المعارضة السورية المسلحة تسطر ملاحم الدفاع عن الزبداني وتحولها لأساطير الهجوم
posted: 22 Jul 2015 02:06 PM PDT
القلمون ـ «القدس العربي»: «طريق القدس» الذي يمر من خلال مدينة الزبداني، حسب أقوال السيد حسن نصرالله أمين حزب الله، «طريق القدس» المغلق ببنادق وأسلحة خفيفة يستخدمها شبان سوريون من أهالي مدينة الزبداني الواقعة غرب العاصمة السورية دمشق، ضد صواريخ وطائرات تقوم بتحريكها قوات النخبة المشتركة بين حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وقوات النظام السوري.
تدفع الزبداني ثمن تضامن أهلها مع الثورة السورية التي وقفت في وجه نظام بشار الأسد، والذي يشن هجوما عسكريا وصف بالأعنف عليها، والذي يستمر لليوم الثامن على التوالي وتنهال على المدينة عشرات الصواريخ الفراغية والبراميل المتفـجرة والقذائـف من كـل حـدب وصـوب.
ولكن ورغم المعارك العنيفة التي تدور رحاها على أرض الزبداني من قبل قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تساندها من جهة، وبين أهالي المدينة الثائرين على نظام الحكم، حيث يشن الأخير هجوما معاكسا للتصدي لمحاولات الاقتحام المتكررة.
هجوم نفذته قوات المعارضة السورية المتواجدة بوادي بردى فجر اليوم على نقاط تمركز حزب الله اللبناني والنظام السوري إضافة إلى أفراد من الحرس الثوري الإيراني بمنطقة الجبل الشرقي على أطراف المدينة، مما أدى لبسط نفوذ الثوار على نقطتي «السكرة، الكرزات»، وتمكنوا أيضا من قتل من كان فيهما من جنود وضباط، وإعطاب مدرعة والاستيلاء عليها، مع ما توفر من أسلحة كانت تُستخدم بالعملية العسكرية على المدينة، ما فرض على النظام إعادة عناصره في حي الزلاح وإرسالهم إلى الجبهة الشرقية من المدينة، وإرفاق معركة الجبل الشرقي بتسلله وسيطرته على كل من درب الكلاسة ودرب حصبة ومرج الكسار.
يقول النقيب المنشق عن الجيش السوري والقيادي في معركة الزبداني (أ. ب) بتصريح خاص لـ»القدس العربي»: إن معركة اليوم أوقعت أكثر من تسعة قتلى بين ضباط وجنود من صفوف حزب الله، وذلك أثناء الهجوم المباغت، وستزداد شراسة هذه المعارك أكثر فأكثر في الأيام المقبلة.
ووصف مقاتلي النظام بالخونة والعملاء بقوله «يعتدون علينا ويريدون منا أن نشاهد طريقة قتلهم لنا كالأفلام، فإن بشار لأسد وقواته وحلفاءه أكبر إرهابيي العصر، فهم أبادونا ودمروا بيوتنا، وشردوا أهالينا هنا في الزبداني، ليحاولوا غسـل المنطـقة ديموغرافيا، وكل سـوري يقـاتل في صف النظام على جبهة الزبداني، وعلى جميع الجبهات في سوريا، هو عميل إيراني».
وختم حديثه بالقوـل «قوات النظام تستهدف المدينة بمئات البراميل المتفجرة وعشرات الصواريخ من نوع الأرض- أرـض فضلا عن القصف المدفعي الذي طال حي العامرية والمحطة اليوم، يحاولون أن يقتلوا السكان ويرتكبوا المجازر، لكن بهمة الثوار استطعنا إجلاء معظمهم بالرغم من نيران نقاطهم، وذلك بحماية اللـه».
ويؤكد ناشطون ان الزبداني تخضع اليوم لتطهير عرقي لرسم خريطة جديدة على الحدود مع لبنان، لا يراهن عليها المعارضون، لكنهم يؤكدون أن سقوطها لن يكون قبل قتل كبار القادة في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والنظام السوري.
محمد أصلان
العشرات من عناصر «حركة أحرار الشام» في مخيم اليرموك يبايعون «تنظيم الدولة»
posted: 22 Jul 2015 02:06 PM PDT
إسطنبول ـ «القدس العربي»: أثارت سيطرة «تنظيم الدولة» الإسلامية على مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق كثيرا من الجدل في أوساط الثورة السورية، وكثرت الشائعات حول تواطؤ كل من «جبهة النصرة» و»حركة أحرار الشام» في المخيم مع التنظيم أثناء اقتحامه للمخيم وطرده لتشكيلات عسكرية كانت تسيطر عليه أبرزها «كتائب أكناف بيت المقدس» المرتبطة بحركة «حماس» والتي وحسب نشطاء كانت على وشك توقيع مصالحة مع النظام السوري.
العلاقة الحميمة التي تجمع بين «النصرة» و»أحرار الشام» و»تنظيم الدولة» في مخيم اليرموك وقتالهم صفا واحدا ضد النظام بقيا لغزا محيرا للمتابعين، وطرح العديد من التساؤلات، والكثير من علامات الاستفهام.
