قادمون من أربيل لـ«القدس العربي»: قلق في الشارع الكردي من قرب انتهاء فترة بارزاني دون اتفاق على حل
August 13, 2015
أربيل ـ بغداد ـ «القدس العربي»: أعرب قادمون من إقليم كردستان إلى العاصمة العراقية عن توتر الشارع الكردي وقلقه على خلفية قرب انتهاء فترة رئيس الإقليم مسعود بارزاني وإصرار القوى السياسية الكردية على التمسك بمواقفها وعدم التوصل إلى اتفاق لحل المشكلة.
وذكر أحمد الدليمي، وهو مدير شركة سياحة في بغداد، لـ»القدس العربي» أن توترا وقلقا يسود بين الكرد والعرب في إقليم كردستان نتيجة عدم توصل الأحزاب الكردية إلى تسوية بخصوص وضع رئيس الإقليم سواء في بقائه أو ايجاد بديل أو تعديل دستور الإقليم. وذكر الدليمي الذي يتردد إلى اربيل لنقل السياح من بغداد، أن المواطنين الكرد المثقلين أساسا بأزمة اقتصادية جراء قطع رواتب موظفي الإقليم والأزمة مع بغداد والحرب ضد تنظيم «الدولة»، ولا يريدون ان تقع مشكلة جديدة بسبب منصب رئاسة الإقليم.وقد انعكس هذا القلق على أوضاع السوق وضعف الأقبال على الشراء.
وذكر الدليمي أن تظاهرة خرجت في أربيل لعناصر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود البارزاني ومؤيدون آخرون، وذلك للمطالبة بالتمديد لرئيس الإقليم البارزاني، مؤكدا أن انتشارا أمنيا أكبر من الاعتيادي كان ملحوظا في شوارع أربيل مركز الإقليم.
وأشار الدليمي ان العرب المقيمين في الإقليم والنازحين من الموصل وصلاح الدين وكركوك عبروا أيضا عن قلقهم من تداعيات أزمة الرئاسة في الإقليم واحتمال ان ينعكس ذلك على أوضاعهم في الإقليم الذي يعتبرونه ملجأ وحيدا لهم في الوقت الحاضر. ونوه صاحب شركة السياحة أن حجم اقبال العرب من بغداد على السياحة في الإقليم تأثر بأزمة كردستان وفضل الكثير من السياح تأجيل السفر إلى ما بعد نهاية الشهر الحالي لحين حسم مشكلة منصب الرئاسة في الإقليم.
ويذكر ان سلطات الإقليم قد فتحت الأبواب مؤخرا للسياحة عبر البر من بغداد بعد فترة منع بسبب غلق الطرق جراء المعارك مع تنظيم «الدولة»، حيث توافدت المجاميع السياحية من بغداد إلى اربيل والسليمانية، هربا من حرارة الجو وللتمتع بالمصايف الجميلة في كردستان.
وضمن السياق ذاته حذر المستشار الإعلامي لرئاسة إقليم كردستان كفاح محمود كريم من تدهور الأوضاع السياسية في25 من الشهر الجاري مع انتهاء رئاسة مسعود البارزاني للإقليم، مؤكدا ان اربيل تشهد حراكا شعبيا يؤيد استمرار البارزاني في الرئاسة. وحذر كريم في تصريحات صحافية، الكتل السياسية من عدم الوصول إلى حلول عاجلة لحسم شخصية رئيس الإقليم وإلا ستحدث مشاكل سياسية كبيرة في 25 من الشهر الجاري.
كما أكد عضو كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان إلإقليم سالار محمود أن الأحزاب الكردستانية أمام مسؤولية كبيرة للوصول إلى توافق بشأن مسألة رئاسة الإقليم، مشيرا إلى أن هناك زيارات لممثلي دول إلى الإقليم لإيجاد حل لهذه المسألة. وقال محمود في تصريح إن «هناك فرصة أمام الأحزاب السياسية للتوافق حتى الـ20 من شهر آب الجاري للوصول إلى نقطة مشتركة للخروج من ازمة قضية رئاسة الإقليم».
وكانت وفود أمريكية وإيرانية قد زارت الإقليم مؤخرا والتقت بقيادات الأحزاب الكردية في أربيل والسليمانية، وأبلغتهم بضرورة التوافق حول أزمة رئاسة الإقليم التي تحظى باهتمام دولي، نظرا لحساسية الظروف الأمنية والسياسية في المنطقة وخاصة ما يتعلق بالمواجهة مع تنظيم «الدولة» الذي تتمركز قواته على الحدود مع الإقليم وتجري مواجهات مستمرة معه.