أفاد مراسل الجزيرة بأن ثماني قطع حربية إسرائيلية تحاصر سفينة المساعدات الليبية المتجهة إلى قطاع غزة. وقالت مؤسسة القذافي إن السفينة مازالت في طريقها إلى غزة ولن تغير مسارها إلى مدينة العريش المصرية.
وقال مراسل الجزيرة المرافق لسفينة الأمل عياش دراجي إن السفينة أصيبت بعطل فني في أحد محركاتها وإن المهندسين يحاولون إصلاحه.
وقال مدير مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية يوسف الصواني إن سفينة المساعدات أصبحت على بعد نحو 40 إلى 50 كيلومترا من سواحل غزة، وإن البوارج الحربية الإسرائيلية تلاحقها وتقوم بالتشويش على اتصالاتها.
وأكد أن السفينة ماضية إلى غايتها نحو غزة ولن تغير وجهتها، ويشير إلى أن السفينة لم تتوقف ولكنها تسير ببطء بسبب عطل في أحد المحركات.
وأوضح الصواني في حديث مع الجزيرة أنه في حال قامت إسرائيل باستخدام العنف ضد السفينة فإنه سيجري عندها دراسة احتمالات ردود الفعل، لكنه لم يفصح بشأن الخطوات المتوقع اتخاذها من قبل مؤسسته إذا هاجمت إسرائيل "الأمل".
ونفى الصواني صحة أنباء ذكرت أن السفينة ستغير مسارها إلى مدينة العريش المصرية، وفق ما نقلت وكالات أنباء عن مصادر مصرية وإسرائيلية لم تكشف عن هويتها.
في المقابل نفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن إنذارا قد أعطي للسفينة، بل جرى تقديم توضيح لمن على متن السفينة بأنهم "لا يستطيعون الذهاب إلى غزة". لكنه أكد أن البحرية الإسرائيلية "بدأت الأعمال التحضيرية لوقف السفينة"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
مقدمة هجوم
وأكد النائب المستقل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بدء تشويش البحرية الإسرائيلية على اتصالات سفينة الأمل الليبية، وحذر من كونه مقدمة لمهاجمتهم. وحمل الخضري، في تصريح صحفي مساء الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة المتضامنين على متن السفينة.
من جهته قال أحمد الطيبي عضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي وأحد منسقي رحلة السفينة في حديث للجزيرة من القدس إن رسالة كسر الحصار تزعج إسرائيل التي تصر على اعتراض السفينة، مشيرا إلى أن ساعات الصباح ستكون حاسمة بشأن الموقف.
وأشار إلى أنه خاطب الكنيست ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغهم بأن السفينة سلمية ولا تحمل أسلحة، بل تحمل موقفا سياسيا، وأن ناشطي السفينة مستعدون للتفتيش على أن تمضي إلى غايتها، وهي غزة.
وكانت البحرية الإسرائيلية قد جددت رفضها دخول السفينة إلى ميناء غزة، وهددت باقتحامها واعتقال من عليها إن أصرت على مواصلة رحلتها إلى القطاع. وتقل السفينة 21 شخصا، وتحمل 2000 طن من المساعدات الإنسانية.
"
لقد طلبنا من الحكومة الليبية تجنب أي مواجهة لا طائل منها. ندعو كل الأطراف إلى التصرف بمسؤولية في تحركهم لتلبية احتياجات سكان غزة
فيليب كراولي
"
واشنطن تدعو
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي "لقد طلبنا من الحكومة الليبية تجنب أي مواجهة لا طائل منها. ندعو كل الأطراف إلى التصرف بمسؤولية في تحركهم لتلبية احتياجات سكان غزة".
وكرر كراولي الموقف الأميركي الذي يعتبر أن على السفن الناقلة للمساعدات إلى غزة الخضوع للتفتيش الإسرائيلي قبل نقل المواد عن طريق البر.
وقال إنها إحدى المسائل التي سيبحثها المبعوث الأميركي جورج ميتشل أثناء زيارته المقبلة إلى المنطقة اعتبارا من الأربعاء.
وفي ردود الأفعال، حيا الناشط السياسي البريطاني جورج غلاوي قبطان وطاقم السفينة، وأعلن أن هناك حملة أكثر تنظيما ستنطلق عبر البر والبحر بعد شهر رمضان القادم، وأعرب عن أمله في "الحصول على العدد الكافي لمساندة هذه الحركة المتنامية لإنهاء الحصار على غزة".
وأطلقت مؤسسة القذافي العالمية موقعا إلكترونيا خاصا لمواكبة أخبار السفينة، واختص الموقع بنشر الأخبار التي تتابع رحلة "أمل" ومسارها البحري، وكل المستجدات السياسية والمواقف والتصريحات العربية والعالمية بالخصوص.
ودعت المنظمات الأهلية الفلسطينية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى حماية السفينة، ومنع أي اعتداء إسرائيلي عليها.
وكانت الخارجية الإسرائيلية أوصت سابقا بعدم اعتراض السفينة إلا لدى دخولها المياه الإقليمية أو اقترابها منها، في محاولة لتفادي تكرار الهجوم على أسطول الحرية، حيث انتهى اقتحام سفينة مرمرة نهاية مايو/أيار الماضي بمقتل تسعة أتراك، لكن تحقيقا إسرائيليا في الهجوم على أسطول الحرية خلص إلى أن الهجوم كان "مبررا"، وإن تحدث عن أخطاء في الإعداد والتنفيذ.