وبعد أكثر من شهرين من سيطرة «تنظيم الدولة» على مخيم اليرموك أعلنت قيادة «أحرار الشام» عن فصل فرعها في مخيم اليرموك لرفضه قتال «تنظيم الدولة»، كما تحدثت عن وجود علاقات بين فرعها والتنظيم هناك.
مصدر مقرب من «أحرار الشام» رفض الكشف عن اسمه قال إنه عايش تفاصيل دخول «تنظيم الدولة» إلى المخيم لحظة بلحظة تحدث لـ»القدس العربي» عن تفاصيل ماحدث في بداية دخول «تنظيم الدولة» للمخيم قائلا: رأى بعض قادة «أحرار الشام» في مخيم اليرموك بعد جلوسهم مع قادة «تنظيم الدولة» والتواصل معهم أنها ليست كما يُشاع عنها في الإعلام، ولهذا فضلوا الحياد عند اقتحام الدولة للمخيم، خصوصا أن «أكناف بيت المقدس» كانت سببا رئيسيا في وصول المخيم للحالة الإنسانية الكارثية التي كان عليها قبل دخول «تنظيم الدولة»، حيث كان مقاتلو «الأكناف» يستولون على المساعدات الغذائية، ورأى قادة «الأحرار» ان الدخول في اقتتال مع «تنظيم الدولة» سيلحق المزيد من الضرر بالوضع الإنساني لمن تبقى في المخيم.
ويضيف المصدر «إن العلاقة في المخيم بين «تنظيم الدولة» و»أحرار الشام» و»جبهة النصرة» علاقة أخوة لم تتأثر بالإعلام، وقد تم الاتفاق على إزالة الحواجز فور سيطرة «تنظيم الدولة»، وبعد أن جلسنا مع جنود «تنظيم الدولة» وقادتهم بعد سيطرتهم على المخيم تبين لنا ان الدولة الإسلامية لها مشروع يختلف عن الجميع وهو المشروع نفسه الذي نادت به الفصائل الاسلامية، كشعار دون تطبيق فيما يعيبون على «تنظيم الدولة» تطبيقه، والأمر نفسه ينطبق على «جبهة النصرة» فنحن نرابط ونقاتل سوية مع جنود «تنظيم الدولة» و»النصرة» ولم يحصل اي خلاف، فلماذا حدث كل هذا الخلاف والقتال في مناطق أخرى، «تنظيم الدولة» لم يقاتلنا، ولم يصفنا بالمرتدين، ولم يكفرنا بل تعاونا معا على حماية المخيم وتحسين أوضاعه».
وحول ما أثير في وسائل التواصل عن مبايعة «حركة أحرار الشام» في مخيم اليرموك لـ»تنظيم الدولة» قال المصدر المقرب من الحركة «العلاقة بيننا تطورت بشكل ملحوظ ولا شك ان «تنظيم الدولة» أصبح صاحب النفوذ في المخيم، وقد بايع العشرات من مقاتلي «أحرار الشام» «تنظيم الدولة» وهو الأمر الذي لم تعترض عليه قيادة «الأحرار» في المخيم وهي ذاتها القيادة التي سبق ان صدر قرار فصلها من قبل القيادة العامة لـ»أحرار الشام» لكنها ظلت تمارس نشاطاتها مع عدم تنازلها عن اسمها الأصلي، ونحن هنا تجمعنا عقيدة واحدة، وهدف واحد، ونقف في جبهة واحدة وبيعة عناصر «الأحرار» في المخيم لــ»تنظيم لدولة» ليس مستغربة»، وأضاف: هناك أيضا انتقال لعدد من مقاتلي «أحرار الشام» من مخيم اليرموك إلى بلدات مجاورة للالتحاق بصفوف الفصائل التي تقاتل «تنظيم الدولة»، خاصة تلك التي عقدت مصالحات مع قوات النظام في بلدة يلدا وغيرها.
ويختم المصدر المقرب من «أحرار الشام» حديثه لـ «القدس العربي» قوله «أعتقد بيعة من تبقى من مقاتلي «أحرار الشام» في مخيم اليرموك لـ»تنظيم الدولة»، باتت قريبة بعد بيعة العشرات منهـم قبل أسـابيع»، على حد قوله.
أما موقف «جبهة النصرة» في المخيم فكما يرى مراقبون تبدو أكثر ميلا للتقارب مع «تـنظيم الدولة» والتـحالف ويبدو أن قيادة «النصرة» في سوريا قد تتخذ قرارا مماثلا لما اتخذته قيادة «الأحرار»، وتفصل فرعها في المخيم. وتشير بعـض المعـلومات إلى بيعة عدد من مقاتلي «النصرة» لـ»تنظيم الدولة» ولـكن بأعـداد تقل عن «أحرار الشـام».
عبيدة الدليمي
الأردن لا يعجبه التلاعب الأمريكي بالأسقف الزمنية وواشنطن «تغير أقوالها»
posted: 22 Jul 2015 02:06 PM PDT
عمان ـ «القدس العربي»: الدلالة كانت رمزية بالتأكيد ومقصودة سياسيا عندما هبطت الطائرة التي تقل وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر شمال الأردن في القاعدة العسكرية التي انطلق منها الطيار الشهيد معاذ الكساسبة الذي قتله «تنظيم الدولة ـ الإسلامية» في سوريا.
المرافقون للوزير الأمريكي قالوا إنه سيتحدث لرفاق الكساسبة لكن المرافقين السياسيين والإعلاميين للوزير الأمريكي تجنبوا الإشارة للأسباب المتعلقة بوقف أو تجميد الطلعات الجوية الأردنية ضد تنظيم الدولة، ضمن قوات التحالف، فالمساعدات الأمريكية في هذا الخصوص تظهر للطبقة السياسية في الأردن أن الإدارة الأمريكية لا تريد «حسم» المعركة ضـد «الدولة» لا في سـوريا ولا في العـراق والمسـؤولون في الإدارة الأردنيـة يتصـرفون على أسـاس هـذا الانـطباع.
رفاق الطيار الكساسبة تواقون لمواصلة المهمة في إطار الرد على عملية إعدام رفيقهم لكن عمليات الإشتباك الميداني مع «الدولة» ضمن إطار التحالف أصيبت مؤخرا بـ»الخمول» مرة بسبب حجب الأموال المخصصة للعمليات ومرة بسبب الأجندات السياسية.
الوزير كارتر وفي وقفته السريعة في الأردن استعد لتعزيز الدفاعات الحدودية الأردنية وتحدث عن التنسيق مع إسرائيل وعن إستمرار المواجهة مع «الدولة»، لكن الأداء كان لفظيا، فخلف الستارة يشتكي الأردن من «العوامل السياسية» الإقليمية التي ظهرت في سلم أولويات الإدارة الأمريكية حيث الاتفاق النووي مع إيران وفي برنامج أولويات المملكة العربية السعودية حيث عاصفة الحزم.
يمكن في أروقة صناعة القرار والنخب الأردنية الاستماع لتلك الإجتهادات التي تسخر من سعي الأمريكيين لإدامة فترة المواجهة مع تنظيم الدولة، خلافا للوقائع برأي الخبرة الأردنية المتميزة استخباريا بالتنظيمات الجهادية.
هنا يمكن ملاحظة أن الوزير كارتر يزور عمان ويتوقف في الأردن بطريقة «استعراضية» في القاعدة التي انطلقت منها طائرة الكساسبة، دون أن يوازي هذا الاستعراض عمل حقيقي وجدي على صعيد تنشيط التحالف الخامل أو تقديم الإسناد الدفاعي اللازم والضروري لتقليص نفوذ «الدولة» في الإطار العملياتي داخل سورية والعراق.
الاستعراض حصل بالتزامن مع التصريح الذي تحدث فيه الرئس الأمريكي باراك أوباما عن الحاجة لتمديد فترة مواجهة «الدولة» لفترة تبدأ من عشر سنوات إلى 20 عاما بعد ان تمأسس التحالف على فكرة القضاء على «الدولة» خلال خمس سنوات.
الإدارة الأمريكية بهذا المعنى «تغير أقوالها» وتعمل على إطالة أمد السياق الابتزازي الذي توفره الدولة للأنظمة العربية، وهو اتجاه يضايق بعض الدول الجادة مثل الأردن والسعودية، لكن المجموعة العربية في قوات التحالف ضد «الدولة» تبدو مستسلمة له وإن كان ذلك حسب الأوساط الدبلوماسية المطلعة يؤشر على عملية ابتزاز «سياسية ومالية» من قبل الصناعات الأمريكية والإدارة في واشنطن لدول النادي الخليجي، خصوصا بعدما أصبحت عاصفة الحزم السعودية على نحو أو آخر جزءا حيويا وفاعلا من استراتيجية واشنطن في ترتيب الأوراق الأساسية مع طهران قبل الانتقال إلى برنامج «تأهيلها» للمجتمع الدولي.
بهذا المعنى وعلى هذا الأساس يمكن القول ان الزيارة الاستعراضية التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة مالت للتحدث عن صمود التحالف ضد إرهاب «الدولة» أكثر من غرقها في اي تفاصيل يمكن ان تنطوي على تجديد خطط التحالف والالتزامات معه، وأكثر بطبيعة الحال من توسيع نطاق المواجهة أو توسيع الإطار العملياتي.
يعني ذلك أن عملية الابتزاز السياسي وغير السياسي متواصلة للنظام الرسمي العربي عندما يتعلق الأمر بالعزف الدائم على إوتار اتجاهات «الدولة» الانقلابية والأمنية، وهي مسألة لم يعد من الممكن إخفاؤها لا عند المسؤولين الأردنيين ولا الدبلوماسيين العرب والأجانب.
بسام البدارين