بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقال في ذكرى مذبحة كفرقاسم المروعة شبكة البصرة أ.عبدالعزيز أ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مقال في ذكرى مذبحة كفرقاسم المروعة شبكة البصرة أ.عبدالعزيز أمين عرار كما العادة التي تعودت عليها عصابات الكيان الصهيوني حيث قام الاحتلال الصهيوني بالاعتداءات المتكررة على القرى والمدن الحدودية وغيرها قبل وبعد عام 1948، وكان لقرية كفرقاسم نصيب منها، فقد هجر أحمد عبدالحق الشملة ومعه أمه وأخواته وما إن خرج إلى اضفة الغربية حتى أطلق حرس الحدود الصهيوني رصاصه فسقطت والدته شهيدة وجرحت واحدة من أخواته، وقد بلغ القائد البريطاني كلوب باشا عن هذا الحادث، وكثير ممن جربوا الرجوع إلى وطنهم قتلوا. ففي بيت جبرين سقط بعضهم بفعل الالغام وآخرين قتلوا حتى بلغ عدهم 75 شخصا، ولقد شكلت ظاهرة التسلل أرقا للعدو الصهيوني، حيث رجع بعضهم لقريته وبلده، وربما قتل يهوديا أثناء رجوعه كما جرى في غابة عزون، (تبصر)، ناهيك عن قيام الضابط مصطفى حافظ في الجيش المصري بتوجيه فلسطينيين للقيام بأعمال فدائية مما أغاض الصهاينة وسقط شهيدا بطرد ملغوم، وفي هذه الاثناء من عام 1956 كانت دول العدوان الثلاثي تعد العدة للهجوم على مصر في ثورته المشهورة على الاقطاع ودوره في التأميم، وأمام مأزق العدوان الذي تخطط له دولة الكيان الصهيوني باشرت في 10 أكتوبر 1956 بالاعتداء على مركز شرطة قلقيلية الذي سقط فيه كوكبة من الشهداء والجرحى من ضباط وأفراد الجيش الاردني مثلما سقط أيضا لليهود ضابط كبير وغيره من الجنود ثم قام بمذبحة كفرقاسم في ظل حكم عسكري قاس، وهنا نسوق للقارئ بعض فصولها وتأثيرها على أبناء جلجولية وقرى المثلث. تأثير جريمة كفرقاسم على أهالي خريش: ظل الحكم العسكري في فلسطين يمارس الترويع والطرد والتهجير للعرب الفلسطينيين وكان من بين هذه الأعمال صدر قرار في 29/10/1956بفرض منع التجوال على قرى في المثلث ومنها : قرية كفرقاسم، وجلجولية،وصدرالقرار عند الساعة الواحدة ظهرا، وقبل إن يتمكن العمال من الرجوع من عملهم إلى بيوتهم، وهنا اصدر الضابط شدمي أوامره إلى القائد شموئيل مالينكي قائد حرس الحدود بأن يكون منع التجوال في هذه المرة من نوع خاص أي أوصاه بالقتل. وتوافد الناس، بعد رجوعهم من أعمالهم، وقد ركب بعضهم دراجة وآخرين ركبوا سيارة، أو قادمين مشيا على الإقدام، وعند موقع طبقات كفرقاسم " غربي القرية قتل الكثيرون في دفعات و مرت الدفعة الخامسة، وكان يقود السيارة من نوع قلاب سائق من الطيبة بالمثلث، حيث ركب بجانبه عمر الحاج محمود عرار، في حين ركب من الخلف ابنه مصطفى، والعامل محمود عبدالغافر من كفربرا، ومر بجانب الحاجز فأوعز له بالتوقف فأصيب السائق بالذهول حينما رأى المنظر المرعب للقتل، والدم الأحمر القاني على الشارع، ولكن الحاج محمود اخذ مقود السيارة منه، ومضى بها مسرعا، وانهمرت طلقات غزيرة من حرس الحدود على عجلات السيارة، حتى سارت على عجل الحديد، واطل محمود عبدالغافر من السيارة فأردوه قتيلا، ووصل سائق السيارة بيت عمر الحاج محمود، ونزل صاحبها بسرعة، ونظر إلى الخلف فوجد محمود عبدالغافر قد فارق الحياة وعن هذا الفصل من الجريمة المروعة كتب إميل حبيبي: "الموجه الخامسة سيارة شحن فيها سائق وخمسة ركاب، فلما رأى السائق ما يجري أسرع بسيارته لا يلوي على شيء، فأطلق العساكر الرصاص عليها، ولكنها لم تتوقف إلا في داخل القرية، وهناك تبين أن احد ركابها، وهو العامل الشهيد محمود عبدا لغافر ريان 35 عاما أصيب وقتل، وهو من سكان كفر برا". وبينما كان منع التجوال مفروضا على قرى أخرى مجاورة، ومنها:كفربرا، وجلجولية. كادت أن تحدث جرائم أخرى في قرية جلجولية فقبل المساء بقليل عاد السائق سعيد أحمد عبدالسلام من سكان خريش سابقا، وبرفقته ابن عمه عبدالعزيز أحمد عرار إلى جلجولية، وأثناء عبورهم الطريق المعبد بين جلجولية وملبس، اقترب السائق أحمد سعيد من حاجز إسرائيلي عند جلجولية، وطلب منه الجنود التوقف، ولكنه رفض الانصياع للأوامر، فلاحقته السيارة العسكرية إلى جلجولية، وهّم عبدالعزيز النزول مسرعا إلى داره في جلجولية، لكن جنود الاحتلال عاجلوه بإطلاق رصاصات أصابت كتفه اليمنى ومزقت وأتلفت كليته، ولاذ السائق سعيد بالفرار بسيارته، واتجه صوب داره، بينما اختبأ عبدالعزيز في كومة من الحطب قريبة من داره والدم ينزف من جسمه، وتبعه جنود الاحتلال الصهيوني يبحثون عنه، واقتربوا منه، وهو في حالة يرثى لها. قال لهم:ـ إما أن تأخذوني إلى المستشفى أو تجهزوا علي. وأمر الجنود ابن عمه عبدالحافظ موسى بنقله إلى المستشفى وشفي بعد أن عاش بكلية واحدة، وظل يعاني المرض حتى توفي في عام 2006. وفي منتصف ليلة الجريمة المروعة في كفرقاسم، جاءت دوريات إسرائيلية إلى قرية جلجولية، وأخذت شباب خريش وجلجولية لدفن القتلى من العرب، ولم يعلم الشباب أسباب نقلهم بالدوريات حتى وصلوا إلى كفر قاسم، ويقول أحد الذين شاركوا في عملية الدفن: "حضروا إلينا بصورة مفاجئة، ودون علم منا، وأخذونا إلى كفرقاسم، وفوجئنا بالكارثة، والمنظر المرعب، وأمرونا بدفن جثث الشهداء، ودون انتظار للصلاة عليهم، واحضروا من كفر قاسم من يعرف عليهم، وقضينا هذيك الليلة نقبر في ناس" عن كتاب خربة خريش المهجرة والمدمرة للباحث أ.عبدالعزيز أمين عرار. طبعا بلغ عددهم 49 شخصا، ومن سخريات الامور أن فرضت صلحة على أبناء القرية من قبل عدوهم وحكم على المجرم شدمي دفع قرش وهذا هو ثمن العربي عند مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني ولا زالت الجريمة بلا عقاب للمجرمين.
شبكة البصرة الخميس 16 محرم 1437 / 29 تشرين الاول 2015 يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس |