كل الشعب مع التوجه
الى الامم المتحدة
-------------------
يقترب ٢٩ الجاري وهو موعد تقديم الطلب لعضوية فلسطين
بصفة دولة مراقبة في الامم المتحدة وتحويل الضفة وغزة من ارض
متنازع عليها الى اراض محتلة بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات قانونية
وسياسية دولية تصب في خدمة القضية الوطنية وتؤدي الى اعتبار كل
الممارسات الاسرائيلية وفي مقدمتها الاستيطان غير قانونية، ويمكن
محاسبة اسرائيل عليها لدى المنظمات والمؤسسات الدولية.
ويواجه التحرك الفلسطيني هذا كما هو معروف ضغوطا هائلة
وتهديدات كبيرة وجدية بعقوبات اقتصادية وسياسية وكان اخر
هذه الضغوط ما مارسته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون
لدى زيارتها رام الله ولقائها الرئيس ابومازن قبل عدة ايام وفي اثناء
العدوان على غزة ، كما ان التهديدات الاسرائيلية قوية ومعروفة لكن
القيادة الفلسطينية مصممة رغم كل ذلك على المضي قدما في هذه
الخطوة وسيقدم الرئيس ابومازن بنفسه طلب العضوية بعد ان يلقي
خطابا امام الجمعية العامة.
ورغم الضغوط الدولية فان الشعب كله يقف خلف هذا التوجه ويزداد
تمسكا به كلما اشتدت الحملة ضده لان اشتداد الحملة يعني اهمية
التوجه وإنزعاج المعترضين الشديد منه، وستتم خلال هذا الاسبوع عدة
فعاليات تأييد وطنية سواء بالتظاهر في الميادين العامة او الاعتصام
في المقاطعة وغير ذلك من المظاهر.
كما يحظى التوجه الوطني بدعم دولي واسع وكانت آخر مظاهره قرار
البرلمان الاوروبي في جلسته المنعقدة امس الاول في ستراسبورغ بتأييد
التحرك الفلسطيني وكان من الملفت للانتباه ان القرار جاء باغلبية ٤٤٦
ضد ١١٦ ، وسيشكل هذا القرار ضغطا وتأثيرا على الدول الاوروبية لدعم
الطلب الفلسطيني.
وقد كان من الاولى لو تقدمنا بهذا الطلب قبل عدة عقود من الزمن
ومنذ بدء الاحتلال وربما كنا لو فعلنا ذلك، منعنا كثيرا من الاستيطان
ومصادرة الارض او ضم القدس وغيرها الى اسرائيل، على اية حال فأن
يجيء الطلب متأخرا افضل من الا يجيء ابدا.
والذين يعارضون ويضغطون لا يقدمون بدائل ولا يحركون ساكنا
وهم يرون المستوطنات وهي تقام والقدس وهي تهود، ولاسماء
العربية التاريخية وهي تغير والتاريخ يزور. وهؤلاء ايضا لا يعملون شيئا
لتحقيق الحل السياسي على اساس دولتين فلسطينية في الضفة وغزة
وعاصمتها القدس، واسرائيل كما انهم لا يمارسون اية ضغوط على
اسرائيل لوقف انتهاكاتها وممارساتها في الضفة ويكتفون باصدار
البيانات والتعبير عن النوايا، في الوقت الذي يمنحون فيه ميزات
وامتيازات سياسية واقتصادية لا حدود لها.
نحن مع القيادة مهما تكن التحديات، ونحن نقدر عاليا موقف السلطة
الوطنية الرافض للخضوع للتهديدات والضغوط لأن المسعى لحماية
الوطن والمستقبل والدولة الموعودة يظل اهم واكبر من كل التهديدات
واجدر بالتضحية مهما عظمت.