مفهوم الحرية في الفكر العربي المعاصر
فكرت طويلا بعد القراءة و البحث في هذه المصطلح الكبير و لا اخفي عليكم انني رجعت لمعظم المفكرين من فلاسفة و علماء بارزين من افلاطون الى نيتشة و هيغل و ديكارت و ابن رشد و ابن سيناء و الى سارتر و ابن العروي و الكثير من الفلاسفة و نسخت اقوالهم عن الحرية بشكل عام و بشكل خاص عن مفهوم الحرية في الفكر بصراحة لم اجد ما يخدم هذا المفهوم الكبير لانهم خدموا بيئاتهم الحياتية من حيث المكان و الزمان و هذا لا يخدم بيئتنا العربية المعاصرة مع احترامي وتقديري لكل هؤلاء الافاضل من جمهرة الفلاسفة و العلماء .
ان تعريف مفهوم الحرية في الفكر العربي المعاصر لابد ان يكون من خلال الشخصية العربية المعاصرة . و صراحة لبسنا ثياب كثيرة لشخصيات عالمية فكانت في كل الاحيان لا تليق بالشخصية العربية لا قياسا و لا طولا فتمزقت عند اول منعطف من منعطفات الحياة العربية وقد شاهدنا ذلك منذ اكثر من 75 سنة من سنوات العجاف و الجفاف العربي المعاصر لم تخدمنا الراسمالية ولا الاشتراكية و لا الشيوعية و لا حتى الحركات الاسلامية الغريبة على الكثير من المجتمعات العربية المعاصرة و الشواهد و الادلة بين ظهرانينا و يذوق المجتمع العربي مرارتها في معظم الدول العربية .
ومن خلال البحث و القراءة وجدت ان مفهوم الحرية له شقان الاول الرضا و السعادة وهو مفهوم ديني لدى علماء المسلمين و ابرزهم ابن سينا و ابن رشد و اما المفهوم الثاني هو الحرية الحياتية لدى فلاسفة و علماء الغرب و تفوم على الحرية الاجتماعية و الحرية السياسية و باقي الحريات للحياة بشكل عام . واذا نظرنا الى المفهوم الاول لدى العرب هو مفهوم ديني فقط و كان الاولى ان يخدم باقي العناصر الحياة كلها فرضا الله من رضا الناس و نسأل هذا الفرد ما الخدمات التي قدمها للناس حتى يكسب رضا الله , اما المفهوم الفربي اهمل القيم الوجدانية عند الفرد بعد فصل الدين عن الحياة العامة فابدعوا بكل العناصر الحرية الحياتية وهي: الحرية السياسية و الحرية الاجتماعيىة و الحرية الفكرية .... الخ وهذا الابداع الفكري ادى الى خلق حياة امنة لدى هذا العالمهم حاليا و تفوقوا علميا و ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا حتى اخترقوا الفضاء ووصلوا الى مجاهيل الدنيا من خلال الحرية الفكرية و المجتمع العربي مازال يتغنى بالماضي و يبدع بالقتل و الدمار للشخصية العربية التي اصبحت مرعبة و ارهابية لكل الناس في الشق الاخر من هذا العالم . و أعزي هذه الامور ان اهل الفكر و الثقافة اخذوا من غرب و شرق و نسوا واقع الشخصية العربية المستقلة التي لاتلبس الا ثوبها العربي و المزخرف بالقيم الاسلام الحق لا المقاس الاسلامي المزيف لدى الكثير من الحركات الاسلامية التي لم تلبي رغبات الافراد في المجتمع العربي .
ان مفهوم الحرية في الفكر العربي المعاصر تنبع من افراد المجتمع العربي و تطلعاته للحياة دون اكراه من اي سلطة مجتمعية او خوف من مؤثرات سلبية في المجتمع و حان الوقت ان تتغيير القيم المجتمعية و ان تكون حرية الفكر و قبول الحوار و المناقشة و قبول الراي الاخر مهما كان دون اكراه من حاكم او محكوم .
ان الحرية الفكرية المنظمة بالانظمة و القوانين و التي يعرفها الفرد من خلال الممارسة اليومية ودون انفلات و لا اكراه من حاكم و محكوم تؤدي الى الابداع و التفوق و ازدهار الحياة في المجفمعات العربية وهو من المحرمات في هذا الوقت و ما الربيع العربي الذي قام به شباب الامة الا دليل على تطلعات جديدة للحرية الفكرية المعاصرة و اقول وااسفاه حول هذه الربيع للحكام لانهم لا يرغبون بتطلعات شباب الامة و سيؤدي قريبا لانفلات ضد هؤلاء الحكام و الصور الحياتية اليومية شاهد ودليل للانفلات من خلال تنظيمات و حركات ليس لها صلة بالشخصية العربية و لا بحرية الفكر المعاصر ..
و اقول ان الحرية للمجتمعات العربية حقيقة قادمة كالسيل الجارف هادما لكل سدود التخلف و الجمود الفكري في الحياة انه سيل عظيم ان لم يتغيير حكام الامة العربية و بسرعة اخذهم السيل كما اخذ غيرهم .
و ان الاوان ان يجتمع اهل العلم و اهل الفكر و الساسة لوضع تعريف واضح لمفهوم الحرية و الحرية الفكرية في حياتنا المعاصرة تحفظ من خلال الانظمة و القوانين ودون الاعتداء عليها من قبل الحكام و المحكومين . و اخيرا هل نقدر ان نصل لهذا المفهوم حتى يبدأ عصر الحرية في العالم العربي ونقول بدأ ربيعنا العربي؟؟؟!!!
.................................
د مثقال القاضي.