هادي يتعهد بمحاربة المذهب الاثني عشري الإيراني في اليمن
الرئيس اليمني يدعو الحوثيين لـ'العودة إلى رشدهم' والانسحاب من الوزارات، والمشاركة في محادثات الرياض لحلّ أزمة البلاد.
ميدل ايست أونلاين
الإرهاب يريد إغراق اليمن في الفوضى والاقتتال
عدن ـ تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت بمواجهة النفوذ الايراني في بلاده، متهما الحوثيين بالعمل على نقل "التجربة الايرانية الاثني عشرية" الى اليمن، ومعتبرا ان المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة "وجهان لعملة واحدة".
وقال هادي في أول كلمة له عبر التلفزيون منذ مغادرته العاصمة صنعاء في فبراير/شباط إلى عدن التي اعلنها عاصمة مؤقتة، "لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل بالبلاد الى بر الامان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلا عن العلم الايراني، لأني اؤمن ان التجربة الايرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيدي وشافعي".
ويؤكد الحوثيون ان طهران لا تتدخل في الشؤون اليمنية الداخلية.
ونقلت وكالة سبأ اليمنية للانباء، التي يديرها الحوثيون، الاسبوع الماضي ان ايران ستزود اليمن بالنفط الخام لعام كامل، كما ستبني محطة كهربائية من 164 ميغاوات. وقد تم الاتفاق على هذا الامر خلال زيارة لوفد من الحوثيين الى ايران.
وبداية مارس/آذار، حطت طائرة تجارية ايرانية في صنعاء، للمرة الاولى منذ سنوات عديدة، وذلك غداة توقيع اتفاقية بين طهران ومسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين.
ووصف هادي الحوثيين بأنهم مدبرو انقلاب، داعيا مسلحي "انصار الله" إلى الانسحاب من الوزارات في صنعاء. وقال إن ذهابه إلى عدن كان هدفه الحفاظ على وحدة اليمن.
ويقول مراقبون إن الرئيس اليمني يبدو وكأنه يلمح إلى ان الهجوم الإرهابي الدامي كان أحد اسبابه المباشرة هو تقويض الحوثيين لسلطة الدولة والانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد ما أدى الى تفكك الأجهزة الأمنية والجيش، ومن ثمة فهم مطالبون اليوم بتصحيح خطأهم الفادح في حق البلاد وفي حق انفسهم والعودة عما ابدوه من تشدد في مطاردة السلطة والسيطرة على اليمن رغم انهم ليسوا إلا اقلية طائفية ضمن باقي مكونات اليمن الذي يغلب على مواطنيه المذهب السني.
وأدى الانقلاب الحوثي الذي قوض السلطة اليمنية إلى تفرق قوات الامن والجيش اليمنيين الى ثلاثة ولاءات أساسية، فبقي منها ما بقي تحت امرة الحوثيين وأخرى تحت نفوذ الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وفرّ آخرون إلى الجنوب مثلما فر العديد من رموز الشرعية السياسية في اليمن بدءا بالرئيس هادي وعدد من وزرائه.
ومكن هذا التشتت لقدرات الدولة المركزية الأمنية والعسكرية الإرهابيين من التحرك بسهولة في عموم ارجاء اليمن ووصلوا الى الضرب بعنف في اكثر من مرة وآخرها هجوم الجمعة، في العاصمة صنعاء التي كانت مؤمنة نسبيا مقارنة بعدد من محافظات الجنوب الأخرى التي يستقر في عدد منها تنظيم القاعدة منذ سنوات.
وفي رسالة تعزية لاهالي الضحايا في وقت سابق السبت، ندد هادي بهذه "الاعمال الارهابية والاجرامية الغادرة"، مؤكدا انها تهدف الى دفع اليمن الى "اتون الفوضى والاقتتال".
وقال في رسالته "لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الاعمال البشعة الا اعداء الحياة".
ودخل تنظيم الدولة الاسلامية الى الساحة اليمنية الجمعة اذ تبنى اربعة تفجيرات انتحارية استهدفت مساجد في صنعاء وصعدة، معقل الحوثيين شمالا، واسفرت عن مقتل 142 شخصا.
واستهدفت الاعتداءات بالخصوص مسجدين في صنعاء يرتادهما الحوثيون الشيعة الذين سيطروا منذ بداية العام على صنعاء.
