حكام بالسجن ثلاث سنوات لصحافيي قناة «الجزيرة» في مصر August 29, 2015 القاهرة- (أ ف ب) – حكمت محكم
أحكام بالسجن ثلاث سنوات لصحافيي قناة «الجزيرة» في مصر
August 29, 2015
القاهرة- (أ ف ب) – حكمت محكمة جنايات القاهرة أمس السبت بالسجن ثلاث سنوات على صحافيي قناة «الجزيرة» القطرية الثلاثة رغم الدعوات الدولية لاغلاق الملف.
وأدين الاسترالي الذي يحاكم غيابيا بيتر غريست والكندي محمد فهمي والمصري باهر محمد اللذين حضرا الجلسة بنشر «أخبار كاذبة» دعما لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي الذي اقصاه الجيش عن السلطة في 2013.
وأدانت قناة «الجزيرة» القطرية الأحكام التي صدرت على الصحافيين الثلاثة الذين اوقفوا في كانون الاول/ديسمبر 2013، معتبرة انها «تعد جديد على حرية الصحافة».
وقال المدير العام لشبكة «الجزيرة» بالوكالة مصطفى سواق في بيان ان الحكم «ظالم وغير منطقي ولا يستند إلى أي أسس قانونية» وأضاف ان «القضية برمتها ذات طابع سياسي ولم تجر في ظروف طبيعية ونزيهة».
وأكد سواق ان «الجزيرة» «لن تحيد عن سياستها التحريرية وسوف تستمر في العمل على انهاء محنة باهر وبتير ومحمد».
من جهتها صرحت المحامية أمل كلوني التي تتولى الدفاع عن فهمي ان «المخرج العادل الوحيد لهذه القضية كان تبرئة» الصحافيين، مشيرة إلى «غياب الأدلة».
وكانت أمل كلوني صرحت قبل الجلسة انها ستلتقي مسؤولين في الحكومة لطلب «عفو (رئاسي) أو ترحيل» موكلها في حال صدر حكم عليه.
من جهته قال عادل شقيق محمد فهمي بعد صدور الحكم «أنا مصدوم جدا كنا نتوقع تبرئة ونجد أنفسنا مرة جديدة عالقين في هذه القضية. هذا غير منطقي».
وكان فهمي صرح «انها قضية سياسية منذ البداية. اذا كان هناك عدل فيجب تبرئتنا لاننا صحافيون موضوعيون»، موضحا ان لجنة فنية كلفتها المحكمة تحليل تسجيلات الفيديو التي انجزوها استبعدت اي «تزوير».
وكتب غريست على حسابه على تويتر ان «أنظار العالم متوجهة إلى مصر اليوم. انها فرصة للقضاء المصري ليبرهن على عدالته». وفي حزيران/يونيو 2014، صدرت أحكام اولى بالسجن سبع سنوات على كل من محمد فهمي وبيتر غريست وبالسجن عشر سنوات على باهر محمد.
وفي الأول من كانون الثاني/يناير الفائت، ألغت محكمة النقض الحكم وقضت بمحاكمة الصحافيين مجددا بعد ان قالت ان الحكم «يخلو من أدلة على الاتهامات التي دينوا بها (ولا يحترم) حق المتهمين في الدفاع».
وجرى ترحيل غريست في شباط/فبراير الماضي بموجب قانون يسمح بترحيل الأجانب إلى بلدانهم لكنه يحاكم حاليا غيابيا في القضية، بينما اطلق سراح محمد فهمي وباهر محمد في أولى جلسات اعادة المحاكمة في 12 شباط/فبراير الماضي بعدما امضيا اكثر من 400 يوم في السجن.
اتهم الصحافيون الثلاثة أيضا بانهم عملوا بدون التصاريح اللازمة. وقد اوقف فهمي وغريست في غرفة في فندق في القاهرة حولوها إلى مكتب.
لكن فهمي الذي عمل من قبل لشبكة «سي ان ان» الامريكية، يؤكد انه لم يكن على علم بان «الجزيرة» لم تعد تملك التصاريح اللازمة وان إدارتها لم تبلغهم بذلك يوما.
وفهمي الذي يحمل الجنسية الكندية، تخلى عن هويته المصرية على أمل ترحيله على غرار غريست دون جدوى.
وأثارت الأحكام الاولى على الصحافيين انتقادات دولية واسعة خصوصا من قبل واشنطن والأمم المتحدة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صرح العام الماضي «كنت أتمنى ترحيل هؤلاء (الصحافيين) فور القبض عليهم بدلا من محاكمتهم».
وجرت محاكمة هؤلاء الصحافيين بينما كانت العلاقات متوترة بين القاهرة والدوحة التي ساندت مرسي. وتقول قناة «الجزيرة» باستمرار ان محاكمة الصحافيين الثلاثة «سياسية».
وكان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يلوم قطر وشبكة «الجزيرة» القطرية لدعمهما لجماعة الإخوان المسلمين بعد إطاحة مرسي وما تبعها من قمع دام للإسلاميين في مصر أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل.
وأصدرت المحكمة السبت كذلك أحكاما بالسجن على متهمين آخرين صدرت أحكام اولى عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين سبع وعشر سنوات بتهمة «الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين والسعي «للاضرار بصورة مصر».
وتقول لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان «18 صحافيا على الأقل يقبعون في السجون المصرية»، خصوصا بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين.