علاقات اليهود والعرب

[rtl]علاقات اليهود والعرب[/rtl]

[rtl]الكسندر يعقوبسون[/rtl]

MAY 12, 2015

أي جمهور في إسرائيل يظهر استعدادا اكبر للاعتراف بأن ليس كل الحق موجود إلى جانبه، اليهود أم العرب؟ القارىء اليميني يمكن أن يفكر أن هذا سؤال مضحكا، القارىء اليساري يرى أن السؤال غير منطقي.
حسب مقاربة اليمين فان المجتمع اليهودي في البلاد يعاني من زيادة في النقد الذاتي (الجلد الذاتي)، في حين أنه للعرب ليس هناك استعداد كهذا. في اليسار يميلون إلى الافتراض بأن ليس من الممكن أن نتوقع من الجانب العربي في وضعه انتقادا ذاتيا حقيقيا، وحسب مقاربة اليسار الراديكالي فان الانتقاد الذاتي للمجتمع اليهودي يمس شؤونا هامشية فقط، وفي أساسه هو مجتمع قومي وعلى حق. وماذا يجيب اليهود والعرب عندما يسألونهم سؤالا مباشرا بهذا الشأن؟
في استطلاع شامل اجراه سامي سموحة «مقياس علاقات العرب ـ اليهود في إسرائيل» الذي نشر مؤخرا، سئل اليهود اذا ما كانوا يوافقون أن «الفلسطينيين هم المذنبون الاساسيون في النزاع»، الاغلبية توافق على ذلك، ولكن 36.4 بالمئة يجيبون بالنفي. هذه نسبة عالية جدا نسبيا عما هو متوقع في وقت وجود نزاع قومي.
هناك شك أنه يوجد في اوساط اليونانيين والاتراك في قبرص المجاورة نسبة تشبه هذه، الرافضون لالقاء كل المسؤولية عن النزاع وحتى أساسه على الطرف الآخر (رغم انه يمكن ان جزء من المجيبين بالنفي كانوا يقصدون بالفعل النفي بصورة تامة والتي على ضوئها الذنب ملقى على الطرف الثاني).
وماذا يقول المواطنون العرب؟ 34.6 بالمئة منهم لا يوافقون على ادعاء أن الجانب اليهودي هو المتهم الرئيسي في الصراع ـ المعطيات متشابهة تقريبا في كلا المجتمعين، ومع ذلك هناك فرق: لدى العرب معظم المجيبين بالنفي «يميلون إلى عدم الموافقة»، وفقط أقلية «لا توافق» بصورة قاطعة، في حين أنه لدى اليهود ـ معظمهم «لا يوافقون» بصورة قاطعة. ولكن مع الاخذ بالاعتبار وضع الجانب العربي، هذا معطى مؤثر جدا.
كذلك من بين الاغلبية الموافقة على القاء اساس المسؤولية على اليهود، فان اكثر من النصف يقومون بذلك بتحفظ: 33.9 بالمئة «يميلون إلى الموافقة» وفقط 30.9 بالمئة «يوافقون».
حول السؤال الاكثر حساسية حول النكبة، 30.3 بالمئة من العرب لا يوافقون على أن اليهود هم المذنبون الاساسيون (معظمهم «يميلون إلى عدم الموافقة»)، 31.5 بالمئة «يميلون إلى الموافقة» و37.8 بالمئة «يوافقون». من كان يعتقد أنه فقط أقل 40 بالمئة من العرب في إسرائيل (الاستطلاع يضم ايضا دروز لكنهم كما هو معروف اقلية صغيرة)، مستعدون للقول بصورة قاطعة إن اليهود هم المذنبون الاساسيون في النكبة؟.
إن مدى الاستعداد للانتقاد الذاتي في موضوع النزاع متشابه تقريبا في المجتمعين حسب نتائج الاستطلاع؛ قوة الانتقاد اقوى لدى اليهود، ولكن يمكن الادعاء أنه مع أخذ الظروف في الاعتبار فان استعداد العرب الإسرائيليين لانتقاد «جانبهم» مؤثر أكثر من استعداد اليهود. أنا أتابع منذ سنوات طويلة الاستطلاعات في اوساط عرب إسرائيل وأجد هناك في الغالب معطيات جذابة وتثير التفاؤل، ولكن علي الاعتراف بأنني فوجئت جدا من هذه المعطيات، التي تخالف تماما خطاب اغلبية المتحدثين من الجمهور العربي.
ليست كل الاجابات التي يعطيها الجمهور العربي في الاستطلاعات لطيفة على الأذن اليهودية ـ جزء منها قاس، الامر الذي يثبت أن الاجابات الايجابية من حيث العلاقة بالدولة لا يتم اعطاؤها بدافع الخوف أو الرغبة في التملك.
إذا علاقة الجمهور العربي بالدولة هي ذات اتجاهين ـ أنباء جيدة ازاء الظروف الحالية. لا يمكن القول إن قيادة هذا الجمهور لا تمثله ـ هي تمثل جيدا الجانب السلبي لهذه الثنائية. مشكوك فيه أنها بهذا تقدم خدمة جيدة للجمهور العربي.
هآرتس 12/5/2015
الكسندر يعقوبسون

صفحة 1 من اصل 1

﻿علاقات اليهود والعرب

علاقات اليهود والعرب