عُدت -- للإنتقام
عُدتُ بذاكـرتي لأجمـــل أيــــام -------- كنت طِفلاً على حِجر أمّي أنــام
تُداعب شَعـري وتشــدو بلحـــنٍ ------- عذبٍ كطعم إفطارٍ بعــد صِيـــام
كانت اُغنيةً عن شجرة زيتـــون ------- رعاها جـدّي عامــاً بعـــد عـــام
فصارت عروسـاً تُزيّن أرضنــا ------- وطناً يحتضن صُـنوف الحمـــام
تتمايل أغصانها مع الريح زَهواً ------- وتسجد لخالقهـا في كـــل مقـــام
حتى غابت الشمس ولم تُشـــرق ------- وملأت الأجواء خفافيش الظـلام
حينها انقبض قلبهـــا وارتعـــش ------- هجــر الحمـام أغصـان الســـلام
بدأ هدير الرُعب يُزلزل أرضها ------- يَتـقدّمـــهُ المـــوت بِنيّـــة إعـــدام
وظلامُ الظُلم يُخيّم عليـها أكثـــر------- يبتلـع النُجـوم بإصـــرارٍ وإقـــدام
كلمـا اقتــرب المـــوت بدبّـابتــهِ ------ زاد أزيز الحديد طحــن العِظـــام
كلما تجذّرت زيتونتنـا بالأرض ------- جَذعها دِرعهــا وفرعهـا الحُســام
صامدةً شامخةً أمام الشيطــــان ------- ومَن في حُب الله ثم الأرض يُضام
شجـرةٌ علّمـــت الظُلــم درســـاً ------- فانحنى لِصمودهـا بكــل إحتـــرام
ما خَسِر المعركة إلا مـَن هَــجر-------- سِتّون عاماً أو دَهـراً مــن الايـــام
ولازال ينتظرُ النصر من غيره ------- عــربٌ أو قبلـــهم اُمـــّة إســـــلام
حتى لـو كانــوا فُرســـاً أو روم ------- المُهم قِيادة السِـرب في الخِتــــام!!
اُقتُل أخـاك ولكَ حبّـــة زيتـــون ------ وأكثِـر--- يقـتربُ وطـن الأحـــلام
وزيتونتنـا تنتــظرُ بِكــل صبـــرٍ ------ عَودةُ المُهاجر أو صحــوة النِيـــام
فتثـبُت اليــد – ويختفي الصـوت ------ وتكون الدمعةُ هي آخـر الأنغــــام
حينهـا عَرِفـتُ أن اُمّي لم تُدللني ------ وإنمــا كانـــت تُهيئـــني للإنتقــــام
سامي عفانة – أبو شريف