الاتفاق النووي حقائق لابد من تذكرها ( ح - ٢ ) صلاح المختار : شبكة ذي قـارالاتفاق النووي حقائق لابد من تذكرها ( ح - ٢ )شبكة ذي قـارصلاح المختار
كالايتام على مائدة اللئام
مثال عربي
هل حقا ان امريكا واسرائيل الغربية ومعهما دول اوربية لا تستطيع تدمير المشروع النووي الايراني كما فعلت امريكا بواسطة اسرائيل الغربية وبتوطؤ فرنسي عندما دمرتا المشروع النووي العراقي ؟ هذا السؤال فرض نفسه منذ بدأت حملات التهديد المتبادلة بين الطرفين . والجواب القاطع قدمه قائد الجيش الامريكي بعد توقيع الاتفاقية اذ اكد ان ( بامكان بلاده تدمير الجيش الايراني بالكامل ) وحتى لو لم يصدر هذا التصريح الان فان كل الوقائع تؤكد ان امريكا تملك قدرة فاقة وفائضة على تدمير اسرائيل الشرقية وليس جيشها فقط .
بجزء بسيط جدا من قدراتها التكنولوجية والعسكرية والمخابراتية بامكان امريكا تحقيق هدفين مترابطين الاول هو تدمير المشروع النووي والثاني هو منع اسرائيل الشرقية من الرد بضرب حقول النفط او غلق مضيق هرمز . تذكروا كل ما نشر عن قدرات امريكا التكنولوجية لتتقبلوا ما قلناه بلا تردد ، فمن يمتلك امكانية ضرب جسم بقدر عشرة سنتمترات من الجو بدقة يستطيع تدمير المواقع النووية ، ومن يستطيع اطلاق قنابل تخترق الصخور لاكثر من 40 مترا – وهذا ما استخدم ولديها صواريخ تخترق اعمق - يستطيع تدمير تحصينات تحت الارض ، ومن امتلك القدرة على تصوير ما تحت الارض في العراق في الثمانينيات واكتشف معادن ثمينة ضخمة لم تعرفها الحكومة العراقية يستطيع معرفة وتحديد ما لدى اسرائيل الشرقية تحت الارض واين .
اما منع الرد الايراني فيكفي تذكر التفوق الامريكي المطلق في كافة صنوف الاسلحة بما في ذلك صواريخ التقاطع او تدمير الصواريخ قبل اطلاقها وفي اسوأ الفرضيات وهي ان اسرائيل الشرقية يمكنها الرد بضرب منابع النفط فان امريكا عرف عنها اللامبالاة في استخدام الاسلحة النووية ضد من يهاجمها مثل الرد على هجوم بيرل هاربر بضرب اليابان بالنووي لاول مرة في التاريخ مثلا . وحكام اسرائيل الشرقية البراغماتيين اعرف من غيرهم بقدرة امريكا على تدمير كل بلدهم عدة مرات ومسح كل شيء من على وجه ارضه . فهل يقدم الملالي الذين اشتهروا بالتطرف في متعة المال والجنس على عمل يعرفون ان الرد عليه هو ليس حرمانهم من المتعة بل من الحياة بكاملها ؟
اذن لم لم تهاجم امريكا المشروع النووي الايراني ومنعت اسرائيل الغربية كما يقال في الاعلام من ضربه ؟
1- اهم حقيقة هي اعترافات اسرائيلية شرقية وغربية وامريكية بان المشروع النووي الايراني لا يشكل خطرا على الغرب ولا على الصهيونية اليهودية لانه موجه اساسا لابتزاز العرب واخضاعهم للفرس تحت امبراطورية فارسية عظمى ، وتماما مثل امريكا فان اسرائيل الشرقية وبسبب عدم قدرتها على تحقيق هدفها الامبراطوري بالقوة الفارسية البشرية والمادية فانها خططت مسبقا للسيطرة على المال العربي والبشر العرب لاجل تنفيذ الخطوات اللاحقة لغزواتهم الامبريالية ولذلك فان النخب الفارسية تعتقد بان امتلاكها للسلاح النووي اهم عوامل اجبار العرب على الاستسلام لها دون حرب او بعد حروب محدودة لا تستنزفها ماليا او بشريا حد الانهيار .
