سيول الأمطار تغرق بغداد وعدة مدن عراقية وتودي بخمسة أطفال
بعض سكانها أمضوا ليلتهم بإزالة المياه... والأوضاع في مخيمات اللاجئين كارثية
October 29, 2015
بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: فتحت السماء أبوابها لسيول جارفة أغرقت العاصمة العراقية بموجات متواصلة من الأمطار الغزيرة التي أنهمرت على العاصمة والمدن الأخرى ومخيمات النازحين طوال ليلة الأربعاء ويوم الخميس، مما حدا بالحكومة إلى إعلان يوم الخميس عطلة رسمية ، للتعامل مع نتائج موجة الأمطار المفاجئة ، بينما أعلنت الأنبار النفير العام لنجدة مخيمات النازحين.
فقد أعلن مجلس الوزراء العراقي ومجلس محافظة بغداد الخميس عطلة رسمية في بغداد بسبب الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها ، كما أعلنت بعض المحافظات (النجف) الخميس عطلة أيضا للسبب نفسه.
وشهدت العاصمة بغداد مساء الأربعاء هطول أمطار غزيرة رافقتها رياح قوية أدت إلى حدوث فيضانات في أغلب مناطقها وشوارعها، في حين توقف البث التلفزيوني وبعض شبكات الهاتف النقال والإنترنت لساعات طويلة بفعل شدة موجات الأمطار .
وتسبب ضعف البنى التحتية في بغداد، ثاني عاصمة عربية يسكنها أكثر من ثمانية ملايين شخص، بسيول هائلة.
وأظهر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مستشفى في بغداد وقد دخلت إليه الأمطار، فيما الموظفون يتنقلون داخله وقد وصلت المياه حتى ركبهم.
وأمضى سكان بعض أحياء العاصمة معظم الليل في إزالة مياه المطر الملوثة بمياه الصرف الصحي والتي أغرقت منازلهم.
ورغم تحذيرات مديرية الأنواء الجوية قبل أيام بقدوم موجة أمطار قوية إلى العراق ، إلا أن استعدادات الدوائر المعنية في بغداد بمواجهة الحالة لم تكن بالمستوى المطلوب كالعادة ، خاصة مع هطول معدلات عالية للأمطار أكثر من المعتاد في مثل هذا التوقيت من العام بحسب خبراء في الأرصاد ، ما تسبب في عجز المجاري عن استيعاب كميات المياه الساقطة على المدينة .
وأظهرت لقطات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي صورا وأفلاما عن غرق العديد من شوارع العاصمة بمياه الأمطار وحصول ازدحامات مرورية في عدد من التقاطعات ، كما أن كميات من المياه تجمعت في عدد من أنفاق السيارات مثل نفق ساحة التحرير ونفق الشرطة وغيرهما حيث توقفت الحركة في بعضها .
وإزاء شدة الأمطار وعجز أمانة العاصمة عن التعامل مع فيضان الأمطار واكتساح المياه للشوارع والمناطق بمستويات عالية لا يمكن الحركة فيها من قبل المشاة ، طلب مجلس محافظة بغداد من مجلس الوزراء ، إعلان الخميس عطلة رسمية لضمان بقاء المواطنين في دورهم وعدم تحملهم مشاق الذهاب إلى دوائرهم ومدارسهم وسط بحيرات المياه. ويذكر أن تعطيل الدوام في الدوائر والمدارس والجامعات ، هو أسلوب الحكومة العراقية المعتاد لمواجهة غرق العاصمة بمياه الأمطار .
إلا أن أسوأ آثار انهمار الأمطار هو الوضع المأساوي في مخيمات للنازحين عندما اجتاحت السيول العديد منها في بغداد وحولها وخاصة في منطقة ابي غريب غرب بغداد ، حيث هاجمات الرياح القوية المصحوبة بالأمطار الغزيرة ، خيم النازحين واقتلعت الكثير منها وغمرت ساكنيها مع حاجياتهم بالمياه ، فأصبحت العائلات تحت رحمة الأمطار دون غطاء فوق رؤوسهم .
وذكر شهود عيان في حي الجامعة والدورة والغزالية أن مخيمات النازحين تسبح في برك كبيرة من المياه ، حيث يعيش الأطفال وكبار السن حالة يرثى لها، بينما عجر الرجال وحتى النساء عن إيجاد حل لتلك المأساة مع استمرار انهمار الأمطار .
وفي الأنبار غرب العراق أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي النفير العام لإنقاذ النازحين بعد موجة الأمطار التي اجتاحت المخيمات .
وأجبرت الأمطار التي انهمرت على المحافظة النازحين في مخيمات عامرية الفلوجة إلى ترك خيامهم وممتلكاتهم واللجوء إلى المدارس لحماية الأطفال والنساء والمرضى . كما حولت الأمطار المخيمات في عامرية الفلوجة الى ركام وسط الصحراء. ما دفع بالحكومة المحلية هناك بفتح أبواب المدارس أمام النازحين تحت نفير عام للأجهزة الأمنية والخدمية لإنقاذ النازحين .
وتوفي خمسة أطفال نتيجة سقوط الأمطار، واحدة في صلاح الدين في الثالثة من عمرها عندما غرق مخيم للنازحين في ناحية سليمان بك في أطراف مدينة طوزخورماتو شرق المحافظة ، وثلاثة بتماس كهربائي نتيجة سقوط الأمطار في ديالى والخامس في كركوك .