تلاقي أجندات الإخوان وداعش لضرب مصر خبراء لا يستبعدون أن تكون التفجيرات جزءا من خطة إخوانية لإرباك الوضع، ويؤكدون أن الصواريخ التي استخدمت لا تمتلكها سوى حماس وحزب الله. العرب
محسن عوض الله [نُشر في 31/01/2015، العدد: 9814، ص(1)]
دموع أهالي الضحايا تدين أحزاب الإسلام السياسي
القاهرة - خرج الهجوم الذي استهدف عدة نقاط أمنية وعسكرية شمال سيناء المصرية مساء الخميس عن كونه حدثا إرهابيا عاديا، وقد اعتبره خبراء أمنيون نقطة تحول في العمليات الإرهابية بمصر، خاصة وقد كشف عن تشابك بين ما يجري في مصر وفي بعض الدول المجاورة، وأن المجموعات الإرهابية في سيناء أصبحت امتدادا لأجنحة ذات أجندات إقليمية.لكن الخبراء الأمنيين لم يستبعدوا أن تكون التفجيرات الإرهابية جزءا من أجندة سياسية لتنظيم الإخوان المسلمين لإرباك الوضع في البلاد.
وقطع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته لإثيوبيا أمس، حيث كان يحضر فعاليات القمة الأفريقية، عائدا إلى القاهرة لمتابعة تطورات الحادث الإرهابي، الذي وقع شمال سيناء مساء الخميس وأدى إلى مقتل 30 عسكريا ومدنيا، وإصابة نحو ضعف هذا الرقم، في عملية نوعية استخدمت فيها تكتيكات مسلحة متطورة.
وقال الخبراء إن الحادث يبدو شبيها بالهجوم الذي استهدف فندق “كورنتيا” بطرابلس، والذي يعتبر مقرا أساسيا لبعثات دبلوماسية وشركات أجنبية بليبيا، حيث جرى استخدام طرق تكتيكية وأنواع مختلفة من الأسلحة.
وقد حذروا من تعرض مصر لموجة جديدة من الإرهاب العابر للحدود، والذي تستخدم فيه نفس الأساليب والاستراتيجيات المتنوعة، في محاولات إسقاط الدول، كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، لافتين إلى أن الحادث يعد نقلة مهمة في أداء تنظيم أنصار بيت المقدس.
وحاول تنظيم “أنصار بيت المقدس” من خلال العملية إثبات انتقاله من المحلية إلى الإقليمية، خاصة بعد مبايعته لتنظيم داعش، وامتلاكه لقدرات تنظيمية ومالية كبيرة تمكنه من تنفيذ عمليات معقدة يمكن أن تقلق جهات كثيرة في مصر وخارجها.
وأكد مصطفى زهران، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح لـ”العرب” أن أنصار بيت المقدس، أو ما يسمى بولاية سيناء (التابعة لداعش)، تعيش حاليا أشد أطوارها التكوينية شراسة وجرأة، بعد انتقالها من الإطار المحلي إلى الإقليمي.
لكن متابعين للشأن المصري، لفتوا إلى وجود تزامن بين التصعيد في العمليات العسكرية التي يقوم بها “أنصار بيت المقدس” والاحتجاجات العنيفة التي أقامها أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
هشام النجار: العملية على صلة باستراتيجية جديدة لجماعة الإخوان
ولم يستبعد المتابعون وجود رابط بين التصعيدين، خاصة في ظل كشف تحقيقات سبق أن أجرتها قوات الأمن المصرية عن وجود تنسيق بين الإخوان ومجموعات العنف في سيناء إبان إطاحة ثورة الثلاثين من يونيو بحكم الإخوان وعزل مرسي.
وذهب هشام النجار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى أن عملية العريش نفذت بقوة لتترك أثرا على المشهد السياسي مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وإظهار المناخ العام كأنه في حالة عدم استقرار، وأن السلطة عاجزة عن ضمان الاستقرار، وهي المقبلة على مؤتمر اقتصادي دولي كبير.
وأضاف النجار أن العملية، كانت حريصة على توصيل رسالة لها صلة بالاستراتيجية العنيفة الجديدة التي دشنتها جماعة الإخوان مع بدء فعاليات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن هناك تسابقا بين الإخوان والجماعات التكفيرية المسلحة، حول تصدر مشهد الدعم والتمويل والمؤازرة، بعد أن تبنت حركة الإخوان نهج العنف، وتسرب عدد من شبابها إلى الجماعات التكفيرية.
وتتهم أوساط أمنية مصرية حركة حماس بتولي عملية التنسيق بين المجموعات المتشددة التي تنفذ عملياتها في سيناء وبين بقايا تنظيم الإخوان المسلمين، فضلا عن توفير الأسلحة والملاذ الآمن لمنفذي العمليات الإرهابية.
وهو ما كشف عنه اللواء فاروق حمدان الخبير الأمني، في تصريح لـ”العرب” بالقول إن هذه العملية استخدمت فيها صواريخ لا تتواجد في المنطقة، سوى مع حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، لذلك حماس لا يمكن إبعادها عن دائرة الاشتباه في إمداد الإرهابيين، بمثل تلك الصواريخ أو العناصر المنفذة.
وسبق للمتحدث باسم الجيش محمد سمير أن تحدث في بيانه عن العملية عن عناصر إرهابية لم يسمها قامت بتلك العملية، غير أنه لمّح في البيان ذاته إلى كونها تابعة لجماعة الإخوان والبؤر الإرهابية.
تفاصيل أخرى: عملية سيناء تدفع العالم إلى التضامن مع مصر
عملية سيناء تسقط استراتيجية المواجهة المنفردة
الهاون أسلحة الجهاديين المفضلة