المصالحة خارج التغطية ... نأسف للإزعاج!!!
بقلم الكاتب // سامي إبراهيم فودة
Tiger.fateh.1@hotmail.com
منذ هذا التاريخ المشئوم 14/7/2007م وحتى يومنا هذا... ونحن في عام 2010 م والسواد الأعظم من أبناء شعبنا ما زال يترنح كالذبيحة للأسف في مكانه يتعلق بقشة للخلاص من أوجاعه التي زهقت أنفاسه وأرهقت تفكيره ونخرَت عظامه ومزقت أحشائه وأدمت فؤاده وقطعت أوصاله وأعدمت طموحاته وطاحت بآماله..فكل عقاقير الهذيان والنسيان لم يوقف شبح كابوس الموت والخوف وهو يباغت أحلامه .. فهو مازال يتألم ويكتوي بنار مخلفات جمرات هذا الانقسام الأهوج وسجانه الذي فقد صوابه وجنَ جنونه وحرق الأخضر واليابس من أمامه..فلم يعد لنا أمل أو رجاء من الذين يتشدقون بالمصالحة ويتباكون على غزة ويتملسون بأشكال المقاومة ويدفنون رؤوسهم بالرمال كالنعامة. فكل ما يصدر عنهم في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء مناورتُ كاذبة كأفلام الأكشن والصور الخادعة ولا بالساسة المغرمين بالسياسة وسلامهم العقيم المبني على اللقاءات العبثية والقبلات الساخرة والصورة الفارغة والتي لم تكن بالأساس منها فائدة...حياة سوداوية عاتمة مملوءة بالهموم والغموم والكآبة والحزن والأسى واليأس والإحباط والاضطرابات والخوف والقلق من المستقبل المجهول بسبب سياسية المراوغة والمماطلة والتسويف والتهرب من استحقاقات العملية السياسية والوطنية الباهتة والتي يدفع ثمن تكلفة ضريبة هذا الاستهتار والاستخفاف واللامبالاة هو الشعب المكلوم والمغلوب على أمره. خاصة بعد أن تمترس أصحاب المواقف الحزبية الفئوية الضيقة والفكر المتصلب خلف ذرائع وأسباب وهمية زائفة فوق المصالح الوطنية الفلسطينية العليا ..والتي لم تعد ترتقي بعد هذه المناكفات والسلوكيات الشاذة والمكشوفة لمستوى طموحات وتضحيات ومعاناة أبناء شعبنا الصامد.. لهذا انهض أيها الساكت.. وانفض عنك غبار الجبن.. فالساكت عن الحق هو شيطان أخرس ومشارك في جريمة ضياع الوطن فلا تشكي همومك وظلمك لعربي أوعجمي إلا لله الواحد القهار..متى يصلح حالنا يا الله ويصحوا هذا الضمير الطالح وتعتق رقابهم من عبدة الشيطان الهالك وتجري الدماء في شريانها وينبض القلب الواعد وتبصر العيون العمياء وتوحد بالله الواحد....فبعقولهم الماكرة وبأيديهم العابثة سلكوا طريق السماسرة ومارسوا كل الموبقات الفاحشة فأنجبوا لنا حصاراً لقيط من أحشاء زنديقة ساقطة وانقساماً أحمق ظالم شطر الوطن وحرق الأرض والشجر وعذب الطير والجنس والحجر فحصدوا ما زرعوا بحق سكان هذه الأرض الطيبة بذور التبرم والغضب والحقد والكراهية والاشمئزاز والتقزز والازدراء والانتقام والثأر والتشفي. فانقساماً جلب الويلات والمصائب علينا وشل كل مناحي أركان الحياة بكاملها وسحق كل الأسس والمبادئ والقيم الأخلاقية الوطنية لمنظومة العمل الوطني الفلسطيني ومزق بأنيابه النسيج الاجتماعي وأضر بالقضية الفلسطينية ومقدراتها وأسدل بجنونه ستار الظلم والظلام بحق أبناء شعبه وخدش الصورة الجميلة التي رسمت بدماء الشهداء العظماء ومعاناة الأسري الأوفياء وتضحيات هذه الشعب المناضل المرابط على أرضه..