معبد يهودي في بغداد يتحول الى متجر للأثاث وضريح الى مكب نفايات
06.01.2016
لم يستطع معبد شماش في محلة العلوية ببغداد من الحفاظ على حرمته التي انتهكت بأبشع صورة وبني على ارضة متجر للأثاث يحمل اسم (أبو انس).
حين تتجول داخل ما تبقى من المعبد الذي شوهت معالمه جميعها تجد ان هنالك غرفة داخل هذه المتجر لم تزل تصرخ بيهوديتها وتدل على ان هذا المكان كان يستقبل أبناء الطائفة للعبادة داخله.
وشماش هو واحد من المعابد اليهودية الخمسين التي كانت قائمة في الماضي في العاصمة بغداد وتناقض عددها بعد الهجرة الجماعية في الخمسينات من القرن الماضي الى ستة معابد، هي كنيس مسعودة شمطوب وحاخام حسقيل و مئير الياهو وكنيس ارخيته بالإضافة الى المعبد الوحيد التي تمت المحافظة عليه مير طويق في حي البتاوين.
وكان اليهود البغداديون يذهبون كل يوم للصلاة في مير طويق ومسعودة شمطوب، اما الصلاة التي تقام كل يوم سبت فكانت تتم في المعابد الأخرى وتستمر لمدة ثلاثة ساعات حيث تبدا من الساعة الثامنة والنصف صباحا وفي بعض المعابد تبدأ من الحادية عشر وتستمر لساعة واحدة.
ولا اعلم ما حدث لاقدم معبد والذي يسمى (الصلاة) حيث قامت الجالية ببناء قسم صغير منه في اور يهودا كتذكار.
وفي يوم ما كان هذا المكان قبلة للمصلين الذي يفدون اليه يوم السبت الذي تبدأ طقوسه في البيوت منذ مساء الجمعة، حيث تقوم السيدات باشعال ما يسمى نور السبت، وهو عبارة عن مصابيح خاصة واضواء منيرة أكثر مما هو معتاد في الأيام الأخرى، وتدعو السيدات في صلاتهن في هذا اليوم ان يبارك الله في عملها واسرتها.
وتعود هذه الطقوس الى أولى الديانات الإبراهيمية (اليهودية)، فالسبت هو يوم العبادة او اليوم الأسبوعي المقدس لهذه الطائفة، حالها حال بقية الطوائف التي تأخذ يوما واحدا من أيام الأسبوع للعبادة كالمسيحيين الذين لهم يوم الاحد والمسلمين يوم الجمعة، ويبدأ يوم السبت عند الطائفة اليهودية منذ غروب الشمس من يوم الجمعة.
وكانت الجالية اليهودية التي عاشت في العراق لمدة 2600 سنة تمارس تلك الطقوس أيضا الا ان هذه الطقوس انتهت بتجريد اليهود العراقيين من جنسيتهم وتهجيرهم الى اسرائيل عنوة.
الإهمال والاعمال التخريبية المتعمدة لم تقتصر على المعابد اليهودية بل طالت دور العبادة التابعة لجميع الطوائف كالمسيحيين الذين يتعرضون الان الى ما تعرض له اليهود قبل اكثر من سته عقود.
ضريح يتحول الى أكبر مكب للنفايات
واحد من الاضرحة المقدسة التابعة للطائفة اليهودية في منطقة قنبر علي وهو قبر الشيخ اسحاق او كما يسميه البعض اسحاق اليهودي شهد مأساة حقيقة بتحوله الى أكبر مكب للنفايات مع أحد المعابد في المنطقة، الا انه رغم كل ما حدث لهذا الضريح من اهمال معتمد تجد بين النفايات بقايا شموع أشعلتها نساء مسلمات نذرا من اجل ان يرزقن بالذرية.
ويضم العراق العديد من المعابد اليهودية، اضافة الى وجود خمسة مراقد لأنبياء الطائفة.
وكان في العراق حتى فترة الاربعينيات من القرن الماضي مئة وثلاثين ألف يهودي الا ان اعدادهم بدأت بالتناقص لتصل بعد عام 2003 الى أربعة وثلاثين شخصا فقط، اما الان فيسكن في بغداد ستة يهود فقط من كبار السن.
عنكاوا كوم/خاص
بغداد / اسراء خالد
LikeCommentShare06.01.2016