ودعا هادي كل الأطراف في اليمن إلى المشاركة في محادثات بالعاصمة السعودية الرياض لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وشدد الرئيس اليمني على ان "التطرف الشيعي الذي تمثله مليشيات الحوثي المسلحة والتطرف السني الذي تمثله القاعدة كلاهما وجهان لعملة واحدة، لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائها".
ويقول محللون سياسيون إن تقدم الحوثيين قد يدفع السنة للاصطفاف الى جانب تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويعاني اليمن منذ سنوات من هجمات إرهابية يشنها تنظيم القاعدة. واعلن الهجوم الدامي على الحوثيين في صنعاء عن دخول تنظيم الدولة الاسلامية على خط النشاطات الإرهابية للمتشددين الاسلاميين.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية السني المتطرف الهجوم على مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة، في حين ناى تنظيم القاعدة بنفسه عنها مؤكدا انه لا يستهدف المساجد.
والجمعة، قال مسؤولون محليون وسكان إن مقاتلي تنظيم القاعدة سيطروا على عاصمة محافظة بجنوب اليمن في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة وقتلوا نحو 20 جنديا قبل أن يطردهم الجيش منها.
ووقعت الاشتباكات بعد ساعات من مقتل 137 شخصا في تفجير مسجدين بالعاصمة صنعاء في هجومين انتحاريين متزامنين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنهما.
ووقعت اشتباكات في شمال اليمن أمس الجمعة بين قبائل محلية والحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء.
وتعم الاضطرابات اليمن منذ أن تقدم الحوثيون العام 2014 من معقلهم في الشمال مما قوض الأمن الداخلي الهش في البلاد وخلف فراغا أكبر ليستغله تنظيم القاعدة.
وتعتبر الدول الغربية وجيران اليمن الخليجيون تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أخطر أفرع القاعدة منذ أن سعى التنظيم لتفجير طائرات دولية وشن هجمات عبر الحدود على السعودية. وتشن واشنطن غارات بطائرات بلا طيار على المتشددين في اليمن.
وقال مسؤولون ومقيمون إن مقاتلي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أجبروا على الانسحاب في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة من مدينة الحوطة بعدما سيطروا عليها عدة ساعات. وبعد ذلك دخل لواءان تابعان للجيش المدينة وهي عاصمة محافظة لحج.
ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى في صفوف المتشددين.
وتقع الحوطة على بعد 30 كيلومترا فقط عن مدينة عدن التي يباشر منها الرئيس هادي عمله بصفة مؤقتة.
وقصفت طائرات مجهولة قصر الرئاسة في عدن خلال اليومين الماضيين.
وقال مسؤول حكومي إن الاشتباكات في الشمال الجمعة وقعت على أطراف محافظتي مأرب والبيضاء ولكن لم ترد تقارير على الفور عن سقوط ضحايا.
من ناحية أخرى أطلقت قوات الحوثيين في تعز التي تقطنها أغلبية سنية في جنوب اليمن أعيرة نارية السبت باتجاه مئات المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على تقدم الحوثيين في أنحاء البلاد لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا.
ونفت وزارة الداخلية التي يهيمن عليها الحوثيون أنها أرسلت قوات أمن إلى تعز للمساعدة في كبح الاضطرابات.
في الأثناء، أعلن مصدر عسكري يمني السبت أن الولايات المتحدة سحبت قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية في جنوب اليمن بسبب مخاوف امنية، فيما تجري معارك بالقرب منها بين قوات الامن اليمنية وعناصر من القاعدة.
وقال المصدر العسكري في قاعدة يمنية في محافظة لحج ان القوات غادرت الجمعة "الى وجهة مجهولة".
واضاف المصدر نفسه انه تم سحب وحدات مكافحة ارهاب يمنية تتولى القوات الاميركية تدريبها وتتمركز ايضا في العند.
وقتل 29 شخصا على الاقل الجمعة في لحج في معارك بين قوات الامن اليمنية من جهة ومقاتلين انفصاليين وعناصر من القاعدة خصوصا. واقر اليمن بان عسكريين اميركيين مكلفين جمع معلومات لشن هجمات بطائرات بدون طيار ضد القاعدة في البلاد، موجودون في العند. وتعتبر واشنطن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي نشأ نتيجة اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة، المجموعة الاخطر من التنظيم المتطرف.