تفاهمات» إسرائيلية فلسطينية عقب محادثات سرية: تجميد التوجه للأمم المتحدة مقابل وقف الاستيطان Posted: 15 Jul 2015 02:07 PM PDT
رام الله ـ «القدس العربي»: وسط الأجواء الداخلية الفلسطينية المتوترة إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق بالانقسام الداخلي والتغييرات داخل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كشف موقع عبري عن وجود لقاءات سرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أدت إلى التوصل إلى ما وصفها بـ»التفاهمات» بين الجانبين على أن تستمر هذه اللقاءات.
وقال موقع «والاه» العبري الذي نشر الخبر إن لقاءات سرية جرت خلال الأشهر القليلة الماضية بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين أو بشكل أوضح مسؤولين من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وآخرين من طرف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وبحسب الموقع فقد نجح الجانبان في التوصل إلى ما تم وصفه بالتفاهمات في محاولة لتخفيف حالة التوتر التي سادت علاقات الطرفين بعد فشل المفاوضات الأخيرة برعاية جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في نيسان/ إبريل العام 2014.
وأورد الموقع الإسرائيلي أن الاتفاق أو التفاهم الذي تم التوصل يقوم على أساس وقف الخطوات الأحادية الجانب التي يقوم بها كل طرف. ويترتب على ذلك أن يقوم الجانب الفلسطيني بتجميد توجهاته إلى الأمم المتحدة والدخول في الهيئات والمنظمات الدولية في مقابل أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان في المستوطنات.
ونقل الموقع على لسان مصدر فلسطيني التأكيد على وجود لقاءات سرية والتأكيد على التوصل إلى تفاهمات فقط وليس اتفاقا «لخلق أجواء إيجابية للمستقبل» فقط. كما نقل الموقع عن مصدر إسرائيلي تأكيده على أن عمليات البناء في المستوطنات ما زالت مستمرة ولكنها ضمن الاحتياجات الطبيعية لسكان هذه المستوطنات والزيادة السكانية أو بعض أعمال البناء تجري دون تراخيص رسمية من الحكومة الإسرائيلية.
وأكد المصدر ذاته أنه لا يوجد خطط بناء جديدة لهذه المستوطنات ونتنياهو لا ينوي طرح خطط جديدة في الفترة الحالية بسبب الانتقادات التي يواجهها نتنياهو من المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.
ونقل الموقع عن مصادره أن «التسهيلات» التي منحتها إسرائيل في شهر رمضان جاءت ضمن هذه الأجواء الإيجابية لتعزيز أجواء الثقة بين الطرفين خاصة ما يتعلق بالسماح للمصلين الفلسطينيين بالوصول إلى المسجد الأقصى.
واعتبر الموقع أن التفاهمات هذه جاءت في الأساس لتخفيف الاحتقان الذي يسود بين الجانبين كما بسبب التوتر الذي تشهده المنطقة بشكل عام في ظل تفهم الطرفين لمواقف بعضهما البعض وطبيعة الأجواء السائدة في المنطقة.
وأشار الموقع أن اللقاءات السرية هذه انطلقت منذ ثلاثة أشهر ولا تزال مستمرة. فيما يتم الترتيب للقاء جديد يجمع أحد القادة الفلسطينيين البارزين في حركة فتح بوزير إسرائيلي من طرف نتنياهو في أوروبا.
وبحسب مصدر من الجانب الفلسطيني ستكون هناك خطوات إضافية من أجل زيادة الثقة بين نتنياهو والرئيس عباس (أبو مازن). وفي الجانب الفلسطيني يأملون من «إسرائيل» السماح بمشاريع في المناطق المصنفة «ج» ولم شمل العائلات والسماح بتسليح الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
من جانبه نفى مكتب بنيامين نتنياهو هذه الأنباء دون التعليق عليها أكثر من ذلك. في حين قال الموقع إنه حاول التواصل مع صائب عريقات للحصول على رد لكنه لم يتمكن من ذلك أيضاً.