2- منذ انشاء الكيان الصهيوني كان الصهاينة في فلسطين يؤكدون بان فارس حليف تاريخي لهم منذ كورش وبابل وصولا للشاه ويجب تعزيز الحلف معها ضد العرب والنظرية الصهيونية المعروفة باسم ( شد الاطراف ) تقوم على ذلك ، ففي النهاية الصهيونية اليهودية تحتل فلسطين وهي عربية وليست فارسية ولهذا فان الصهيونية الفارسية ليست عدوا بل حليفا ستراتيجيا. واذا كانت هناك خلافات فهي ثانوية وتنتج تنافسا بين الطرفين على تقاسم المغانم ومن يكون هدفه تقاسم مغانم لا يصل الى حد التورط في حرب تنهي الطرفين وهذا هو اهم مظاهر البراغمايتة المشتركة للصهيونية الفارسية واليهودية .
3- الاتفاقية ليست نهاية المطاف بل هي خطوة بناء على طريق اطول وهو أنشاء ما يسمى ب ( الشرق الاوسط الكبير ) يضم ثلاثة اطراف اساسية وهي اسرائيل الغربية واسرائيل الشرقية وتركيا وتدور في افلاك هذه الاطراف وامريكا بقايا العرب بعد تقسيم اقطارهم الى جمهوريات وامارات موز وتقاسمها ، واولها تقسيم مصر .
والنظام الشرق اوسطي الكبير تحالف اقليمي خطط ليكون ركيزة هيمنة امريكا على العالم كله بسبب قيمته الجيوبولتيكية .
وبما ان اسرائيل الشرقية غير مهيأة حتى الان لعضوية الحلف فان المطلوب اعدادها لعضويته تدريجيا واهم خطوات الاعداد تنطيف النظام من عناصر تحملت مسؤولية كل الجرائم والاعمال التي قامت بها النخب الحاكمة منذ تولي خميني الحكم وتنصيب عناصر تسمى معتدلة تستطيع العمل مع الغرب واسرائيل الغربية بلا عوائق ان تردد وتقبل بوصاية امريكا عليها .
4- يمكن التأكيد على ان امريكا تعرف ان اسرائيل الشرقية تاريخيا لديها طموحات امبراطورية عتيقة واعتق من الاستعمار الاوربي بكثير وهي لذلك تتميز بوجود غطرسة امبراطورية فارسية تهتم بالمظاهر ومنها امتلاك القدرات النووية التي تقدمها على انها دولة عظمى ، وهذا ما تعده امريكا واسرائيل الغربية عاملا مضافا في اجبار العرب على الاستسلام .
5- بالاصل ، وطبقا لستراتيجية السيطرة الامريكية على العالم ، فان دعم الصهيونية بكافة مكوناتها الامريكية والاوربية واليهودية لنظام الملالي ينطلق من فكرة جوهرية وهي احداث انقلاب ستراتيجي في العالم هو الاكبر ويتمثل في احلال الصراعات الدينية والعرقية محل الصراعات بين الرأسمالية من جهة والشيوعية وحركات التحرر من جهة ثانية ، لذلك فان اسرائيل الشرقية وكي توسع نطاق الفتن الطائفية التي اشعلتها وتنقلها من حرب متموضعة في الاقطار العربية الى العالم الاسلامي كله فان الصفة النووية لها تكسبها المزيد من الهيبة والتخويف في ان واحد .
كما ان ذلك يمنح انصارها قوة مضافة للعمل الانشط في كل العالم الاسلامي لاجل احداث تغيير جوهري في تناسب القوى بين مكونات العالم الاسلامي وجعل العدد بين السنة والشيعة متقاربا لاجل ضمان تعاظم الصراعات الاسلامية - الاسلامية وديمومتها واثبات صحة نظرية نتنياهو بان اسرائيل الغربية يجب الاعتراف بها كدولة يهودية لان الجميع تحركهم الاديان من هنا فان الاتفاق النووي يستبطن اهدافا غير منظورة وبعيدة المدى .
يتبـــــــــــــــــــــع ..(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
١٨ / تمــوز / ٢٠١٥