عكس اتجاه الريح
– April 14, 2015
أمسكتُ اليوم بشبح فضائي
كان يمرُّ مسرعاً
لكنه ظَلّ طريقه
بعد أن أصيبَ بعمى الذاكرة
أجلسته في باحة الدار
تحت ضوء الشمس الساطع
سارداً عليه قصصي ومجوني
وبعضاً من أحلامي
كان مطرق الرأس
وأحياناً يحدق بي بصمت قاتل
بين الشكِ واليقين
وبرغم ذلك
كنت أتحدث أليه كثيراً
وفي لحظة تشبه البرق
قفز عليّ
بوجه غزالة ناعمة
وقبلني
وهو يجهش بالبكاء
هامساً بأذني
أعذرني يا أبتي
فأنا لم أنسك أبداً
طوال رحلتي الفضائية
* * *
رأسي مثقل بالحكايا
قصص من كل نوع
عن السائق الذي
قاد حافلته اتجاه الضوء
ولم يعد للعائلة
لكنني أعرف أين ذهب
وعن الحرب التي
التهمت نصف عمري
والكثير.. الكثير من العقل عند رفاقي
قصصاً…
عن البلاد
السادرة بغيها منذ أزمان سحيقة
الغافية على سدرة
النسيان
وأكثرُ الأحيان عنكِ
أنتِ المختبئة
في رأسي
ولا تبرحيه
يوماً
* * *
الزجاج الذي تهشم
من نافذتي وشباك بابك
لن نصلحه قريباً
كلما أصلحناه
سقط طير جريح من شظاياه
وكلما لملمنا ريش الطائر
تهشم الزجاج مرة أخرى
لا قدرة لنا بعد
أن نجمع الريش والزجاج
ونعيد ترتيب المائدة
فلندع الفوضى
هي وحدها
من تحكم
حياتي
وحياتك
* * *
دُسَّ بنعلك
أنهم لا يرون وجهك
لكن قدمك الراسخة في وحل هذه الأرض
تذكرهم بالدبق العالق على ياقة قمصانهم
برغم أنها موشاة بالحرير
….
دُسَّ بنعلك
أنت وحدك من يملك الثبات
ووجهك يقطف البسمة من الهواء الذابل
حين ينهمر المطر
….
عابرون هم
لكنك ابن هذا التراب
دُسَّ بنعلك على غنائمهم وما يعبدون
ولا تلتفت للوراء
كريم النجار: الصباح الجديد