«عيد الأم».. ينعش متاجر غزة
March 21, 2015
غزة ـ من هداية الصعيدي: وهو يرتب بعناية فائقة، باقة من الأزهار البيضاء والحمراء لأحد زبائنه، يتمنى وسيم عبده لو أن الحركة الشرائية داخل متجره لبيع الزهور والهدايا، وسط مدينة غزة، أن تبقى نشطة طوال العام، كما هي عليه بمناسبة «عيد الأم».
فعلى مدار العام، لا يشهد متجره المكتظ بالأزهار، ازدحامًا بالزبائن، كما في مثل هذا اليوم.
ويتابع عبده: في يوم الأم يوجد اقبال من الناس على شراء الأزهار (..) حركة الشراء جيدة، رغم أنني لم أتوقع ذلك، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في غزة.
ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، شباط/فبرايرالماضي، فإن معدل البطالة في غزة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بلغ 42.8 % (عدد السكان يقترب من 2 مليون نسمة).
وبعد أن أعدّ باقة أخرى من الأزهار لثلاث فتيات، أكمل عبده «تعتبر الأزهار من الكماليات بالنسبة للمواطنين في غزة، الجميع بالكاد يوفر لقمة العيش، هذا يسبب لنا ركودا كبيرا خلال العام».
وتحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي.
وتستمر إسرائيل في حصارها رغم تشكيل حكومة توافق وطني أدت اليمن الدستورية أمام الرئيس محمود عباس في الثاني من حزيران/يونيو الماضي.
وفي عيد الأم، الذي يوافق 21 آذار/مارس من كل عام، يحرص الفلسطينيون في قطاع غزة، على تقديم «الهدايا» إلى أمهاتهم.
ولانعاش الحركة الشرائية في شركته، قدّم طارق السقا، صاحب شركة «السقا للأجهزة الكهربائية»، عروضا على الأجهزة التي يبيعها، وألصق على واجهة شركته لوحة إعلانية كبيرة لجذب المارة، تحت عنوان «يا أمي.. اطلبي وتمني».
وقال «السوق يشهد ركودا كبيرا، شريحة واسعة من الفلسطينيين، تعاني الفقر والبطالة، والحرب زادت من سوء الأوضاع، بالإضافة إلى أن الآلاف منهم لم يتقاض راتبه منذ أكثر من عام».
ويقدر عدد الموظفين الذين عينتهم حكومة حماس، بعد الانقسام الفلسطيني الذي حصل عام 2007، بنحو 40 ألف موظف عسكري ومدني، لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ ما يزيد عن عام.
وفي 23 نيسان/أبريل الماضي، وقعت حركتا فتح وحماس (أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية)، عقب قرابة 7 سنوات من الانقسام (2007-2014) على اتفاق للمصالحة، نص على تشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
ولم تتسلم حكومة الوفاق الفلسطينية أيا من مهامها في غزة، منذ تشكيلها في يونيو/ حزيران الماضي، بسبب ما تقول إنه «تشكيل حركة حماس»، لحكومة ظل»، في القطاع، وهو ما تنفيه الحركة.
وشنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، في السابع من تموز/يوليو الماضي، واستمرت 51 يومًا، تسببت في مقتل ما يزيد عن ألفي فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين، بحسب مصادر فلسطينية.
وتابع السقا:» القوة الشرائية ضعيفة بشكل عام، وبمناسبة يوم الأم حاولنا تقديم عروض وحملات للمواطنين، لجذبهم للشراء، والمؤشرات والاقبال يدّل على انتعاش الحركة الشرائية قليلا».
واستدرك «يوم الأم مهم لنا جميعا، نحاول أن نقوم بمسؤوليتنا الاجتماعية، بإدخال الفرح على قلوب الأمهات الفلسطينيات، من خلال تخفيضنا للأسعار».
وأشار السقا إلى أن نسبة المبيعات انخفضت في شركته خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى أكثر من 60%.
(الأناضول)