فإذا أردت أن تدخل أيها الزائر من الجهة الشمالية أو الجنوبية لقطاع غزة المحاصر ستلقى شعباً عنوانه الشموخ والكبرياء والإباء والتحدي والصمود والبقاء مؤتمن على وصايا دماء الشهداء حافظاً لعهود الشرفاء وفياً لتضحيات أسراه العظماء ,صنديد لا تهزه زوابع الرياح صامد مرابط على ثغور أرض الوطن متمسك بأرضه رغم محاولات التغير والتلاعب بعقارب الزمن... معتز بانتمائه المشرف رغم أنف الأعداء متسلح برباط الجأش والإرادة الفولاذية مؤمن بالله وبعدالة قضيته الفلسطينية فلا يعيبه أنه موشح بثوب البؤس والشقاء والقهر والحرمان والجوع والفقر والاعتقال والقتل والدمار فهذا وساماً على جبين كل الشرفاء الأحرار منهم . انتبه...أيها الزائر ستجد من خلفك جدار كتب عليه شعار بدماء شهداءنا الأبطال وأطفالنا اليتامى وأمهاتنا الثكالى إن السكوت والعجز واللامبالاة وعدم الرد على ذبح أبناء شعبنا هو تكتيك وفق فقه العلماء لا يفهمه إلا الحكماء؟!! أما الباقين الحالمين المستسلمين للأمر الواقع الغافلين في سباتهم والذين استنكفوا وارتضوا على ما هم عليه فهم لا يفقهون في مهارة فن التكتيك فهؤلاء جهلاء يجهلون كيف تنتزع المواقف ؟! وتصان الحصون والقلاع؟! أمام ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات بحق أبناء شعبهم 0؟!!أخي.. أختي المتصلة .رفيقي ..رفيقتي الحائرة.. أيها المناضلين المعذبين في وطنكم أيها المشردين والمنفيين عن أهلكم... لطفاً منكم لم تجدوا ما يشفي غليلكم ويشرح صدوركم .. أيها المتابعون لحوارات المصالحة أينما كنتم نعتذر ونأسف للإزعاج مرة أخرى لصعوبة التواصل معكم لأن شبكة الاتصال حالياً معطلة والعقول مغيبة بسبب الضغوط المتواصلة عليها وانشغال المشاركين في مهمة إتمام المصالحة في إجازة استجمام في منتجعات شواطئ البحر الأبيض المتوسط والسهر بالفنادق الفاخرة على حساب معاناة أبنائكم تاركين هموم الوطن والمواطن غارقاً بحصاره وانقسامه.. رسالة متروكة لكم للأسف .. لقد فشلت كل الجهود والمحاولات المبذولة من اتصالات مكثفة وجولات مكوكية أرضية وجوية لرأب الصدع وإنهاء الانقسام الذي ادمى قلوبكم.. فما عاد في نظر هؤلاء المتقاعسين الهاربين من تحمل مسؤولياتكم والالتزام والوفاء باستحقاقات شعبكم فما عاد يشفع لكم دماء الآف الشهداء من أبنائكم وأنين المرضى والجرحى المصابين ومعاناة أسراكم المعذبين وصرخات أطفالكم المحرومين وآهات أمهاتكم الثكالي والأرامل واليتامى الصابرين ولوعة المنفيين المنسيين عن وطنهم...الخ ....فلم تعد القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والأرض والأمن والحدود واللاجئين والمياه والأسرى والاستيطان في سلم أولوياتهم لأن الخصخصة الحزبية والمصالح الشخصية وشهوات الدنيا وملذاتها تعلوا وتسمو فوق أي مصالح وطنية فلسطينية بالنسبة لهم .
...