا.
ويشير محللون إلى أن زيادة إنتاج النفط قد يرتد سلبيا على الاقتصاد العراقي، لأن تلك الخطوة ستزيد من المعروض في السوق النفط وقد تزيد من انحدار أسعار النفط العالمية.
ويبدو إعلان بغداد ردّ فعل على ما تعتبره الحكومة العراقية مؤامرة إقليمية دفعت نحو هبوط أسعار النفط. ويعد العراق أحد أكثر البلدان النفطية تضررا من هبوط الأسعار بسبب اعتماد اقتصاده المطلق على العوائد النفطية.
وكان عبدالمهدي قد ذكر في وقت سابق من الشهر الحالي أن بعض الدول الإقليمية تقف وراء أزمة انخفاض أسعار النفط، دون ذكر أسماء تلك الدول، في حين قال ثامر الغضبان رئيس هيئة المستشارين في رئاسة الوزراء، إن رفض السعودية خفض الإنتاج، أحد أبرز أسباب تدهور الأسعار.
ويرجح محللون أن تكون الخطوة العراقية، من باب الرهان على تصدير أكبر كمية من النفط الخام، أكثر من الرهان على الأسعار، في ظل توقعات سابقة بأن الأسعار قد تستقر عند 45 دولارا للبرميل، وقد تتحسن في النصف الثاني للعام الحالي لتستقر عند 60 دولارا للبرميل. ويأتي إعلان العراق بزيادة إنتاجه من الخام، في الوقت الذي تسعى فيه إيران وروسيا وفنزويلا، لإقناع أعضاء منظمة أوبك، بتخفيض سقف الإنتاج الحالي، للدفع نحو استعادة استقرار أسعار النفط، وهو ما ترفضه منظمة أوبك. وتتضارب آراء المحللين بشأن مستقبل الأسعار لكن غالبيتها ترجح عودة الأسعار إلى الارتفاع في النصف الثاني من العام بعد أن أعلنت الكثير من شركات النفط العالمية عن خفض استثماراتها في الحقول مرتفعة التكلفة، وخاصة النفط الصخري.