خندق كربلاء في العراق مخطط للتجزئة الطائفية
كثير من السنة يخشون الا يكون الخندق اجراء امنيا مؤقتا وانما مثالا آخر على طردهم من مناطق حساسة في وسط العراق.
ميدل ايست أونلاين
الحلة (العراق) - من ستيفن كالين
تقسيم العراق في الافق
رسم المسؤول المحلي خطا على خريطة يقتطع أرضا زراعية وصحراوية جنوب غربي بغداد نزح سكانها السنة بسبب القتال ثم أشار الى الجنوب مباشرة على موقع أكثر المزارات الشيعية قدسية.
وقال عضو المجلس المحلي في بابل حسن قدم ان الخط يمثل مسار خندق يمتد 45 كيلومترا صمم لحماية مدينة كربلاء الشيعية المقدسة من متشددي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين يسعون الى ابادتها.
وقال انه ما دام تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الانبار فان هذا الخندق سيستخدم لحماية السكان في كل من بابل وكربلاء والذي سيصبح نقطة انطلاق لتحرير الانبار.
غير ان كثيرا من السنة يخشون الا يكون الخندق اجراء امنيا مؤقتا وانما مثالا آخر على الكيفية التي يطردون بها من مناطق حساسة في وسط العراق والتي يقولون ان الغالبية الشيعية تسيطر عليها.
والخندق والجدار الرملي المجاور له الذي بني أكثر من نصفه يمر عبر اراضي عشائر سنية تقليدية حوصر سكانها في مرمى مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية والهجمات العسكرية التي تشنها ميليشيا شيعية وقوات الامن العراقية.
وقال أحد شيوخ عشيرة العويسات وهي منطقة زراعية تقع على مسافة نحو 40 كيلومترا الى الشمال الغربي من بغداد قطعها الخندق ان هدف الميليشيا الشيعية هو ابعاد السنة من المنطقة.
وقال إن هذا خط فاصل بين السنة والشيعة.
وخلال السنة الاخيرة من الحرب فر عشرات الاف الاشخاص معظمهم سنة من هذه المنطقة من الاراضي الزراعية التي تمتد غربي محافظة الانبار التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية وتستخدمها في العبور الى معاقلها في سوريا ومناطق شيعية تمتد شرقا وجنوبا في محافظتي بابل وكربلاء.
وقال قدم ان حركة المرور ستمر بنقاط دخول تجري حراستها. وأضاف انه سيتم انشاء أبراج مراقبة كل 500 متر مزودة بكاميرات أمن وأسلاك شائكة وان كانت قيود الميزانية أخرت هذه الانشاءات.
وهناك اقتراح سابق ببناء جدار خرساني استبعد على انه لا ضرورة له ويمثل مشكلة رمزية.
وقال عطيلة مهدي وهو شيخ عشيرة من بابل توقع ان يقود هذا الحصن العراق الى التقسيم "هناك تغير طوبوغرافي يحدث. وأصبح هذا واضحا."
وأضاف "لن تدخل بدون شارة. وينتهي المطاف بالشارة ان تصبح جواز سفر."
خط دفاعي
زاد تقدم تنظيم الدولة الاسلامية العام الماضي من التكهنات بشأن تقسيم العراق الى اقاليم شيعية وسنية وكردية لكن الانقسامات غير المنتظمة بين الطوائف ستقتضي عمليات نقل حاشدة بين السكان لكي يحدث هذا.
وينفي مسؤولون شيعة وزعماء عشائر ان يؤدي هذا الخندق- البالغ عمقه ثلاثة الى أربعة أمتار- إلى إعادة تشكيل السكان.
وقال سعدون محسن الكليبي وهو شيخ من المحمودية التي تقع على مسافة 20 كيلومترا الى الشرق من الخندق "ليس له بعد طائفي. وانما له بعد أمني فقط: لحماية الشعب .. السنة والشيعة على السواء من دمار داعش."
وقال لرويترز ان قوى الامن تفتقر لى الاعداد لتأمين كل المناطق مما يجعل "الخطوط الدفاعية" مثل الخندق ضرورة تكتيكية.
واقترب جيش العراق من الانهيار في الصيف الماضي رغم تلقيه مليارات الدولارات لدعمه أثناء الاحتلال الاميركي الذي انتهى في عام 2011 . والان يستكمل في ميدان المعركة بمزيج من الميليشيا الشيعية والمقاتلين المتطوعين.
ويقول المؤيدون ان الحاجز مطلوب لحماية المكاسب العسكرية والمراكز السكانية في الجنوب معقل الغالبية الشيعية التي تهيمن على البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بالرئيس السني صدام حسين.
وقال المسؤول المحلي قدم "بعد تحرير الانبار ستتم ازالة الحاجز تماما".
ودخل تنظيم الدولة الاسلامية مدينتي الفلوجة والرمادي الرئيسيتين في الانبار منذ عام ثم وسع سيطرته في مساحات كبيرة من أرض المحافظة أثناء اندفاعه في الصيف الماضي عبر الحدود السورية.
وبعض هذه المكاسب تم التراجع عنها لكن الانقسامات السياسية قوضت جهودا أخرى ويمكن ان يستغرق القضاء على الجماعة الاسلامية المتطرفة من الاراضي الصحراوية الشاسعة في الانبار من الناحية الغعلية سنوات عديدة.
وفي نفس الوقت ربما يساعد الخندق في تحديد كيفية اعادة تشكيل العراق سكانيا حيث سيصبح تقسيم السكان من خلال حواجز مادية خيارا معقولا.
وقال شاكر العيسوي رئيس مجلس مدينة عامرية الفلوجة التي تبعد 20 كيلومترا الى الغرب من الخندق ان الاحتجاجات المحلية تمكنت من تجميد الحفر الان. لكنه يخشى مما قد يحدث اذا استكمل انشاء الخندق.
وقال ربما في المستقبل يعرضون أرضا في مكان آخر ويطلبون من السكان الانتقال الى هناك ويمكنهم بناء منازل أخرى."
واضاف "وسوف ينسون هذه المنطقة وستصبح جزءا من بابل الشيعية".