وتأتي هذه الأنباء بعد تحقيق نشرته أول أمس الثلاثاء صحيفة «يديعوت أحرونوت» زعمت فيه توقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس إلا بقليل القليل. وقالت الصحيفة إنه ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو الأخيرة لم يعلن عن أي عطاء لبناء وحدات استيطانية جديدة. وأضافت أن نتنياهو يعتقد أن الهجوم الأوروبي والدولي في هذا الأمر من شأنه أن يضر بإسرائيل لكن موقع «والاه» العبري يعتبر ذلك نتيجة مباشرة للتفاهمات مع الفلسطينيين كذلك وليس الضغط الدولي وحسب.
وفي السياق وبعد يوم واحد من تصريح نتنياهو بشأن استمرار تجميد البناء في المستوطنات، جال خمسة من وزراء الليكود في الضفة الغربية وأعلنوا أنهم سيبذلون كل شيء من أجل دفع البناء في المستوطنات.
وباشر الوزراء زئيف الكين وحاييم كاتس وداني دانون واوفير اوكونيس وياريف ليفين بالجولة كجزء من الحملة الانتخابية ليوسي دغان الذي ينافس على رئاسة مجلس «هشومرون» من قبل الليكود. وانضم إلى الجولة نائب وزير الأمن الراب ايلي بن دهان عن البيت اليهودي.
واختار الوزراء الخروج ضد تصريح نتنياهو بالذات من أمام بيت عائلة يوسي فوغل في مستوطنة ايتمار الذي قتل فيه خمسة من أبناء العائلة في العملية التي وقعت قبل أربع سنوات. صحيح ان ديوان رئيس الحكومة نفى تجميد الاستيطان. لكن فوغل لا يتأثر من هذا التصريح. وقال: «حدث أمر خطير جدا. صدر تصريح يمكن نفيه أم لا لكنه عمليا يبدو الواقع على الأرض مطابقا للتصريح. فمنذ أكثر من سنة يسود الجمود ونحن هنا في الضفة نشعر بذلك بشكل واضح. عندما يمنعنا رئيس الحكومة من البناء فإنه يمس بالقيم الصهيونية لدولة إسرائيل ويمس باقتصادها».
وقال الوزير زئيف الكين «ان هذه الزيارة تجري في يوم تاريخي، يوم يتخلى فيه قادة العالم فيه في فيينا البعيدة ويضعفون أمام الإرهاب. علينا الدفاع عن أنفسنا وعن مصالحنا القومية، وهذا صحيح في الموضوع الإيراني وصحيح بشكل لا يقل عن ذلك في موضوع الاستيطان في الضفة. لا يمكن تطوير الاستيطان من دون بناء، ولذلك نحن هنا، كلنا نلتزم بذلك ونحن هنا لنقول بشكل واضح اننا سنفعل كل شيء من أجل دفع البناء وتطوير المستوطنات في السامرة خاصة وفي الضفة كلها».
وأضاف الوزير كاتس «إننا سنبذل كل شيء كي يتواصل البناء وإذا كانت هناك حاجة لإحداث ضجة فسنفعل، وإذا كان يجب المواجهة فسنواجه، واذا كان يجب القتل فسنقاتل، وإذا ساد التجميد على الأرض يجب الاستيقاظ، هذا التزامنا جميعا. نحن حزب السلطة مع 30 نائبا، وواجب الإثبات يسري علينا».
اما الوزير ياريف ليفين فزعم بأن «البناء في المستوطنات هو مصلحة عليا لدولة إسرائيل. نحن نلتزم بمعالجة كل القضايا، من التصديق على مخططات البناء مرورا بإصدار التراخيص وإنشاء البنى التحتية. نتواجد في فترة مركبة وليست سهلة، ونحن نصر على طريقنا وسنواصل البناء».
فادي أبو سعدى